"قسد" تضايق القوات الروسية بـ "السكان".. والأمريكان نحو قاعدة جديدة

خاص - وكالة انباء اسيا

2020.10.13 - 08:05
Facebook Share
طباعة

 تفشل "الشرطة العسكرية" الروسية في تثبيت نقطة دائمة لها في محيط مدينة "المالكية" بريف الحسكة الشمالي الشرقي، نتيجة لتحريك "قوات سورية الديمقراطية" حاضنتها الشعبية في المنطقة للتظاهر ضد الوجود الروسي كلما حاولت القوات الروسية التمركز في المنطقة، فيما تسعى الولايات المتحدة الأمريكية لنشر المزيد من القواعد في مناطق ريف دير الزور، الواقعة بالقرب من الضفة الشرقية لنهر الفرات، في وقت باتت فيه عودة تنظيم "داعش" بشكل منظم مرهونةً بعامل الوقت لا أكثر.

خط أمريكي أحمر

يكشف مصدر صحفي مقرب من "قوات سورية الديمقراطية" لـ "وكالة أنباء آسيا" عن قيام قادة "الآسايش" في منطقة "المالكية" بتحريض السكان المحليين على التظاهر ، ودفع القوات الروسية للانسحاب من المنطقة كلما حاولت هذه القوات التمركز بشكل دائم في المنطقة القريبة من مثلث الحدود بين سورية والعراق وتركيا في أقصى شمال شرق محافظة الحسكة، وآخر المحاولات الروسية كانت قد انتهت يوم أمس، الاثنين، بعد تمركز ١١ مدرعة بالقرب من قرية "عين ديوار"، لتعود القوات الروسية لتسيير دوريتين في المنطقة خلال ساعات اليوم، الثلاثاء، في المنطقة الممتدة شمال وغرب المدينة التي تعد من أهم المعاقل بالنسبة لـ "قسد".

الدورية الروسية الأولى تحركت في محيط قرية "عين ديوار"، الواقعة إلى الشمال من "المالكية"، فيما وصلت الدورية الثانية إلى قرية "قصر الذيب"، الواقعة إلى الغرب من المدينة، وعادت الدوريتان اللتان كانت ترافقهما المروحيات القتالية إلى "مطار القامشلي"، دون تسجيل أي ملاحظة حول سير تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار الساري المفعول بين "قسد"، والجانب التركي، علما أن الأخير كان قد استهدف عدداً من نقاط "قسد" في المنطقة خلال مراحل سابقة من خلال رمايات مدفعية.

وكانت القوات الروسية قد فشلت قبل شهر من الآن في محاولة التمركز في منطقة "عين ديوار"، وسبق ذلك أن انسحبت مجموعة من قواتها من قرية "قصر الذيب" بعد التمركز فيها لمدة يومين خلال شهر آب الماضي، وبحسب المعلومات التي حصلت عليها "وكالة أنباء آسيا"، فإن "قسد" تلقت تعليمات من "القوات الأمريكية" تفيد بمضايقة القوات الروسية عبر السكان المحليين، ومنع تمركزها بشكل دائم في المناطق الواقعة إلى الشمال من الحقول النفطية في كل من مدينة "رميلان"، ومنطقة "السويدية"، والأخيرة تقع إلى الجنوب من مدينة "المالكية"، وتعتبر من أهم منابع الغاز الطبيعي في سورية، وتبلغ طاقتها الإنتاجية أكثر من ثلث الانتاج المحلي السوري من الغاز، وغالبا ما تجنح القوات الروسية للانسحاب من المناطق التي يتم الاعتراض على وجودها من قبل السكان، علما أن الخارجين في المظاهرات ضد وجودها هم من العناصر الموالية لـ "حزب الاتحاد الديمقراطي"، المرتبط بمنظمة "حزب العمال الكردستاني"، والذي يعد في الوقت نفسه العامود الفقري لـ "قسد".

"قسد" أولاً.. "داعش" قد يعود

نشرت قوات سورية الديمقراطية خمسة نقاط على ضفة نهر الفرات في بلدة "باغوز فوقاني"، التي تعد آخر القرى قبل الشريط الحدودي مع الأراضي العراقية بريف دير الزور الواقع إلى الشرق من النهر، وتأتي هذه الخطوة تمهيداً لبدء عملية بناء القاعدة الأمريكية الجديدة في المنطقة، والتي تأتي بحجة مواصلة الحرب على تنظيم "داعش" الذي ارتفعت احتمالات عودته إلى المنطقة بعد قرار من "قسد" بتفريغ "مخيم الهول" من حاملي الجنسية السورية وإعادتهم إلى المناطق التي كان تم إجلاؤهم منها، تبعاً للاتفاق الذي أنهى وجود التنظيم في ريف دير الزور لصالح "قسد".

تقول الأرقام التي حصلت عليها "وكالة أنباء آسيا"، من مصدر مقرب من إدارة "مخيم الهول"، بأن نحو ٩٠٠٠ طفل تتراوح أعمارهم بين ١٥-١٨ عاماً سيخرجون مع عوائلهم إلى المناطق الواقعة شرق نهر الفرات بريف دير الزور، وهؤلاء لم يكن ممكناً عزلهم عن خلايا التنظيم التي تنشط بشكل واضح في المخيم، وقد تلقى غالبية هؤلاء دروساً في التعاليم الشرعية الخاصة بالتنظيم، ما يرجّح تحولهم إلى مقاتلين في صفوفه نظراً لبلوغهم "سن التكليف الشرعي"، وفقاً لمعتقدات "داعش".

القوات الأمريكية التي كانت قد أعلنت في وقت سابق عن إدخالها عربات مصفحة من طراز "برادلي"، إلى الأراضي السورية، تمتلك في مناطق ريف دير الزور ثلاث قواعد أساسية، أكبرها في "حقل العمر" النفطي، والثانية في "حقل التنك"، فيما تعد قاعدة "الرويشد" الواقعة بريف دير الزور الشمالي، نقطة الارتكاز الأهم بالنسبة للأمريكيين على مستوى التحرك البرّي، نظراً لوقوع هذه القاعدة على رأس مثلث تبعد من خلاله نفس المسافة عن الحقول النفطية بريف دير الزور، والحقول النفطية بريف الحسكة الجنوبي، ونظراً لموقع بلدة "باغوز فوقاني"، المقابل لمدينة "البوكمال"، فإن القاعدة الأمريكية الجديدة قد تشكل خطراً على البوابة الحدودية الوحيدة التي تربط مناطق سيطرة الدولة السورية بالأراضي العراقية، وربما سيكون الإعلان الأمريكي عن هذه القاعدة مربوطاً بما تسميه بـ "محاربة الوجود الإيراني"، نظراً لوجود عدداً من النقاط التي تتمركز فيها القوات الحليفة لدمشق في منطقة "البوكمال"، بأقصى ريف دير الزور الجنوبي الشرقي.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 1