شريك متكامل: العلاقات المتنامية بين روسيا والأردن

إعداد - رؤى خضور

2021.02.19 - 10:42
Facebook Share
طباعة

 جاء لقاء وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع نظيره الأردني أيمن الصفدي، هذا الشهر، تأكيداً على متانة العلاقات الثنائية بين روسيا والأردن، والتي لم تكن كذلك في فترة الاتحاد السوفيتي السابق، الذي منع عضوية الأردن في الأمم المتحدة حتى العام 1948، والذي لطالما نظر إليه الملك حسين باعتباره تهديداً لاستقرار الأردن، إلا أن تولي الملك عبد الله الثاني السلطة في العام 1999 عزز العلاقات الروسية الأردنية، وخلال العقدين الأخيرين توطدت علاقة شخصية وثيقة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ليعرب عبد الله الثاني في العام 2019عن دعمه لـ "الدور القوي لروسيا" في شؤون الشرق الأوسط.

ما سر العلاقة؟

لا شك أن شراكة روسيا مع الأردن ترتكز على الروابط التجارية المتنامية والمصالح المتقاربة في سورية وليبيا، وعندما توترت العلاقات الأمريكية الأردنية عقب اعتراف الرئيس السابق دونالد ترامب بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني في كانون الأول/ديسمبر 2017 ، ظهرت روسيا كمستفيد رئيس، وزادت التجارة بين البلدين وفُتحت الأسواق الأردنية أمام القمح والمنتجات الروسية.

وبالرغم من رفض الأردن الاقتراح الروسي لبناء محطة نووية في حزيران/يونيو 2018، فقد تركت روسيا الباب مفتوحاً لتزويد الأردن بمفاعلات وحدات صغيرة، أعقب ذلك إنشاء منطقة صناعية في الأردن خاصة للشركات الروسية، ووُقِّع عدد كبير من اتفاقيات التعاون الاقتصادي مع روسيا في العام 2019.

التعاون الأمني الإقليمي

إلى جانب توسيع الروابط التجارية، تعتبر روسيا الأردن شريكاً مفيدًا في الأزمات الأمنية الإقليمية، إذ تعاون الأردن مع روسيا في وجودها في سورية العام 2015، وصرح لافروف حينها أن روسيا نسقت مع الأردن في حملتها الجوية في سورية، وتم لاحقاً إنشاء آلية عمل بشأن التعاون الروسي الأردني في مكافحة الإرهاب في عمان، علاوة على ذلك، يعمل الأردن أيضاً كجسر بين التدخلات العسكرية الأمريكية والروسية في سورية، على سبيل المثال، استخدم الملك عبد الله الثاني الحوار مع موسكو لتعزيز التعاون بين الولايات المتحدة وروسيا ضد داعش في جنوب سورية، لتتطور هذه المشاورات بعد ذلك إلى تعاون مباشر بين روسيا والأردن في سورية، وقد أيد لافروف علناً جهود الأردن لإعادة بناء البنية التحتية المدنية في جنوب سورية، ودعم عمان لإعادة اللاجئين السوريين، كما شارك الأردن  كمراقب في محادثات السلام في أستانة بقيادة روسيا.

ويظهر التعاون الروسي الأردني أيضاً في ليبيا، إذ يتشاركان الهلع من تعاظم الوجود التركي في ليبيا، حيث تعمل المركبات المدرعة الأردنية جنباً إلى جنب مع أنظمة الدفاع الجوي الروسية لدعم قائد الجيش الوطني الليبي خليفة حفتر.

بالإضافة إلى الروابط على مستوى المجتمع المحلي بين البلدين، إذ ساهم وجود ما بين 12000 و 30.000 شيشاني في الأردن في توثيق العلاقات الثنائية، ويتمتع زعيم الشيشان رمضان قديروف بعلاقة عمل قوية مع الملك عبد الله الثاني، فضلاً عن وجود ما يزيد عن 100000 شركسي في الأردن، والعلاقات التجارية القوية خصوصاً في قطاعي البناء وتكنولوجيا المعلومات، كل ذلك عزز العلاقات الثنائية بين روسيا والأردن.

وعلى الرغم من ترحيب الأردن بانتخاب الرئيس الأمريكي جو بايدن، ما زالت عمان تنظر إلى روسيا كشريك أساسي، وفي الوقت الذي تسعى فيه إدارة بايدن إلى إحياء المفاوضات حول حل الدولتين في الكيان الصهيوني وفلسطين وتهدئة التوترات مع إيران ، يمكن للأردن توسيع موقعه كوسيط بين الولايات المتحدة وروسيا في سورية إلى مسارح جديدة، ويمكن لهذا الدور أن يسهل دخول الاستثمارات الأمريكية والروسية إلى الاقتصاد الأردني المتعثر، ويزيد من تطلعات عمان إلى النفوذ الدبلوماسي في العالم العربي.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 1