"كلينتون" و"مورو" يسعيان لاستنساخ "فوضى درعا".. و الجيش السوري يُمهل مسلحي كناكر

خاص - وكالة انباء اسيا

2020.09.26 - 04:57
Facebook Share
طباعة

 قالت مصادر ميدانية إن الجيش السوري أمهل مجموعات التسوية في بلدة "كناكر"، بريف دمشق الجنوبي الغربي حتى مساء يوم الثلاثاء لتسليم عدد من المطلوبين المتورطين بحادثة إطلاق النار على مجموعة تابعة للقوى الامنية السورية قبل أسبوع، مشيرةً إلى أن البلدة التي أغلقت القوات السورية الطرق المؤدية إليها ماتزال تشهد حالة من التوتر الأمني العالي نتيجة لرفض "مجموعات التسوية"، تسليم المطلوبين وأسلحتها الفردية.

بداية الأزمة

خلال يوم ٢١ من الشهر الحالي، اعتقل أحد الحواجز الأمنية ثلاث نساء من بلدة "كناكر"، وبحسب مصدر خاص لـ "وكالة أنباء آسيا"، فإن النساء الثلاث هن من المطلوبات أمنياً، ولم يقمن بتسوية أوضاعهن الأمنية حين سيطر عليها الجيش السوري في العام ٢٠١٧ من خلال عملية مصالحة في ذلك الحين، ونتج عن عملية الاعتقال أن خرجت مظاهرات في البلدة وقطع المحتجون الطرقات من خلال إشعال الإطارات المطاطية، الأمر الذي استدعى تدخل الجهات الأمنية، وخلال توجه موكب يقل أحد الضباط رفيعي المستوى إلى البلدة بهدف حلحلة الملف، قامت مجموعة مسلحة ممن يعرفون بـ "عناصر التسوية"، بنصب كمين للوفد، ما أسفر عن وفاة عنصر من الجيش السوري وإصابة ٦ آخرين بينهم ضابطين.

تقول مصادر محلية أن وفداً من مركز المصالحة الروسي زار البلدة واجتمع مع وجهائها، إلا أن الأمر لم يحدث أي تغيير، فقادة المجموعات المسلحة داخل "كناكر"، يرفضون تسليم منفذي الكمين، كما يرفضون مناقشة تسليم اﻷسلحة الفردية التي يمتلكونها، فيما تشير مصادر أخرى فضلت عدم الكشف عن هويتها عن احتمال تخزين عناصر الفصائل المسلحة لكمية من العتاد الحربي لم تقم بتسليمه وفقأ لشروط مصالحة العام ٢٠١٧.

يعتبر متابعون لملف المنطقة الجنوبية أن الحديث عما يحدث في منطقة "كناكر"، لا يتعلق نهائياً بـ "النساء المعتقلات"، إنما بنوايا مبيتة طفت على السطح خلال الشهرين الماضيين؛ فهذه البلدة الواقعة في ريف دمشق الجنوبي الغربي قرب الحدود الإدارية للقنيطرة، شهدت مناوشاتٍ عدة تم افتعالها من قبل الذين عقدوا الصلح مرغمين مع الدولة السورية، وبقوا يحرضون عبر منصاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، وينادون بإحياءِ الثورة من جديد!! وهؤلاء أنفسهم قتلوا واحداً من أبرز وجهاء بلدتهم "محمد بهجت حافظ 80 سنة" العام الماضي، فقط لأنه أراد ردعهم عن ممارساتهم، وقطعَ الطريق على عودة الفوضى إلى كناكر.
وكان الإعلام الحكومي قد بثّ خلال شهر نيسان من العام الحالي اعترافات لمجموعة شبان من البلدة ذاتها، صنعوا ونقلوا معداتٍ، ونفذوا مهماتٍ في قلب العاصمة دمشق، أرقت سكانها، وأعادت إلى أذهانهم سيناريوهات العبوات الناسفة في المناطق المكتظة.

مسألة جنوب دمشق

يوجد في جنوب دمشق وشمال القنيطرة أربع بؤر لتواجد المسلحين الذين كان من بين شروط قبولهم بـ "المصالحات"، خلال العامين ٢١٠٧ و ٢٠١٨ ألا تدخل الجهات اﻷمنية أو قوات الجيش السوري إلى داخل مناطقهم، وهذه المناطق هي "كناكر - بيت جن - زاكية"، بريف دمشق، و "جباتا الخشب"، بريف القنيطرة الشمالي، وبحسب مصدر خاص لـ "وكالة أنباء آسيا"، فإن المجموعات المنتشرة في كل من "جباتا الخشب - زاكية - كناكر"، ترتبط حالياً بـ "جماعة الإخوان المسلمين"، ويتلقون تعليماتهم المباشرة من قائدهم المتواري "ماجد الخطيب"، المعروف بلقب "كلينتون"، والذي يسعى باستمرار لاستنساخ تجربة "فوضى درعا" ونقلِها إلى المنطقة الممتدة بين ريف القنيطرة الشمالي وريف دمشق الجنوبي، وعلى الرغم من الاستفزازت المستمرة في هذه المناطق الثلاث، إلا أن الأجهزة الأمنية السورية والجيش حافظت على الهدوء التام في ردات فعلها، وعلى تواصل عالي المستوى ومكثف مع "وجهاء" البلدات الثلاث، فيما تعتبر منطقة "بيت جن" ومزرعتها من أكثر المناطق تعقيداً، نتيجة لوجود مجموعات مسلحة بقيادة "إياد كمال"، الملقب بـ "مورو"، فالأخير من الشخصيات التي كانت على تواصل مع ضباط لواء "جولاني" التابع لـ "الجيش الإسرائيلي"، قبل أن تتم عملية المصالحة في مناطق "جبل الشيخ"، وهو يقود مجموعات ترفض دخول الجيش السوري إلى المنطقة التي تنتشر فيها مجموعاته.

هل يتم عسكرة الملف..؟

تؤكد مصادر ميدانية لـ "وكالة أنباء آسيا"، أن الذهاب نحو مواجهة عسكرية يعد من الاحتمالات المستبعدة حالياً، نتيجة لعدة أسباب من أبرزها عدم رغبة دمشق بإشعال منطقة مكتظة بالسكان، ناهيك عن تجنب الضغوط السياسية التي قد تفرض على الحكومة السورية إذا ما ذهبت نحو مثل هذه الخطوة، وتأخذ القوات السورية حالياً وضعية الدفاع، مع وضع كامل السيناريوهات المحتملة على طاولة التخطيط.

الذهاب نحو عملية أمنية لاجتثاث العناصر غير الملتزمة بالتسوية، وإنهاء احتمالات خروج المجموعات عن نص المصالحة، قد يكون واحداً من الخيارات، دون الذهاب نحو عسكرة شاملة للملف، الأمر الذي تؤكده مصادر خاصة لوكالة أنباء آسيا"، بالقول: "ربما ستتغير المعادلة بعد اشتباكات الأمس، لناحية أن المسلحين أطلقوا الرصاصة الأولى الفعلية على المصالحة، خصوصاً وأن الدماء هذه المرة سالت من طرف الجيش السوري، الذي اتخذ سلسلة إجراءات غالباً ستمنع المسلحين من تكرار هجماتهم؛ إجراءاتٌ ستسير بخطٍ متوازٍ وحذرٍ مع مسار المصالحة التي تهم آلاف القاطنين في البلدة".

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 9