ما وراء تجاهل بايدن لـ نتنياهو؟

ترجمة : عبير علي حطيط

2021.02.03 - 04:27
Facebook Share
طباعة

 نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" مقالًا حول "الخوف الإسرائيلي من تعامل إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن الجديدة مع رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو"، فرغم مرور أكثر من أسبوعين تقريبًا على تنصيب بايدن، إلا أنه امتنع حتى اليوم عن إجراء الاتصال الهاتفي التقليدي مع نتنياهو، في حين أجرى بايدن اتصالًا هاتفيًا مع قادة عدد من الدول، بينها كندا، المكسيك، بريطانيا، فرنسا، ألمانيا، روسيا، اليابان وأمين عام حلف شمال الأطلسي (الناتو).

ورأى كاتب المقال أن بايدن "يهمش" نتنياهو بشكل غير مألوف، وأشار إلى أن الرؤساء الأميركيين السابقين، من جورج بوش الأب حتى دونالد ترامب، أجروا اتصالات مع رؤساء حكومات إسرائيليين خلال فترة تتراوح بين يومين إلى ستة أيام بعد تنصيبهم.

ولفتت المقالة إلى أن "أهمية هذه المحادثات بمجرد إجرائها. وما يقال فيها أقل أهمية، وسرعتها وترتيبها تشكل وفق الكود الدبلوماسي تلميحًا ورسالة حول العلاقات المهمة بالنسبة للولايات المتحدة، والمواضيع المركزية التي ستتعامل معها الإدارة. ولذلك، فإن تهميش نتنياهو، حتى لو تم الاتصال الهاتفي في نهاية الأمر، علينا أن نفهمه كتلميح هام إلى أن بايدن لا يرى بنتنياهو أنه حليفًا هامًا على الأقل".

وعزا كاتب المقال تعامل بايدن مع نتنياهو إلى أن الأخير راهن على الجمهوريين وترامب بشكل غير مسبوق من جانب رئيس حكومة إسرائيلي، كما أن نتنياهو تدخل في السياسة الأميركية الداخلية بشكل كبير، وقال "لقد راهن، وحظي بأربع سنوات من التنسيق المطلق مع إدارة ترامب. لكن مثلما حذر الكثير من الجهات الرسمية الإسرائيلية طوال الوقت، فإن لهذا الرهان ثمن. وأضر هذا الرهان بأحد أكبر كنوز كيان إسرائيل، وهو دعم الحزبين الأميركيين لإسرائيل".

وأضاف أنه بسبب نتنياهو، وبدلًا من تنافس الحزبين على من يحب إسرائيل أكثر، تحولت إسرائيل إلى داعمة للحزب الجمهوري، وأشار بالقول"لعار الإسرائيليين، فإنه خلال هجوم مؤيدي ترامب على الكابيتول، وإلى جانب الأعلام والرموز النازية الجديد، تم رفع علم إسرائيل أيضًا، وكمقامر لا يعرف متى ينبغي التوقف، استمر نتنياهو في الرهان الجمهوريين حتى اللحظة الأخيرة، وحتى عندما اتضح أن إسرائيل ستقف أمام إدارة ديمقراطية، وقد تأخر نتنياهو، بشكل غير مألوف، بالاتصال مع بايدن وتهنئته بفوزه في الانتخابات".

وتابع المقال أن الأهم من ذلك، هو أن نتنياهو حاول استغلال أشهر إدارة ترامب الأخيرة لصالح مصالحه السياسية، وحتى بثمن استفزاز إدارة بايدن. وهكذا عمل نتنياهو عشية تنصيب بايدن من أجل دفع مصادقة على البناء في موقع المستوطنة الجديدة في جنوب القدس المحتلة. فهو بحاجة سياسية من أجل تجنيد المؤيدين المستوطنين واليمينيين الأيديولوجيين، وليس مهما بالنسبة له إذا رأت إدارة بايدين بذلك استهدافًا خطيرًا لحل الدولتين والقانون الدولي.

وأشار المقال إلى أن بايدن وإدارته ملتزمون تجاه إسرائيل، فوزيرا الدفاع والخارجية الأميركيان الجديدان هاتفا نظيريهما الإسرائيليين. وكذلك فعل مستشار بايدن للأمن القومي. لكن إذا استمر نتنياهو في استفزاز بايدن لاعتبارات سياسية شخصية، فمن الجائز ألا يدفع نتنياهو فقط الثمن، وإنما الكيان الإسرائيلي ككل.

المصدر : https://m.jpost.com/.../israel-should-fret-less-about.../amp

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 7