"قسد" تحسم "المعركة": قطن سوريا إلى كردستان العراق وتركيا

نضال الفارس_دمشق وكالة أنباء آسيا

2020.10.18 - 10:34
Facebook Share
طباعة

 تمكنت الإدارة الذاتية من حسم "معركة القطن" لصالحها في "الحسكة" من خلال مجموعة من التجار، وتشير المعلومات التي حصلت عليها "وكالة أنباء آسيا" إلى أن الموسم الحالي من القطن سيتم تهريبه بالكامل من قبل "قسد" إلى إقليم شمال العراق "كردستان"، أو إلى المناطق التي تسيطر عليها الفصائل المسلحة الموالية للحكومة التركية من خلال المعابر البرّية التي تربط بين مناطق انتشار الطرفين، والتي عادت للعمل مؤخراً.

إنتاج جيد..
بحسب الأرقام المعلنة من قبل "قسد"، فإن المساحة المزروعة بالقطن تقدر بـ 6800 هكتار في محافظة الحسكة لوحدها، ونحو 40 ألف هكتار في عموم المناطق التي تسيطر عليها من شمال شرق سورية، الأمر الذي سيحقق لها على أقل تقدير ما يقارب نحو 1.7مليون طن من القطن، حيث تعمل على نقل الإنتاج على نوعين "محلوج - خام"، إلى إقليم شمال العراق بشكل أساسي، ومن خلال معبري "العون - أم جلود"، بريف حلب الشمالي الشرقي إلى الأراضي التركية.

المعلومات التي حصلت عليها "وكالة أنباء آسيا"، تؤكد قيام "الآسايش"، التي تعد بمثابة الأمن العام في هيكلية "قوات سورية الديمقراطية" بقطع الطريق بوجه أي شاحنة محملة بالقطن تحاول الخروج من مناطق سيطرة "قسد" باتجاه المحافظات السورية التي تسيطر عليها "دمشق"، وفي حين أن ما يسمى بـ "الإدارة الذاتية" لم تصدر تعليمات تمنع وصول الشاحنات إلى المراكز التابعة للحكومة السورية ضمن محافظة الحسكة، إلا أنها تمكنت من الاستحواذ على كامل المحصول للعام الحالي.

يقول سكان محليون خلال حديثهم لـ "وكالة أنباء آسيا"، إن مساحات مزروعة بالقطن على خطوط التماس بين "قسد" و الفصائل الموالية لـ "أنقرة"، في محيط بلدة "تل تمر"، كانت معرضة للتهديد أثناء موسم القطاف، والأمر مازال مستمراً نظراً لقيام نقاط الحراسة التابعة لهذه الفصائل بإطلاق النار على العاملين على قطاف القطن، والذين غالباً يكونوا من النسوة اللواتي يحاولن إعالة أسرهن من خلال العمل وفقأ لنظام "المياومة" في الأعمال الزراعية، وتقدر المساحات الواقعة على خطوط التماس بنحو 4600 دونم، كما أن القرى الواقعة على ضفتي نهر الخابور بريف الحسكة الغربي عانت خلال الموسم الحالي للقطن من قلة كميات المياه في النهر.

الحكومة خارج اللعبة..

يقول مدير محلج الحسكة للأقطان "محمود عيشة"، خلال حديثه لـ "وكالة أنباء آسيا"، أن الحكومة السورية التي خصصت مركزاً لاستلام الأقطان في مركز الثروة الحيوانية بمدينة القامشلي لم تتسلم أي كمية خلال الموسم الحالي، علما أن القرار الذي كانت قد اتخذته وزارة الزراعة باستلام المحصول خلال العام الحالي كان الأول من نوعه منذ سبع سنوات عزفت خلالها الحكومة عن شراء هذا الموسم.

يبرر "عيشة"، ما حصل بأن التجار المرتبطين بـ "قوات سورية الديمقراطية" تمكنوا من خلال جولاتهم على القرى وشراء الموسم من الفلاحين بشكل مباشر، وإغرائه بتوفير أجور النقل، مع وجود فارق سعري يصل إلى 300 ليرة للكيلو الواحد عن السعر الذي حددته الحكومة بـ 700 ليرة للكيلو، وهو ما دفع الفلاحين لتسليم المحصول لهؤلاء التجار الذين يقومون بدورهم بنقل الموسم إلى محالج خاصة تقع ضمن مناطق تسيطر عليها "قسد".

يتم تهريب الموسم الحالي من القطن على شكلين: الأول خام، ويتم شحنه مباشرةً إلى إقليم شمال العراق من خلال معبر "سماليكا"، أو المعبر غير الشرعي المفتتح بالقرب من "معبر اليعربية"، كما أن المحالج الخاصة تقوم ببيع إنتاجها من القطن وبذار القطن إلى إقليم كردستان، بأسعار عالية مقارنةً بالسعر الذي تم شراء القطن وفقه من الفلاحين، إذ يبلغ سعر الكيلو المحلوج نحو 2500 ليرة سورية.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 1