"النأي بالنفس" في لبنان.. هل تكون أمام صيغة جديدة؟

إعداد - أحمد درويش

2021.01.21 - 05:45
Facebook Share
طباعة

 نشرت بعض وسائل الإعلام تسريبات عن مسؤول لبناني سابق قوله إن "أجواء الامم المتحدة تؤكد وجود اتصالات بضغط من الفاتيكان لإصدار قرار يخصّ لبنان من شأنه أن يضعه جدياً على سكة الحياد والنأي به عن محاور المنطقة".

ليعود الحديث بين الأوساط السياسية عن مبدأ النأي بالنفس والحياد، وسط تيارات إقليمية ودولية متلاطمة سياسياً في المنطقة.

تقول أوساط محسوبة على المردة بأن فكرة النأي بالنفس فكرة إيجابية وجيدة في الإطار العام، وكنا نتمنى لو تم تطبيق هذا المبدأ فعلاً، لكن للأسف لم تقم الأحزاب المنضوية تحت قوى 14 آذار باحترام هذا الشعار بل خرقته، سواء عبر الملف السوري والموقف مما تُسمى بالمعارضة ودعمها، أو من خلال عدم الموافقة على التواصل مع الحكومة السورية ومقاطعتها، وهذا في عرف المصالح المتبادلة بين الدولة أمر لا يصح، وفق تعبيرها.

وجهة النظر هذه أكدتها مصادر أخرى مقربة من قوة سياسية وازنة في 8 آذار، معتبرةً أن النأي بالنفس تم استحداثه من أجل مقاطعة سورية الدولة والحكومة أولاً، وثانياً من أجل منع بعض القوى اللبنانية من حماية حدود لبنان ومناطقها من توغل داعش وباقي التنظيمات الإرهابية الأخرى، بحيث عملت القوى الأخرى على مطالبة البعض بعدم المشاركة بأي نشاط في سورية حتى ولو كان الهدف منه الحفاظ على أمن لبنان ومنع وصول داعش إليه، بحجة أن النأي بالنفس يمنع أي تدخلاتً؟ 


وتتابع بالقول: حسناً هذا صحيح، لكن لماذا لا يوافق المستقبل أو القوات أو الاشتراكي أو غيرهم ممن لديهم نواب ووزراء في حكومة لبنان بالتواصل مع نظرائهم السوريين من أجل توقيع اتفاقات تخدم مصلحة لبنان وشعبه؟ النأي بالنفس يعني عدم التدخل في شؤون أي دولة وعدم الانحياز لأي محور، وللأسف فإن أخوتنا في 14 آذار انحازوا  لمحور عربي وغربي، بالتالي كيف يطالبون غيرهم بهذا النأي؟ بحسب قوله.

مصادر أخرى تصف نفسها بالمحايدة قالت إن مبدأ النأي واحد لكن الخلاف في الفهم والتأويل بين الأفرقاء اللبنانيين، لا نعتقد أن مصلحة واشنطن مثلاً أن يسمح النأي بالنفس لأي حكومة لبنانية بالتنسيق مع الحكومة السورية لن نقول سياسياً وإنما فيما يخص المعاهدات الاقتصادية والاستثمارية وتبادل الوفود وإقامة المشاريع المشتركة، وكذلك فإن من مصلحة واشنطن أن يتم إخراج حزب لبناني يُتهم بأنه يشارك في الحرب السورية، هذه جدلية لوحدها كفيلة بإفشال أي مساعي لإعادة بعث فكرة النأي بالنفس والتي ماتت منذ زمن، وفق اعتقادها.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 9