كشفت مصادر أهلية لـ "وكالة أنباء آسيا"، عن قيام القوات التركية بمنح مساحات زراعية في محيط قرية "بافليون"، بريف محافظة حلب الشمالي الغربي، لنحو ٧٠ من عوائل عناصر الفصائل المسلحة الموالية لها، مشيرةً إلى أن العوائل المستفيدة من القرار التركي بدأت قبل أيام ببناء منازل سكنية في منطقة "جبل بافليون"، الذي يشرف على القرية.
تؤكد المصادر التي فضلت عدم الكشف عن هويتها خلال حديثها لـ "وكالة أنباء آسيا"، عن تقديم جمعيات قطرية مبالغ مساعدات مالية للعوائل المستفيدة من قرار توزيع المساحات الزراعية والسماح ببناء منازل، وقد خصصت منظمة "بيان"، راتباً شهرياً للعوائل التي ستوطن في قرية "بافليون"، قيمته ٢٠٠ دولار أمريكي شهرياً، وكانت هذه المنظمة قد أنشأت مجموعة من المساكن في ساحة كانت تستخدم للاحتفال بـ "عيد النيروز"، بالقرب من قرية "أبرز"، التي يسميها الأكراد بـ "آفروزيه"، وذلك خلال شهر أيلول الماضي، ومن المقرر أن يتم منح المساكن لمجموعة من العوائل التي ترتبط بالفصائل الموالية للقوات التركية.
الدعم القطري المقدم من قبل المنظمات القطرية هو العامل المساعد على إحداث تغيير ديموغرافي سريع في مناطق شمال غرب محافظة حلب، وتشير الإحصائيات غير الرسمية التي حصلت عليها "وكالة أنباء آسيا"، من مصدر فضل عدم الكشف عن هويتها، إلا أن نسبة الكرد في هذه المناطق انخفضت من ٩٠% قبل آذار ٢٠١٨، إلى أقل من ٢٠% حالياً، لافتاً إلى أن القوات التركية والفصائل الموالية لها يقومون بالتضييق على السكان الأصليين للمنطقة من المكون الكردي والإيزيدي لإجبارهم على مغادرة قراهم بهدف توطين عوائل عناصر الفصائل المسلحة التي تتقاسم خارطة الانتشار في المنطقة.
وتنشط "منظومة قطر لإعادة الأمل للأرامل"، في المنطقة لدفع الشبان من مقاتلي الفصائل المسلحة على الزواج من "الأرامل"، المقيمات في المخيمات الواقعة في شمال الأراضي السورية، وتفيد المعلومات بانها تقدم منحة مالية لأي شاب يعقد قرانه على إحدى النساء اللواتي فقدن أزواجهن خلال الحرب، وترتفع قيمة المبلغ المالي إلى ٣٠٠٠ دولار إذا ما كانت المرأة زوجة سابقة لأحد عناصر الفصائل ممن قتلوا في المواجهات الحاصلة في سورية أو سواها، وهذه المنحة مشروطة بكتابة تعهد خطي من قبل الشاب بعدم تطليق المتزوجة قبل خمس سنوات من تاريخ عقد القران أياً كانت الأسباب، كما تقدم المنظمومة القطرية راتباً شهرياً لـ "الأرامل"، غير المتزوجات انخفض حالياً إلى ١٥٠ دولار أمريكا.
يصف الصحفي الكردي "روني حسن"، ما يحدث من خطوات التغيير الديمواغرفي في مناطق شمال غرب محافظة حلب، بأنه من الاهداف الأساسية للعمليات التركية في الشمال السوري بما يخلق للحكومة التركية هامشاً أمنياً على حدودها الجنوبية من خلال ابعاد المكون الكردي عن المناطق السورية القريبة منها بما يجعل من احتمال تحول هذه المناطق لبؤرة انتشار للفصائل الكردية المسلحة أمراً مستحيلاً، إذ تعتبر أنقرة إن تمدد حزب العمال الكردستاني من خلال هذه الفصائل إلى الشمال السوري، شكلاً خطراً على أمنها القومي، لكونها تعتبر "الكردستاني"، الموضوع على لائحة التنظيمات الإرهابية من قبل مجلس الامن الدولي، العدو رقم واحد في حساباتها الدفاعية.