ترامب وبايدن في حسابات القوات اللبنانية وحزب الله

كتب جورج حايك

2020.10.22 - 11:47
Facebook Share
طباعة

 
تعتبر منطقة الشرق الأوسط من المناطق الحيوية ضمن الاستراتيجية الأميركية، وقد حققت نجاحات بحسب ادارة الرئيس دونالد ترامب في مسألة السلام العربي الاسرائيلي في أكثر من دولة، ويبدو أن هذه السلسلة لن تقتصر على الامارات العربية المتحدة والبحرين بل ستمتد على أكثر من دولة بعد الانتخابات الأميركية حتى ولو أدت الى فوز المرشح الديموقراطي جو بايدن لأن اليهود يشكلون كتلة ناخبة أساسية في الانتخابات وهناك مزايدات بين الحزبين الديموقراطي والجمهوري حول من يسترضي الجمهور اليهودي أكثر، وبالتالي من المتوقع أيضاً استمرار تضييق الخناق على الجمهورية الاسلامية الايرانية. فإدارة ترامب مارست سياسة تشددية حازمة معها ستستمر إذا فاز بايدن بأسلوب آخر وربما ببطء أكثر حتى يشكّل ادارته الجديدة ويدرس الملفات أكثر.
إذاً الصورة الشرق أوسطية، مهما كان الفائز في الانتخابات الأميركية ستتبع ترتيبات السلام العربي الاسرائيلي والمزيد من تقليص دور ايران وأذرعتها في المنطقة، وحتماً ستأخذ السياسة الأميركية في الاعتبار ما يحصل من تبادل أسرى في اليمن ونزاع الحكومة العراقية مع الميليشيات التابعة لايران وحتما ما يحصل في سوريا ولبنان، وهذا ما يؤشّر إلى ان المنطقة دخلت مرحلة جديدة.
 
 
القوات: زمن الصفقات ولّى
لبنانياً، تعيش القوى السياسية حالة ترقّب للانتخابات الأميركية، لكن مصادر القوات اللبنانية تلفت إلى "أنننا لا نراهن على شيء، بل نراهن على صندوقة الاقتراع اللبنانية أي على خيارات الشعب اللبناني، نراهن على حق اللبنانيين في انتزاع سيادتهم واستقلالهم وبناء دولتهم، ومهما كانت نتائج الانتخابات الأميركية نعتبر ان زمن الصفقات والمقايضات الذي حدث في زمن غابر قد ولّى إلى غير رجعة. نحن الآن في زمن آخر، زمن متبدّل، أولوية القوات من طبيعة لبنانية، بل اولويتنا الذهاب إلى انتخابات نيابية مبكرة. نتمسّك بهذا المطلب، وقد رأينا في الانتفاضة الشعبية لحظة وعي سياسية لبنانية كبرى".
تضيف:"الانتخابات الأميركية تعكس ارادة الشعب الأميركي بانتخاب هذا الفريق أو ذاك، والقوات تحترم الارادة الديموقراطية وتتعامل مع أي ادارة منتخبة، ونحن لنا علاقات وثيقة مع الولايات المتحدة بمختلف أحزابها واداراتها، إضافة إلى علاقات مع كل دول العالم ونحرص على بقاء لبنان ضمن الشرعيتين العربية والدولية لأن لبنان جزء لا يتجزء من هاتين الشرعيتين، وهناك مسؤولية لواشنطن وباريس وكل عواصم القرار العربية والغربية بأن تكون داعمة ومساندة للبنان وللحفاظ على سيادته".
وتؤكد القوات ان الدعم الدولي ضروري للبنان وهو ليس دعماً لفريق على حساب آخر، إنما دعم للدولة ومفهومها وتثبيت للسيادة، وما يحصل اليوم على مستوى الاستراتيجية العالمية لا يبدو انه سيتراجع بل ان المنطقة ذاهبة أكثر وأكثر نحو ترسيخ الاستقرار بعيداً عن الحالات الشاذة والقائمة في كل وقت".
وتوضح "نعتمد على ارادة الشعب اللبناني لا على موازين القوى الخارجية لأنها موازين متقلبة باستمرار، لذلك رأي الشعب اللبناني يبقى هو الأساس في كل الخيارات والاحتمالات والتوجهات، وحده يشكّل المقياس من أجل بناء دولة حقيقية. أما التطورات والتحوّلات في الادارة الأميركية فأصبحت ثابتة لا عودة فيها إلى الوراء، ونرى ان كل ما يحصل على المستوى الغربي أو العربي يصب حكماً في مصلحة لبنان والدولة اللبنانية".
حزب الله: الجمهوريون والديموقراطيون يدعمون اسرائيل
في المقابل يبدو حزب الله على خط متناقض مع القوات وتقول مصادر الحزب "نحن لا نرى الأمور من هذه الزاوية، إذ نرى ان الادارة الأميركية سواء كانت جمهورية أو ديموقراطية تبقى سياستها تجاه المنطقة كلها هي سياسة دعم لاسرائيل، ولا يختلف الجمهوريون عن الديموقراطيين في ما يخص المنطقة ولبنان، وربما هناك فوارق بسيطة. لكن كليهما يعملان لمصلحة عدوّتنا اسرائيل".
نقول لحزب الله ان الديموقراطيين أكثر مرونة مع ايران ومحور المقاومة والممانعة فيما الجمهوريين أكثر تشدداً، ترد مصادر الحزب "نحن لسنا في موقع التخيير بين السيء والأسوأ، نحن نتعاطى مع الادارة الأميركية ككل وكيفية تعاملها مع أزمات المنطقة. صحيح ان الديموقراطيين بشخص باراك اوباما ابرموا اتفاقاً نووياً مع ايران، لكن لأعوام طويلة حاربونا في سوريا وكانوا في المحور المواجه لنا هناك، وقد أقروا ان داعش كان صنيعتهم، ويجب أن لا ننسى ان الحرب مع داعش كلفتنا الكثير من الدماء والشهداء في سوريا، وبالتالي الموضوع بالنسبة الينا ليس كما تنظر أميركا إلى التعاطي مع الدول".
وتشير المصادر إلى "أن الولايات المتحدة ذهبت إلى التعاون مع ايران بالملف النووي واعتبرت الاتفاق يصب في مصلحتها، فجاء ترامب ووجد ان مصلحة ادارته تمزيق الاتفاق النووي. تلك التصرفات لا تغيّر موقفنا حيالهم. لبنان تعرض لاحتلالات وعدوان متكرر من اسرائيل، وقد حصل ذلك عام 1936 و1947 و1974 و1982 و2006، وكل مرة يقع ضحايا وشهداء ويدمّر لبنان أو جزءاً منه، وكل مرة تقف الادارة الأميركية إلى جانب اسرائيل، لذلك لا نرى فرقاً بين الادارات الأميركية".
ونتساءل إذا كانت ايران وحزب الله ينتظران الانتخابات الأميركية لبناء موقف حيال تشكيل الحكومة اللبنانية؟ تجيب المصادر:" ليس هناك رابط، عندما تحل العقدة المحلية يصير هناك تفاهم على تشكيل الحكومة. ونحن نعتقد ان الأمر لا يرتبط بمسألة الانتخابات الأميركية إلا من حيث التوقيت. أما القوى السياسية الأخرى إذا كانت تنتظر شيئاً من الولايات المتحدة فهذا شأنها. لذلك نأمل تشكيل حكومة بأسرع وقت خدمة لقضايا الشعب اللبناني، ولا مكان في تفكيرنا وعقولنا لربط هذا الأمر بالانتخابات الأميركية".
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 6