العُقد تستعصي على الحل: امتعاض دولي من المماطلة في تشكيل الحكومة اللبنانية

إعداد - سيمار خوري

2020.11.21 - 04:55
Facebook Share
طباعة

 معلومات غزيرة ومتضاربة حول عقبات التشكيلة الحكومية ومواقف القوى المعنية بتشكيلها، حيث مل اللبنانيون تلك الأعراف الكيدية، فيما تخندق الباقون وراء انتماءاتهم التي لم تغيرها ثورة قامت بالأمس ورفعت شعار "كلن يعني كلن" ليتبخر هذا الشعار ويبقى اتفاق الطائف اشبه بكتاب مقدس لا يقبل المس والتحريف، يقول أحد المتابعين .

حول عُقد تأليف الحكومة اللبنانية، تفيد المصادر بأنها تكمن في موضعين؛ داخلي مرتبط بحصّة رئيس الجمهورية وفريقه في الحكومة، وكذلك كيفية تسمية الوزراء المسيحيين ، والآخر مرتبط بعامل خارجي، حيث أكّدت المصادر أنّ ثمة جهات خارجية تؤدي دوراً خفياً في اتجاهين: الأول: عدم الاستعجال في تشكيل الحكومة في انتظار جلاء صورة المنطقة، وكذلك جلاء الصورة الدولية، وما سيَرسو عليه المشهد الاميركي بعد الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الاميركية، والثاني: محاولة تحديد شكل الحكومة قبل ولادتها، وتصرّ بشكل خاص على إبعاد إحدى القوى السياسية الوازنة عن الشراكة فيها، إن كان عبر مشاركتها المباشرة فيها أو حتى عبر تسميتها لوزراء فيها. وهذا الأمر أحدثَ إرباكاً على خط التأليف، صَعّب على الرئيس المكلّف مهمّته.

وعلى صعيد خلاف الحريري ـ باسيل الذي حاول المبعوث الفرنسي رأب صدعه، تقول مراجع وُصفت بالمطلعة، أن الرئيس الحريري ليس في وارد اللقاء مع باسيل حالياً، فيما تشير معلومات المصادر ذاتها إلى أن الموفد الفرنسي باتريك دوريل طلبَ صراحةً من أحد الثنائيين الشيعيين أن يؤدي دوراً لتليين موقف باسيل وحَمله على تسهيل مهمة الحريري في تأليف الحكومة، فأتى جواب تلك الجهة أنه حريص على تسريع الحكومة .

فيما تقول مصادر مقربة من قوى 8 آذار أن النائب جبران باسيل يريد مصادرة التمثيل المسيحي في الحكومة ظناً منه بأنه يحمي نفسه من العقوبات الأمريكية المفروضة عليه، وبالتالي يريد السيطرة على الثلث المعطل في الحكومة لتمرير رسالة بأن هذه العقوبات لن تؤثر على مستقبله السياسي وفق قولها.

من جهتها، تؤكّد مصادر مقربة من قوى 14 آذار أن من أبرز العراقيل التي يتم تجاهلها أو عدم التركيز عليها هو الفيتو الأميركي على تمثيل أحد الأحزاب الوازنة في الحكومة العتيدة، سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة، لكنها لفتت إلى أنّ رئيس الحكومة المكلف، على ما يبدو، يتجنب الإشارة إلى هذا الأمر، حيث يُفضل حصر المسألة بالتمثيل المسيحي، نظراً إلى أن القدرة على الاستثمار في الخلاف أكبر بحسب قولها.

في سياق متصل، لم يخف المنسق الخاص للأمم المتحدة يان كوبتيش الامتعاض الدولي مما يجري في لبنان، حيث أشار إلى أن المجتمع الدولي يهتم بعافية ومصير لبنان وشعبه، وأنهم قلقون لغياب الإجراءات والمماطلة أكثر من النخب السياسية في البلد ، موضحاً أنّ اجتماع مجموعة الدعم الدولية بحث بقلق بالغ تفاقم الأزمة المتشعبة في لبنان، كما استنكر عدم إحراز تقدم في تشكيل الحكومة، وعدم وجود إجراءات أكثر حزماً من قبل مؤسسات الدولة والمؤسسات المالية.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 9