ترسيم الحدود البحرية.. الإخفاق الإسرائيلي يفرمل المفاوضات

يوسف الصايغ - بيروت وكالة أنباء آسيا

2020.12.02 - 03:05
Facebook Share
طباعة

بعد ساعات على إعلان الجانب الإسرائيلي عزوفه عن المشاركة في الجولة الخامسة من مفاوضات ترسيم الحدود البحرية غير المباشرة مع الجانب اللبناني، والتي تتم برعاية الأمم المتحدة في الناقورة، حط رئيس الوفد الأمريكي الوسيط في المفاوضات، جون ديروشيه، في بيروت، وزار قصر بعبدا برفقة السفيرة الأمريكية في بيروت دوروثي شيا والمستشار السياسي أودري كيرانينجيث، ثم عقد لقاء مع الجانب اللبناني، عرض السفير ديروشيه خلاله المراحل التي قطعتها عملية التفاوض والدور الأمريكي فيها، متمنياً استمرارها لما فيه مصلحة الجميع.

من جهته، أكد الرئيس ميشال عون أن لبنان متمسك بسيادته على أرضه ومياهه، لافتاً الى أنه يريد أن تنجح مفاوضات الترسيم البحرية، لأن ذلك يعزز الاستقرار في الجنوب، وسيمكّن من استثمار الموارد الطبيعية من غاز ونفط.

في سياق متصل، تشير مصادر متابعة لوكالة أنباء آسيا إلى أن "تراجع الوفد الإسرائيلي عن المشاركة في الجولة الخامسة من المفاوضات غير المباشرة ليس مستغرباً، خصوصا بعد كلام وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينيتس الذي عرض على رئيس الجمهورية ميشال عون إجراء تعديل على طبيعة المفاوضات، وتحويلها من مفاوضات غير مباشرة إلى مفاوضات علنية أو سرية في إحدى الدول الأوروبية ليأتي الحل للحدود البحرية مرة واحدة وللأبد".

وعليه، تعتبر المصادر أن كلام الوزير الإسرائيلي وما رافقه من تضليل إعلامي حول تبديل لبنان لموقفه من مسألة ترسيم الحدود البحرية، يعكس الهدف الحقيقي الذي تسعى إليه تل أبيب من المفاوضات ،التي تأتي بالشكل تحت عنوان ترسيم الحدود البحرية، أما المضمون فهو مختلف، حيث أن الخطة الرئيسية فشلت في تحويل المفاوضات غير المباشرة إلى مفاوضات مباشرة بين الجانبين اللبناني والإسرائيلي، والاستفادة من أجواء التطبيع القائمة في المنطقة بين عدد من الدول العربية وإسرائيل".

وفي سياق تأكيد وجهة النظر حول موقف إسرائيل الحقيقي من المفاوضات، تلفت المصادر إلى أن "إسرائيل تستثمر منذ فترة في حقل كاريش، وبالتالي هي ليست بحاجة إلى استخراج الغاز من الحقول المتنازع عليها مع لبنان، ولديها ما يكفي من مخزون تستخدمه، كما أنها لا تقوم بتصدير الغاز إلى أي دولة".

وعليه ترى المصادر أنه "تمت فرملة مفاوضات ترسيم الحدود بعد الإخفاق الإسرائيلي، واصطدام فريقه المفاوض بما يمتلكه الجانب اللبناني من وثائق وخرائط موثقة، والتي تثبّت حق لبنان بالحصول على 1430 كلم وفق الخط الرابع الذي رسمه الجيش وخبراؤه، إضافة إلى 860 كلم التي تم التفاوض عليها وفق مبادرة السفير الأميركي فريدريك هوف، وبالتالي نسف الجانب اللبناني ما حاول الجانب الإسرائيلي تسويقه من خلال وضع النقطة B23 كمنطلق للتفاوض".

وبناء عليه، يبدو أن مفاوضات ترسيم الحدود دخلت في ثلاجة الانتظار ريثما يتم انتقال زمام السلطة من إدارة ترامب الحالية إلى الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة الرئيس الديمقراطي جو بايدن، ويبقى الثابت الوحيد أن الهدف الإسرائيلي من المفاوضات فشل في تحويل مفاوضات ترسيم الحدود غير المباشرة في الناقورة من إطارها التقني، وإكسابها بُعداً سياسياً يشكل خطوة أولى نحو مسلسل التطبيع الذي تستكمل حلقاته يوماً بعد يوم". 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 8