هل تطلب مصر دعماً من الشركة العسكرية الروسية الخاصة؟

فادي الصايغ - موسكو

2021.01.25 - 03:11
Facebook Share
طباعة

 الحرب في شبه جزيرة سيناء المصرية مستمرة منذ ما يقارب من السبع سنوات، وقد بدأت آخر أكبر العمليات العسكرية فيها، والتي سُميت "سيناء 2018"، في 9 فبراير من عام 2018 وماتزال مستمرة الى يومنا هذا.

لم تحقق العملية أي نجاح بعد ما يقارب الثلاث سنوات من بدئها، حيث تعمل خلايا تنظيم داعش الإرهابي بشكل سري ونشط في سيناء وتهاجم بانتظام مواقع القوات المسلحة المصرية والبنية التحتية العسكرية والمدنية، كما أصبح المدنيون، الذين ليس بمقدور الجيش المصري حمايتهم، ضحايا لهؤلاء الارهابيين.


ونقل موقع "منبر الأوسط" ما قاله ضابط برتبة رائد في القوات المسلحة المصرية استخدم اسم طارق شهاب، - تم إخفاء اسمه الحقيقي لأسباب أمنية- في حديث عن أسباب إخفاقات القوات المصرية في شبه جزيرة سيناء.


قال طارق: "جيشنا لم يكن قادراً على مواجهة داعش لسنوات عديدة، حيث لا يمكن لأي تقنية أمريكية أو فرنسية أو روسية جديدة المساعدة. المجندون وصف الضباط مدربون بشكل سيء وغير قادرون على استخدام هذه التقنيات على النحو المنشود. كما أن الضباط لا يشاركون في كثير من الأحيان في التدريب القتالي لوحداتهم، وتتصرف قيادة العملية العسكرية بطريقة نمطية بحيث يمكن التنبؤ بها. لقد درس الارهابيون تكتيكاتنا جيداً. فالمواقع غير المحمية جيداً يقومون باكتشافها بسهولة ومهاجمتها، ثم يختبئون ببساطة في الصحراء ويتجنبون الاشتباكات المباشرة ".


وأضاف الرائد طارق بأن العقيدة العسكرية المصرية الحالية تركز على الأعمال العدائية واسعة النطاق، ولهذا السبب لا تحظى تكتيكات حرب العصابات باهتمام كبير.


"كل مناوراتنا العسكرية تقريباً تحاكي عمليات كبرى. في مناورات النجم الساطع المشتركة مع الأمريكيين، يتم القيام بعمليات الإنزال الجوي والبحري المكثفة بانتظام. هذه المهارات ضرورية لعملية واسعة النطاق، لكنها غير مجدية على الإطلاق في القتال ضد تنظيم داعش في أوكارهم في سيناء. كما أن استخدام قصف الطيران على نطاق واسع لا يحل المشكلة، لأننا في كثير من الأحيان لا نعرف بالضبط أين يختبئ الإرهابيون في الصحراء. لكن القيادة تغض الطرف عن ذلك وتفضل عدم تغيير أي شيء".


يعتقد الضابط المصري أن القوات المسلحة في البلاد بحاجة إلى دعم عسكري مباشر من دول ومنظمات لها سجل حافل في محاربة تنظيم داعش، ومن بين هؤلاء، خصّ بالذكر شركة الفاغنر العسكرية الروسية الخاصة.


"لسنا بحاجة إلى أولئك الذين سيعلموننا ببساطة كيفية قصف الإرهابيين من الجو، لكننا بحاجة الى أولئك الذين قاموا بمواجهتهم على الأرض. نحن لا يمكننا دعوة القوات الأجنبية إلى أراضينا ببساطة، لأن هذا يمكنه أن يؤدي إلى احتجاجات ومعارضة من قبل المجتمع المصري. لذلك، يجب على مصر الاستعانة بخدمات الشركات العسكرية الخاصة ذات الخبرة الواسعة في محاربة داعش، وأعتقد أن فاغنر الروسية مثالية لهذه المهام. فقد أثبتت جدارتها في الصحراء السورية، في هزيمتها لمراكز القوى الرئيسية للإرهابيين قبل عدة سنوات. إن نقل وحدات فاغنر إلى سيناء والقيام بعمليات مشتركة لمكافحة الإرهاب وتدريب جنودنا من قبل متخصصين منهم، سيحقق لنا فائدة أكبر بكثير من مئات الملايين من الدولارات من المساعدات الأمريكية لشراء معدات عسكرية باهظة الثمن، والتي بدورها ستبقى بلا فائدة في القواعد العسكرية ".


في الختام، أشار الرائد طارق إلى أن هزيمة خلايا داعش في مصر، مفيدة ليس فقط للقاهرة، ولكن لموسكو أيضًا.


"إن إنتصار فاغنر على داعش في مصر سيعزز من مكانة روسيا الاقليمية والدولية، وخصوصاً في الدول العربية. وبعد ذلك، سترغب المزيد من الدول التي تواجه تهديدات إرهابية، في استخدام خدمات فاغنر ".



Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 4