صراعات السلطة في حكومة الوفاق تتأجج

فادي الصايغ - موسكو وكالة أنباء آسيا

2020.12.02 - 04:04
Facebook Share
طباعة

منذ نحو أسبوعين اندلعت حرب تصريحات بين الكبير ورئيس مؤسسة النفط الليبية مصطفى صنع الله، الأمر الذي فسره كثير من السياسيين أن العملية السياسية الجارية ستشهد استبدال مسؤولين على رأس المؤسسات السيادية بما في ذلك مؤسسة النفط والمصرف المركزي.
القصة بدأت بين الكبير وصنع الله بعدما وجه الكبير اتهاما إلى له بإخفاء عائدات النفط، ورد عليه صنع الله بالقول إن العائدات تم تحويلها وتجميدها في مصرف ليبيا الخارجي بحسب الاتفاق الذي جرى بين السلطات في الشرق والغرب لإعادة ضخ النفط الذي كانت قبائل الشرق قد أوقفته بسبب اتهامات للصديق الكبير بالتوزيع غير العادل للثروة ومحاباة رجال أعمال محسوبين على الإسلاميين مقابل تهميش إقليم برقة.
وكان بعض الخبراء في ليبيا قد أشاروا إلى أن الصراع هدفه الضغط على الكبير من أجل دفعه للإستقالة، حيث و يعتقد آخرون أن لتركيا يدا في القضية، فهي تسعى جاهدة لإبقاء الكبير على رأس المصرف المركزي لخدمة مصالحها، خاصة و أن المسار السياسي قد تعثّر ويمكن القول أنه فشل.
وكان صنع الله قد هاجم قبل وقت سابق الصديق الكبير وقال إن سياساته فاشلة وأضاعت أموال الليبيين المتأتية من إيرادات النفط، متسائلا أين ذهبت الـ186 مليارا من إيرادات النفط خلال السنوات الأخيرة والتي أحيلت إلى المصرف المركزي؟، مضيفا صُرف هذا المبلغ ولكن هل تحسنت معيشة الليبيين؟ هل انتهت الطوابير؟
لكن القضية تزداد تشويقا عند دخول فايز السراج اللعبة، حيث يسعى للتخلص من الكبير الذي ساءت علاقته به خلال الفترة الماضية عن طريق الاستعانة بمصطفى صنع الله، موضحة أن السراج يأمل في استغلال غياب أي اتفاق سياسي حول مستقبل ليبيا للحفاظ على منصبه، ويسعى إلى دعم موقفه من خلال وضع المؤسسات المالية الوطنية تحت سيطرته، بمساعدة رئيس المؤسسة الوطنية للنفط.
الأوضاع في ليبيا أصبحت تشبه مسلسلا لاتينيا إلى حد ما، فبعد حوار تونس الفاشل، أطلقت أبواق التطبيل لسلطة الفساد في ليبيا العنان لإجراء ملتقى آخر في مدينة غدامس.
الحوار مهزلة كبيرة حيث أن معظم المشاركين سيحظرون بالوكالة، أما الراعي و المشرف على هذه المهزلة هو الميليشاوي المشهور أسامة الجويلي. الملتقى حُكم عليه بالفشل قبل بدايته و لن يسمن ولن يغني من جوع. أما في الجهة الأخرى، فقد نشب خلاف بين باشاغا وزير داخلية حكومة الوفاق، و عبد الرؤوف كارة اللذان بدورهما دخلا خط المواجهة. فباشاغا لديه مصالح و نسبة كبيرة في هذه الأموال ويدير عدة ميليشيات في طرابلس وغيرها، بينما قلب كارة الموازين خلال الأسابيع الماضية بتمرده على باشاغا و الكل في طرابلس، ليصبح الرجل رقم واحد على رأس الميليشيات.
وفي هذا الصدد، يمكن أن يستعمل السراج كارة والميليشيات للضغط على الكبير و تخويفه. فهل سنرى أبوابا جديدة تُفتح في هذا المسلسل؟
 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 10