الموفد الفرنسي يزور لبنان.. هل سيحقق ما عجز عنه ماكرون شخصياً؟

يوسف الصايغ - بيروت

2020.11.11 - 05:11
Facebook Share
طباعة

 لا يزال جمود التأليف الحكومي هو المسيطر رغم المواقف التفاؤلية التي تلت تكليف الرئيس سعد الحريري، لكن سرعان ما تبدل المشهد في ظل العقبات التي ظهرت على أكثر من مستوى، ومعه عادت الأمور إلى المربع الأول بعد سقوط خيار المداورة في الحقائب، وبروز الشروط والشروط المقابلة.

وفي ظل الجمود الحاصل تتجه الأنظار الى زيارة مستشار الرئيس الفرنسي لشؤون الشرق الأدنى، باتريك دوريل، موفداً من الرئيس إيمانويل ماكرون، وتأتي الزيارة تحت عنوان "متابعة المبادرة الفرنسية لحل الأزمة اللبنانية".

وتشير المعلومات إلى أن الموفد الفرنسي سيبلغ المسؤولين اللبنانيين ضرورة بذل الجهود من أجل تشكيل الحكومة من أجل الاستفادة من مؤتمر الدعم الاقتصادي وعدم تضييع الفرصة التي تعتبر المعبر للخروج من الأزمة الاقتصادية.

تعقيباً على زيارة الموفد الفرنسي إلى بيروت، يرى عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل د. مصطفى علوش في تصريح خاص لوكالة أنباء آسيا، أننا "نعول على أي شيء من أجل فك عقدة الحكومة من آسريها"، ويشير إلى ان رئيس الجمهورية هو الآسر للحكومة، الذي يعتبر أن أي محاولة يمكن أن تعطي احتمالاً لوقف الانهيار الذي يقترب يوماً بعد يوم من خلال الواقع الذي نعيشه، وبالتالي فإن الإشكال الكبير أن من بيده الذهاب نحو التوقيع على تركيبة حكومية تكون بمثابة مجلس إدارة لهذه الأزمة ليس واعياً لهذا الأمر".

ويشير علوش إلى ان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون قام بزيارتين للبنان ولم يتمكن من التوصل الى نتائج ملموسة، وبالتالي لا نعرف ما الذي سيتحقق من خلال زيارة الموفد الفرنسي الى لبنان،  وعليه يرى علوش ان "التعويل على تشكيل الحكومة بعد الانتخابات الأمريكية لم يكن في محله، وعليه يبدو ان هذا الأمر غير وارد حتى اللحظة". 

ورداً على سؤال، يفترض علوش أن يكون تأثير العقوبات الأمريكية على رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل تسهيلاً لتشكيل الحكومة وليس العكس، ولكن يبدو ان هناك توجه مفاده "إذا لم نكن نحن في السلطة فليذهب البلد الى الجحيم".

ويختم القيادي المستقبلي قائلاً:" اذا لم يستوعب رئيس الجمهورية هذا الواقع فيصبح شريكاً في إنهاء لبنان، خصوصا وان هناك جهات في البلد لا تمانع ان ينتهي لبنان الكبير والذهاب نحو كيانات جديدة".

بالمقابل، يرى عضو تكتل لبنان القوي، النائب ادي معلوف في حديث خاص لوكالة أنباء آسيا إلى "أنهم من أكثر الجهات التي أبدت رغبتها بتشكيل الحكومة بأسرع وقت ممكن، وخاصةً ان بنود المبادرة الفرنسية مرحّب بها من قبلنا، ونحن نريد وجود حكومة اختصاصيين فاعلة ومنتجة، لكن المشكلة العالقة هي وحدة المعيار".

 ويضيف قائلاً: "الرئيس الحريري بإمكانه تسهيل الأمر من خلال اعتماد وحدة المعايير في التعاطي، لافتاً إلى أن من يشكلون الحكومات يدركون تماماً ما هو المقصود بوحدة المعايير، وعدم تغليب مصلحة فريق على حساب فريق آخر، ويضع عضو تكتل لبنان القوي كرة التأخير في تشكيل الحكومة في ملعب رئيس الحكومة المكلف وليس عند أي شخص آخر".

من جهة ثانية يؤكد معلوف أن موقفهم من تشكيل الحكومة لم يتبدّل بعد فرض العقوبات الأمريكية على رئيس التيار، وموقفنا اليوم هو نفسه قبل العقوبات، ونحن نريد فصل الموضوع ولسنا نحن من نريد ان "نفش خلقنا" بشعبنا الذي لديه هموم اقتصادية ومالية وصحية، وهذا ما يدفعنا للتسهيل وليس العرقلة في ملف الحكومة".

ويضيف معلوف:"هناك من كان يشيع أجواء إيجابية ولكننا وجدنا أن لا تقدم فقاموا  بوضع المسؤولية على التيار والوزير بالسيل، ويدعو معلوف من لديه الجرأة لتسمية الأمور بأسمائها، وعندها نعرف من الذي يقوم بالعرقلة ومن الذي يسهل التشكيل، وفي الختام يعرب عضو لبنان القوي عن أمله ان تتشكل الحكومة غداً رغم ان الواقع ليس كذلك".

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 9