"المعارضة" السورية تنتظر بايدن "على أحر من الجمر".. فهل سيحقّق تطلعاتها؟

علي مخلوف

2020.11.26 - 11:48
Facebook Share
طباعة

 
تترقب "المعارضة السورية" الخارجية وبعض أنصارها في مناطق الشمال التي تسيطر عليها جماعات مسلحة مدعومة تركياً، بدء الرئيس جو بايدن لممارسة مهامه التي لن يتسلمها قبل الـ 20 من الشهر القادم بشكل فعلي. وعملياً حتى بداية العام القادم، حيث سيكون عليه تعيين فريقه ومساعديه، قبل أن تتبلور الملامح الأولى لسياسة إدارته.
لم تكن إدارة ترامب بحسب بعض المعارضين على قدر أمنياتهم، فلم يتم استخدام القوة العسكرية إلا بطريقة استعراضية ومحددة، ولحفظ ماء الوجه ، وذلك رداً على الاستخدام المزعوم للسلاح الكيميائي في خان شيخون العام 2017.
فضلت واشنطن دعم الأكراد، وتحديداً "قسد" على بقية الجماعات المسلحة، كون الأخيرة راديكالية متطرفة، فعندما قامت أمريكا بمحاولة إنشاء ما يُسمى "الجيش الوطني" والذي يضم ما بقي من"الجيش الحر" وقتها لم يتبق من برنامج تدريب هؤلاء سوى العشرات، فغضت واشنطن النظر، وقررت البحث عن آخرين ، ووجدت ضالتها بـ"قسد".
تواجد القوات الأمريكية شرق سورية، والاستحواذ على النفط السوري بتعاون مع "قسد"، وعدم السماح للأتراك بالاقتراب من هناك، والتراجع نسبياً عن التأثير في المنطقة لصالح روسيا، وفق رأي البعض أصاب هؤلاء الـ " المعارضين" بخيبة أمل كانوا قد عولوا عليها قبيل انتخاب ترامب.
اليوم تُعاد الكرة مع بايدن، حيث ينتظر الكثير منهم سياسات "أكثر جدية" بحسب وصفهم تجاه الحكومة السورية وحلفائها في المنطقة، لا سيما مع التسريبات التي تحدثت أن إدارة بايدن ستعمل على رفع مستوى الضغط على دمشق، ومواصلة عرقلة إعادة الاعمار، إضافةً لاستعادة زمام المبادرة من روسيا وإعادة ما تسميه الأوساط الأمريكية بالحضور الأمريكي في المنطقة، ما يعني أن واشنطن قد تعمد إلى عرقلة كل ما تعمل موسكو وحلفاء دمشق لتحقيقه بشكل أكثر عدائية وصرامة، ما يدع مجالاً للتصعيد، وهذا سبب آخر ساعد في نشر الأمل لدى "المعارضة" السورية.
والآن يتم تعويم بعض الأسماء لشغل مناصب هامة في إدارة بايدن على رأسهم مايكل مور المنظر في علوم العمليات النفسية والتخريب الناعم للدول اعتماداً على تفتيتها، ويُقال بأنه من أبرز مرشحي بايدن لرئاسة الاستخبارات المركزية، وهو من أصحاب نظرية الاستهداف الشخصي لأي تهديد في أي دولة سواءً اكان رئيساً أم مسؤولاً، أي أنه يفضل سياسة التصفيات وإشاعة الفوضى التي تساعد أكثر في شل حركة الحياة اليومية في المجتمع المستهدف .
في المقابل، هناك من يرى بأن الإدارة الأمريكية ستعمد إلى تخفيف حدة الصدامات والتركيز على الصفقات، وهو ما يثير مخاوف المعارضة من اتفاق أمريكي ـ روسي ما سيكون على حسابها، كما أن أنقرة ليست مرتاحة تماماً لوصول بايدن، وتترقب سياسته الخارجية، لا سيما وأن واشنطن في عهده قد تعمد إلى تصفية الحركات الراديكالية المدعومة تركياً ودعم جماعات أخرى شبيهة بـ"قسد" لا تعتمد في تشكيلها على الانتماءات الدينية، بايدن مولع بالتجربة الكردية وصرح علانيةً بأن الجبال ليست وحدها أصدقاء الأكراد؛ بل أمريكا أيضاً، وهو ما سيمهد من الآن إلى توتر مع أنقرة.
المتوقع للقادم هو أن يحتفظ بايدن بالتواجد العسكري شمال شرقي سورية، لدعم مشاريع "قسد"، ولتأمين حقول النفط والضغط على دمشق ،مع إبقاء إعادة مسار مفاوضات جنيف شكلياً، فيما تقول المعلومات بأن إدارة بايدن ستعمد إلى دعم قيام كيان كردي ذو حكم مستقل، أي كيان داخلي ومساومة الحكومة السورية على قانون "قيصر" ووقفه بناءً على ذلك، فيما سيصطدم ذلك برفض متوقع من سورية وإيران وتركيا والعراق.
أخيراً، تجدر الإشارة إلى أن بايدن هو من قاد مشروع تفتيت العراق عام 2003 وهو من اقترح عام 2006 قيام دولة كردية على الحدود الجنوبية الشرقية لتركيا وأن يكون الحسم في سوريا عسكرياً وليس سياسياً.
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 4