خلايا الإرهاب في شمال لبنان: من هي الجهة "الإقليمية" التي تستثمر فيها؟

يوسف الصايغ – بيروت

2020.09.29 - 02:25
Facebook Share
طباعة



بعد مرور أسابيع على العملية الإرهابية في بلدة كفتون- قضاء الكورة، والتي شكلت مؤشراً على قدرة الخلايا الإرهابية في التحرك ميدانياً، جاءت العملية الأمنية في وادي خالد، حيث وقعت مواجهة مسلحة بين القوة الضاربة التابعة لفرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي، ومجموعة إرهابية تضم لبنانيين وسوريين وفلسطينيين.
وفي تطور أمني مرتبط بعملية وادي خالد، استهدف هجوم إرهابي موقعاً للجيش اللبناني في عرمان – المنية، ما شكل دليلاً جديداً حول قدرة الخلايا الإرهابية والعناصر التابعة لها على التحرك في أكثر من منطقة، وبسرعة قياسية، وتنفيذ عملياتها.
و تشير مصادر دبلوماسية فرنسية إلى دور تلعبه جهات إقليمية استخباراتية، ملمّحةً إلى دور تركي على خلفية المعارك على جبهتي حماة وإدلب في سوريا، وتلفت إلى محاولة تحريك ساحة الشمال اللبناني من أجل تخفيف الضغط في سوريا، فهل دخل لبنان في عين عاصفة الإرهاب؟
في هذا الإطار يرى النائب الحالي والعميد المتقاعد وليد سكرية في تصريح خاص لوكالة أنباء آسيا أن "التطورات الأمنية الأخيرة في شمال لبنان تؤكد أن الإرهاب ما زال موجوداً ولم ينته، لافتاً إلى ما يشهده العراق من عمليات ضد بقايا تنظيم "داعش"، وكذلك في البادية السورية، حيث هناك وجود لعناصر من بقايا "داعش"، فهذا التنظيم لا يزال موجود فكرياً، وهناك أشخاص كانوا مختبئين ويشكلون ذئاباً منفردة وعادوا إلى نشاطهم الإرهابي، كما أن هناك عناصر عادت إلى فكرها الإرهابي بعدما تم إطلاقها من السجون، ويشير في هذا السياق إلى أن الهجوم على مركز عرمان نفّذه إرهابي خارج من السجن، ما يعني أن الفكر ما زال موجوداً.
من جهة ثانية، يشير سكرية إلى أن "العناصر التي تنتمي إلى فكر "داعش" قد تقوم بأعمال تخريبية محدودة ويمكن حصارها والقضاء عليها، لكن السؤال: هل هذه العمليات يتم استثمارها من قبل جهات ما؟، لافتاً إلى أن "الولايات المتحدة استثمرت في "داعش" في محاولة لإسقاط النظام في سوريا، وكذلك الأمر في العراق، فلولا تنظيم "داعش" لما تمكنت الولايات المتحدة من العودة مجدداً، حيث تستخدمه ذريعةً لتبرير تواجدها".
ويلفت سكرية إلى أن "المجموعة الإرهابية التي تم القضاء عليها في شمال لبنان، والتي يُقال بأنها دخلت من سوريا، كانت تضم عناصر لبنانية وسورية وفلسطينية، وهذا مؤشر إلى احتمال عودة تنظيم "داعش" إلى نشاطه مستغلاً الوضع السيء، والانقسامات المذهبية، وما هناك من تحديات.
ويتساءل سكرية عن ماهية مشروع هذا التنظيم "الذي يدرك أنه غير قادر على إنشاء إمارة له في لبنان، بالتالي، هل العمليات التي يقوم بها يتم تنفيذها كي تقوم جهة أخرى باستثمارها"؟.
وعن ربط تطورات شمال لبنان الأمنية بالمعارك في إدلب، يشير سكرية إلى احتمال أن يكون هذا التحرك قد جاء من قبل الجانب التركي من خلف الستار، للضغط على سوريا في حال أرادت التحرك عسكرياً في إدلب، معتبراً أن سيناريو شمال لبنان ربما يشكل البداية، لكن لا أحد يعلم إلى أين ستتطور الأمور، فهل هو صراع بين من لديه مشاريع سياسية وهدفه تخريب الأوضاع لتنفيذ مخططاته، ويجيب "هذا ما يحتم على الدولة اللبنانية بالضرب بيد من حديد للحفاظ على الإستقرار".
من جهته، يؤكد القيادي في الجماعة الإسلامية د. بسام حمود في حديث خاص لوكالة أنباء آسيا أن "الكلام المتداول عن وقوف تركيا خلف الأعمال الأمنية في شمال لبنان، يندرج ضمن البازار السياسي والحسابات الإقليمية والخارجية لتصفية حساباتها معها، وتحقيق مكتسبات لها في الداخل اللبناني".
وإذ يؤكد على رفض هذه الأعمال الإرهابية التي تقوم بها هذه المجموعات التي يبدو انها تظهر غبّ الطلب، والتي لم نكن نسمع بها في الفترة التي مضت، يشير حمود إلى أن "عملية التصويب باتجاه تركيا تأتي في وقت لم يتم إثبات أي تدخل لها على أرض الواقع بما تتهم به، لافتاً إلى أن هذه المعلومات والأخبار تأتي من مصادر استخباراتية لا تقترن بأي دلائل أو حقائق تثبت ما يتم ترويجه".
ويعتبر القيادي في الجماعة الإسلامية أن "محاولة شيطنة الساحة السنية بشكل عام، وبعض المناطق بشكل خاص، هي مسرحية جديدة - قديمة تستعمل عند كل مفترق سياسي، وهذا كلام ممجوج ولا يوجد له أي مصداقية أو أثر ملموس على أرض الواقع، بل فقط في خيالات بعض من لديهم مآرب معينة ومصابين بأمراض نفسية" وفق ما يشير حمود.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 3