أمريكا في عهد بايدن: ما مصير "الشريك الأمني"؟

إعداد - رؤى خضور

2021.02.24 - 07:03
Facebook Share
طباعة

 تترقب بولندا، حليفة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، بحبس الأنفاس مصير حلفها السياسي والإيديولوجي مع الولايات المتحدة باعتبارها شريك أمني رئيس لها، وباعتبارها أكبر عضو في الناتو على حدود روسيا، لكن تحالفها مع ترامب سابقاً والاختلافات الإيديولوجية قد يسبب مشاكل مع الإدارة الجديدة في البيت الأبيض.

لا شك أن الأعوام الأربعة لترامب كانت جيدة للعلاقات الثنائية للبلدين، شملت توثيق العلاقات الأمنية والاقتصادية والإعفاء من التأشيرة، فضلاً عن التعاون في مجال الطاقة النووية، وقد أعطتها علاقتها السياسية الوثيقة مع ترامب مساحة للمناورة في علاقاتها المشحونة مع الدول الأعضاء الأخرى في الاتحاد الأوروبي، لذا فإن الشعور السائد في وارسو الآن أن الأيام الخوالي قد ولت، صحيح أن الحكومة البولندية تتفهم أن العلاقة الأمنية والدفاعية ستستمر، وأن الأمريكيين ليسوا هنا بدافع حب بولندا إنما لخدمة مصالحهم، إلا أنها تتوقع من إدارة جو بايدن تقليل أهمية العلاقة السياسية، وحتى الآن لم يتواصل بايدن ولا وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين مع نظرائهما البولنديين. 

خلال فترة ترامب، اختفت حالة الديمقراطية البولندية من أجندة العلاقات الأمريكية البولندية، لذا من المتوقع أن هذا الوضع سوف يتغير الآن، ففي أول خطاب رئاسي له حول السياسة الخارجية في منصبه، أشار بايدن مراراً إلى أهمية (القيم والمؤسسات الديمقراطية) في السياسة الخارجية الأمريكية، ولكن كيف سيحدث هذا التغيير في بلد مثل بولندا؟

تستبعد وارسو أن تهتز العلاقة الأمنية مع الولايات المتحدة، في حين أن الجدل حول ذلك قائم في واشنطن، ومعظم الأصوات داخل الإدارة الجديدة تربط هذه العلاقة بالمخاوف، لذا من المرجح استخدام الضغط السياسي القديم وحديث كبار المسؤولين الأمريكيين عن مخاوفهم في السر، وربما في العلن.

في المقابل، فإن هدف الحكومة البولندية في مواجهة إدارة بايدن هو الحفاظ على مكاسب الأعوام الأربعة الماضية، والحفاظ أو حتى تعزيز العلاقة الأمنية الوثيقة مع واشنطن، لكن التركيز على الحفاظ على الوضع الراهن بالتزامن مع المخاوف بشأن التداعيات المحتملة لسياساتها المحلية غير المرضية لواشنطن، سيجعل طموح تعزيز وتنويع العلاقات البولندية الأمريكية بعيد المنال في الوقت الحالي. 

في كافة الأحوال، هناك مجالان لفرص التعاون السياسي يتعلقان ببلدان الشراكة الشرقية لأوروبا وتغير المناخ، فمن المحتمل أن تتخذ وارسو وواشنطن إجراءات مشتركة في دول الشراكة الشرقية، بحيث تأخذ بولندا زمام المبادرة بين الدول الأوروبية في التحدث مع الأمريكيين في هذا المجال، كما أن التعاون في قضايا تغير المناخ قد يخلق جواً مناسباً للتعاون في مشاريع الطاقة المتجددة، فهذه المنطقة بالغة الأهمية للأمريكيين ويمكن أن يتوسع التعاون إلى ما وراء الغاز الطبيعي السائل ليشمل استكمال وتعزيز التطبيقات النووية التي بدأتها إدارة ترامب.

تخبرنا أيام بايدن الأولى القليلة أن أمريكا توّاقة للانخراط مع العالم حالياً بعد دوامة الصراعات التي زجها فيها ترامب، بالتالي فإن إدارة بايدن لن توفر فرص التعاون مع كل من يخدم مصالحها، ونظراً لأن هذا التعاون يخدم مصالح وارسو أيضاً، سيكون على الأخيرة ربما التخلي عن الانتظار والترقب وسحب زمام المبادرة لإشراك واشنطن في أجندة جديدة مشتركة.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 10