كيف يمكن لأمريكا استغلال كورونا لتحقيق مكاسب رياضية بغرض سياسي؟

خاص _ آسيا

2020.11.27 - 05:50
Facebook Share
طباعة

 كما ذكرنا سابقا في مقالنا الأول أنه بحلول نهاية عام 2020 ، وعدت محكمة التحكيم الرياضية في لوزان بإعلان القرار في قضية الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات (وادا) والوكالة الروسية لمكافحة المنشطات (روسادا).

فإذا قررت محكمة التحكيم الرياضية لصالح موسكو ، فسيكون للرياضيين الروس مرة أخرى الحق في التنافس في المسابقات الدولية الكبرى تحت العلم الوطني .

أما أولئك الذين يخشون عودة روسيا إلى الرياضة العالمية يأملون في أن يكون الحل المعاكس. لكن هناك أيضًا خيار ثالث، ألا و هو محاولة تأخير الإعلان عن القرار قدر الإمكان من أجل تعطيل خطط موسكو الرياضية لعام 2021.

و يجب أن يؤخذ في الاعتبار أن عام 2021 هو عام خاص للرياضات العالمية. 

و خصوصا" الحدث الرياضي الرئيسي المتمثل بالألعاب الأولمبية الصيفية في طوكيو، لكن بسبب فيروس كورونا تم تأجيلها بالفعل لمدة عام ، لذلك يتوقعها و يترقبها بشكل خاص الرياضيون والمشجعون والمسؤولون الرياضيون وقيادة الدول المشاركة.

تاريخيا" لطالما احتلت موسكو في الألعاب الأولمبية دائمًا المراكز الأولى في ترتيب ميداليات الفرق ، إذا كان قرار محكمة التحكيم الرياضية إلى جانبها الآن ، فإن روسيا ستبذل قصارى جهدها لتأكيد وضعها كقوة رياضية عظيمة.

لعل الكبرياء الجريح والغضب الرياضي مما حدث ، والرغبة في إدراك الفرص الضائعة وإثبات تفوقهم دون تعاطي المنشطات هم أبرز الدوافع التي ستساعد على تحقيق هذا الانتصارات. 

و إن هذه الانتصارات إذا تحققت ستكون خير دليل على براءة روسيا، و سيتم التأكد من أن الانتصارات ستكون نظيفة ، لأنه ستكون الحالة البدنية للرياضيين الروس تحت المجهر و قيد الدراسة ، و مع كل هذه الإجراءات الكاملة لا أحد يجرؤ على تحفيز نفسه بمساعدة المنشطات الغير المشروعة.

أما من جانب من لا يرغبون بالسماح لروسيا بتجاوز جميع المنافسين في المستقبل القريب ، سيبذلون محاولات عديدة لتأجيل موعد إعلان قرار محكمة التحكيم الرياضية قدر الإمكان.

 فيما لو بقيت محكمة التحكيم الرياضية صامتة ، فإن عقوبات الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات ضد جميع الألعاب الرياضية الروسية ستظل سارية المفعول.

وإن هذه العقوبات غير مسبوقة في شدتها و قسوتها، و لعلها هي الحالة الوحيدة في تاريخ الرياضة العالمية عندما لا يتم استبعاد الرياضيين الأفراد المدانين بتعاطي المنشطات ، ولكن معاقبة الرياضة الوطنية بأكملها في البلاد، و ذلك وفقًا لمبدأ المسؤولية الجماعية كما يدعون، أي معاقبة دولة بأكملها على انتهاكات أفراد معينين. 

فبالمحصلة هذه لم تعد رياضة بل تحولت إلى إحدى ميادين الصراع السياسي.

إذا اعتبرنا أن الخصم الرئيسي لروسيا على المسرح العالمي في جميع المناطق اليوم هو الولايات المتحدة الأمريكية ، فسيتضح لنا من يقف وراء هذه القسوة الاستثنائية للوكالة العالمية لمكافحة المنشطات ، و بالمناسبة يقع المقر الرئيسي لـ WADA في مونتريال كندا التي تعد من أقرب حلفاء الولايات المتحدة بما في ذلك جغرافيًا.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 7