انتخابات المجلس الأعلى.. هل تُحدث "نقلة نوعية" في "القومي"؟

يوسف الصايغ - بيروت

2020.09.18 - 11:35
Facebook Share
طباعة

 
شكّلت نتيجة انتخابات المجلس الأعلى (السلطة التشريعية) في الحزب السوري القومي الاجتماعي مفاجأة مدوية داخل الصف الحزبي، حيث أسفرت عن هزيمة اللائحة المدعومة من رئيس المجلس الأعلى الحالي النائب أسعد حردان (الذي يوصف بأنه صاحب القرار الأول في الحزب) والذي فاز وحيداً مقابل فوز الأعضاء الستة عشر من اللائحة المقابلة والتي تضم 4 أعضاء مشتركين بين اللائحتين، والأهم أن خسارة حردان لم تأتِ على يد خصومه ومعارضيه داخل الحزب، بل من قبل الفريق الذي كان يعتبر من ضمن الفريق المؤيد لحردان، ما أثار علامة استفهام حول نقطة التحول التي حصلت داخل الفريق الواحد، والتي أسفرت عن خسارة حردان للاستحقاق الانتخابي.
تغيير في الأسلوب.. ورؤية جديدة
في هذا الإطار، يرى عضو المجلس الأعلى المنتخب مؤخراً خليل خيرالله في تصريح لوكالة أنباء آسيا أن "نتيجة الانتخابات تعتبر فعل ديمقراطي حقيقي مقارنةً مع باقي الأحزاب، وهي تشكل دليلاً على دور مؤسسات الحزب والأنظمة المعمول بها، والتي أدت إلى هذه النتيجة، التي جاءت لتعبّر عن رغبة حقيقية بالتغيير في الأسلوب، ورؤية جديدة، على غرار ما يحصل في اوروبا من تبدل في المزاج الشعبي والرغبة في التغيير عبر الانتخابات، وهذا النمط من التغيير يشكّل فرصةً من أجل استحداث شيء جديد".
ورداً على ما يُحكى عن وجود اتفاق تم التوصل إليه قبل يوم الانتخاب يلفت خيرالله إلى أن "الطريقة اللبنانية بالاتفاقات أدت إلى خراب البلد بأسره، مستبعداً أن يكون هناك أي اتفاق تم التوصل إليه، لافتاً إلى أن الانتخابات التي تعتبر عملية ديمقراطية أفرزت هذه النتيجة مع الاحترام لكل المعارضين والمسؤولين، وهذا لا يمنع من حصول عملية الفعل والنقد في المرحلة القادمة".
منطق المؤسسات لا يقول بتغيير النهج
وعن الرؤية المستقبلية للحزب ونهجه، يشير خيرالله إلى أن مؤسسات الحزب هي التي تقرر هذا الأمر بغض النظر عن آرائنا الشخصية التي نتقدم بها، مؤكداً أن لا تغيير في الثوابت القومية الاستراتيجية، لأن منطق المؤسسات لا يقول بتغيير النهج، بل التغيير يكون بطريقة التعاطي الداخلي والعمل الحزبي وفق مقاربة جديدة للمسائل القائمة، وخصوصاً في ظل الظروف الصعبة على الساحة.
وحول رفع شعار "لم الشمل" بعد الانتخابات، يشير خيرالله إلى أن مؤسسة المجلس الأعلى، والتي تعتبر السلطة الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي، يُناط بها تحديد مسار هذه العملية، وكيفية مشاركة القوميين في العمل العام، وتفعيل الإمكانيات في شتى المجالات من أجل تحقيق عمل ايجابي ومنسجم بغض النظر عن وجود مجموعة ضد اخرى، من أجل الوصول إلى هدف مشترك ضمن روحية واحدة وفهم عقائدي دستوري يعكس مفهوم سعادة للمؤسسات التي هي عبارة عن تراكم للخبرات تعبّر عن إرادة القوميين".
سقوط الاتفاق عملياً
بالمقابل، تشير مصادر أخرى في "القومي" لوكالة أنباء آسيا إلى أن "انتخابات المجلس الأعلى أفرزت النتيجة التي بات يعرفها الجميع، ولكن كان هناك نوع من الاتفاق الذي تم التوصل إليه ليلاً قبل يوم الانتخاب، لكن تم الالتزام به من قبل طرف واحد، وهذا ما أدى إلى سقوط الاتفاق عملياً، والذي ترجم بترجيح الكفة لصالح طرف واحد في صندوق الانتخاب، والدليل فوز أربعة أسماء بعضوية المجلس الأعلى وهم كانوا من ضمن الأسماء المتفق عليها بين الفريقين قبل الانتخابات، وبالتالي كان هناك لوائح كأي حزب آخر ولكن أصبح هناك خروقات".
إحداث نقلة نوعية
وعن الاستراتيجية الحزبية القادمة بعد الانتخابات، تعتبر المصادر أن تبديل الأشخاص لا يوحي بتغيير في النهج والسلوك، ولكن الآن باتت المسؤولية ملقاة على عاتق الفريق الذي كان في المعارضة بعد أن أصبح داخل المؤسسة، فالمعارضة تحتاج إلى أدوات نقدية، أما السلطة فتتطلب طريقة جدية في القيادة، وإذا كان التصرف والأداء جيداً فيمكن إحداث نقلة نوعية، مع الإشارة إلى أن الأزمات مستعصية وقديمة، ويضاف إليها أزمة جديدة تتمثل بعدم التزام أحد الفرقاء بالاتفاق، ما أحدث نوعاً من الشرخ داخل الفريق الحزبي الواحد".
طعن بنتيجة الانتخابات
كذلك، تشير معلومات لوكالة أنباء آسيا إلى أن جزءاً من الفريق الذي قاطع الانتخابات، احتجاجاً على عدم مشاركة المغتربات في عملية الانتخابات بسبب أزمة كورونا قد يتقدم بطعن بنتيجة الانتخابات التي حصلت، معتبرةً أن نسبة المشاركة لا تعكس إرادة القوميين، وخصوصاً في ظل مقاطعة المعارضة الحزبية داخل الكيان اللبناني، وبحيث لم تتعد نسبة المشاركة 523 أميناً من أصل 1028، ما يعني أنه تم تأمين النصف زائد واحد المطلوب لانعقاد جلسة الانتخاب بزيادة بسيطة، وبعد أن تم تأجيل المؤتمر العام الذي يجب أن يسبق انتخاب أعضاء المجلس الأعلى وفق ما ينص دستور الحزب".
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 10