كواليس مواقف الرموز الدينية في معركة وزارة المالية

وكالة أنباء آسيا - زهراء أحمد

2020.09.22 - 02:48
Facebook Share
طباعة

 
 
أدى دخول المؤسسة الدينية المسيحية على خط المواجهة، وفتحها النار على الثنائي الشيعي واعتباره معطلاً للتشكيل الحكومي، إلى إثارة حفيظة المكون الشيعي الذي يعتبر تمثيله في الحكومة أمراً بديهياً، لأنه يمثل شريحة مهمة في النسيج الوطني اللبناني، ولا يمكن تجاهل استحقاقه الانتخابي، معتبراً أن مطالبته بوزارة المال ليس مطلباً سياسياً فحسب، بل هو حق طبيعي فرضته الأعراف السابقة منذ اتفاق الطائف وما بعده.
وحتى في فترة الرئيس السابق رفيق الحريري، عندما طلب المالية من الرئيس بري لغايات إصلاحية، قوبل ترشيح فؤاد السنيورة بالرفض في بادئ الامر، اذ حصلت مشكلة بين بري والحريري، فرفض الأول منح الحكومة وقتها صلاحيات استثنائية.
واليوم، ينبري المجلس الشيعي الأعلى، للمبادرة بالرد، معتبراً كلام الراعي البطريركي خطاباً تحريضياً، يحمل في طياته أنفاساً أمريكية، ورغبةً في عزل الشيعة عن العمل الحكومي. وهذا من شأنه أن يهدد الوحدة الوطنية، وأن يجر البلد إلى الويلات، ولن يحقق أي هدف إيجابي في هذه المرحلة الحساسة، التي تتطلب من الجميع تضافر الجهود، وتوحيد الكلمة، والسعي إلى امتصاص الاحتقان بين المكونات .
وأكدت مصادر خاصة أن هناك اتصالات أجرتها دار الفتوى في الجمهورية اللبنانية مع المجلس الشيعي الأعلى، ومع بكركي، لتبريد الأجواء، وإيقاف السجال بين الطرفين .
نقل المعركة والصراع السياسي إلى ميدان المؤسسة الدينية ينذر بالخطر، ويشكل ورقة لعب خطرة لا يمكن المجازفة باستخدامها، لأنها قد تجر البلاد إلى أتون فتنة طائفية، وتعمق الأزمة السياسية. وهنا على المؤسسة الدينية أن تكون أداةً للحل وليس جزءاً من المشكلة، بحسب ما يرى مراقبون.
أما المبادرة الفرنسية، فيرى كثيرون أنها باتت على المحك، بعدما فسرها طرف سياسي معين بأن له الحق في الاستئثار بالسلطة والقرار السياسي، وأصبحت السمة الرئيسية للعلاقة بين الأحزاب والكتل السياسية المتصارعة على طبيعة ومسار الحياة السياسية في لبنان، هي كيفية الحصول على العديد من المكاسب والامتيازات والحقائب الوزارية، بعيداً عن التمثيل الحقيقي لمكونات الشعب اللبناني، والاستحقاق الانتخابي والمشاكل والهموم التي يعيشها المواطن اللبناني. لذلك فإن استغلال المبادرة الفرنسية وتفسيرها أمريكياً على حسب أهواء حلفائها أمرٌ قد يؤدي إلى فشلها، ودخول البلد مرة أخرى في دوامة الفوضی والغضب الشعبي.
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 1