الإعلام العبري يتشفى: عودة السلطة الفلسطينية للتنسيق دليل على فشلها في منع التطبيع العربي

ناصر البرغوثي - رام الله

2020.11.19 - 05:58
Facebook Share
طباعة

 يحتفي الإعلام العبري هذه الأيام بالزيارات التي قامت وتقوم بها وفود عربية رسمية، استعداداً لتبادل السفارات مع الكيان. بالمقابل، لا تتوانى الصحافة الإسرائيلية عن التشفي بالسلطة الفلسطينية التي قررت إعادة التنسيق الأمني مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي.

ورأت العديد من الصحف العبرية أن عودة رام الله للتطبيع مع تل أبيب دليل على خطأ السلطة الفلسطينية في مقاطعة تل أبيب سابقاً.

فقد رأت صحيفة هآرتس أن عودة السلطة الفلسطينية للتنسيق مع إسرائيل اعتراف بفشلها، فيما نقلت القناة العبرية السابعة عن وزير دفاع الكيان قوله إن تجديد التنسيق الأمني مع السلطة، مصلحة مشتركة للطرفين.

في حين لم تخف القناة 13 العبرية سخريتها من السلطة الفلسطينية حيث عنونت قائلةً: السلطة تعيد سفراءها الذين سحبتهم من الإمارات والبحرين، بعد توقيع اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل

وكانت السلطة الفلسطينية أعلنت في آب الماضي سحب سفيرها في أبو ظبي، مؤكدةً رفضها اتفاق التطبيع المعلن بين الإمارات وإسرائيل، وفي أيلول الماضي استدعت الخارجية الفلسطينية سفيرها في المنامة، معلنة رفضها واستنكارها الشديدين لاتفاق التطبيع بين المنامة وتل أبيب، واعتبرته خيانة للقدس والمسجد الأقصى والقضية الفلسطينية، ودعماً لجرائم الاحتلال البشعة ضد الشعب الفلسطيني.

هيئة البث الإسرائيلية كانت ذكرت منذ أيام أن السلطة الفلسطينية تدرس مراجعة سياستها المتمثلة في دفع مئات ملايين الدولارات في شكل رواتب للفلسطينيين المدانين بمخالفات أمنية أو عائلات منفذي هجمات، إذ تدهورت العلاقات بعد إعلان السلطة الفلسطينية في أيار ، رفضها تسلم أموال الضرائب التي تجبيها إسرائيل لصالح السلطة الفلسطينية، الأمر الذي أدى إلى عجز كبير في ميزانية السلطة الفلسطينية، التي أصبحت تكافح لمواجهة انتشار فيروس كورونا ، ولم تعد قادرة على سداد أجور الموظفين العمومين لديها، مكتفية بدفع أنصاف الرواتب.

رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية قال : وصلتنا ورقة من إسرائيل تتعهد فيها بالالتزام بالاتفاقات معنا رداً على مبادرة من جانبنا، وعليه نعلن استئناف الاتصالات ، مضيفاً أن السلام مع الفلسطينيين هو ما سيريح إسرائيل بغض عن النظر عمن سيقوم بالتطبيع معها، وهو الأمر الذي اعتبرته مصادر فلسطينية خلال حديثها لوكالة أنباء آسيا بمثابة "ازدواجية معايير من قبل السلطة التي هاجمت دولاً قامت بالتطبيع مع الكيان، ثم عادت للتطبيع، بل وظهرت وكأنها ممتعضة من قيام دول في المنطقة بالتطبيع، خوفاً من أن يؤثر ذلك على مكاسبها و المساعدات التي تتلقاها، والدليل وفق المصادر العبارة التي قالها اشتية " السلام مع الفلسطينيين هو ما سيريح إسرائيل بغض عن النظر عمن سيقوم بالتطبيع معها" تختم المصادر قولها بسخرية وتنديد في آن وفق تعبيرها.

وأخيراً تقول مصادر فلسطينية معارضة لتطبيع السلطة الفلسطينية مع تل أبيب : "السلطة الفلسطينية تنتظر وصول جو بايدن للبيت الأبيض بفارغ الصبر، لقد أعلنتها السلطة صراحةً بأنها تنظر لبايدن بأنه الرئيس الأمريكي الذي سيأتي لتحسين العلاقات الأمريكية الفلسطينية، وضمان العدالة والكرامة" للفلسطينيين، وتختم المصادر بالقول : هذه المقاربة لسلطة رام الله تؤكد بأنها لا تمتلك نضجاً سياسياً، فمتى كانت الولايات المتحدة بكل إداراتها منذ عقود وحتى الآن تنظر بعين العدل والإنصاف إلى القضية الفلسطينية وكرامة الشعب الفلسطيني؟.

ومن المتوقع أن يعيد هذا الإعلان، التنسيق الفلسطيني الإسرائيلي في الملفات الأمنية والمدنية التي تنظمها اتفاقية أوسلو المبرمة بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل منذ عام 1993.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 8