صحافي سوري يتحدى الفشل الحكومي ويوطّن الثمار الاستوائية في طرطوس

وكالة أنباء آسيا – نور ملحم

2020.09.11 - 02:59
Facebook Share
طباعة

 

 
في الوقت الذي فشلت وزارة الزراعة السورية، ومن خلفها الحكومات السورية المتعاقبة، من إنقاذ المحاصيل الزراعية الأساسية والتي تميّز سوريا منذ أجيال، وتُزرع تقليدياً في جميع المحافظات السورية، نتيجة توفر المناخ والتربة الملائمة، تمكن الشاب حسن محمد من تحقيق النجاح في خلق غابة استوائية تضم عدة أنواع من الأشجار المثمرة الاستوائية، رغم اختلاف طبيعة المناخ، في مشروع هو فريد من نوعه في سورية.
يقال إن مغتربين سوريين جلبوا هذه الثمار إلى بلدهم قبل سنوات، لتجربة زراعتها في الساحل بعد الفشل الكبير لوزارة الزراعة والجهات الحكومية الأخرى في تسويق الحمضيات، المحصول الأساسي في المنطقة، مما دفع العديد من الفلاحين في الساحل السوري إلى استبدال الحمضيات بالثمار الجديدة، بل وتوفير أشتال وبذار لها، بعد أن تحولت الحمضيات خلال المواسم السابقة إلى منتوجات زراعية كاسدة.
ورغم مناشدات المزارعين للحكومة بالتدخل وحل المشكلة، فقد كانت نداءاتهم بلا جدوى، واعترفت مديريتا الزراعة في طرطوس واللاذقية بعجزهما عن تسويق الإنتاج، بل وحث بعض المسؤولين الزراعيين فلاحي الساحل للبحث عن زراعات بديلة، ونصحوا بتجريب الفواكه الاستوائية في توجيه عشوائي استجاب له الكثير من المزارعين، الذين اقتلعوا أشجار البرتقال والليمون واستبدلوها بشتلات الأفوكادو والبابايا والليتشي وغيرها من المزروعات الغريبة، ودون أيّ ضمانة بتصريف محصولهم.
حسن محمد ( 34 عاماً) من محافظة طرطوس، قرر أن يهجر عمله الأساسي "الصحافة"، لينجح في تحويل "المغارة الاستوائية" من اسم لمقهى خاص يعمل به، إلى غابة من الأشجار الاستوائية يتحكم بمناخها.
يتحدث لوكالة أنباء آسيا قائلاً: أتفقد بستاني الغريب عن مناخ بلادي كل صباح، مؤمّناً له كل الظروف البيئية المناسبة، لينمو كما لو أنه واقع في منطقة مدارية.
وتضم الغابة الاستوائية الواقعة في قرية "بلاطة غربية" بمحاذاة أوتوستراد طرطوس-بانياس عدة أصناف من الأشجار المثمرة، منها البابايا والأفوكادو والشوكولاتة "سابوتي الأسود" والليتشي والجوافة وأصنافاً عديدة من الموز، والتي تتوزع على أرض مساحتها 8 دونمات، وتنتج نحو 90 صنفاً من الفاكهة.
يحاول حسن توثيق حالة جديدة في مداره الزراعي، ويؤسس كهفاً يحتاج تربة نهرية وحرارة دافئة، ونظراً لأنه يحب البلدان المدارية، ولم يسبق له زيارة أي منها، فقد قرر إحضار المناطق الاستوائية إلى مسقط رأسه، كما يقول.
ويُقدّم محمد منتجات غابته الاستوائية من فاكهة وعصائر لرواد مقهى "المغارة الاستوائية" الخاص به، والتي لقيت رواجاً كبيراً من الزبائن الراغبين بمشاهدة الغابة والتمتع بها عن قرب، وأيضاً بمذاق منتوجاتها.
بدأ المشروع منذ عام 2013 عندما كُلّف حسن محمد بإعداد وثائقي عن الفواكه الاستوائية في سورية، تلك الأصناف التي دخلت إلى الساحل السوري عبر المغتربين منذ عام 1970 وما قبل، و بدأ بعض المزارعين بزراعة أصناف منها، كالبابايا و الأفوكادو والجوافة والموز منذ عام 1990 .
وحول كيفية تسويق الفاكهة قال: أبيع منتجاتي في الأرض ذاتها، فيستطيع المستهلك الحصول على خدمة ممتازة في بيئة بسيطة ومكان يشبه المغارة التي أسميتها فيما بعد "المغارة الاستوائية"، والتي استطاعت لاحقاً جذب عدد كبير من طلاب المدارس ورياض الأطفال الذي يعدون حلقات تعليمية في بيئة خضراء، بالإضافة إلى إقبال كبير من الشغوفين بمثل هذه الأنواع من الفواكه.
ويعتزم الشاب حسن محمد في المستقبل القريب صناعة واحة استوائية مبتكرة بتكاليف بسيطة جداً تراعي بساطة المكان وطبيعته، بحسب ما يذكر
ورغم المشاكل التي تعترض الفواكه الاستوائية من ارتفاع أثمانها في أسواق الخضار والفواكه بالمدن الساحلية، تتباين أسماء الفواكه بين محلّ وآخر، فضلاً عن الأخطاء اللغوية على اللوحات المعرفة بها، وكذلك تسمية بعضها بأسماء البعض الآخر.
بالمقابل يطلق الشاب الثلاثيني على نفسه لقب " مستثمر غير مادي" فرغم كثرة العروض التي جاءت لاستثمار المكان وتحويله إلى مطعم اعتيادي يقدم المأكولات كان نصيبها الرفض، "شغفي رؤية ثمرة غريبة تنمو في بستاني، ورؤية السعادة في عيون الزائرين" كما يقول حسن.
وتتراوح أسعار الفواكه الأستوائية في سوق الهال بمحافظة طرطوس ما بين 800 و3000 ليرة وسطياً، حيث يتراوح سعر المنغا بين 800 و 1300 ليرة سورية والتسويق يتم داخل المحافظات وأهم مراكز التسويق في دمشق وحلب واللاذقية وحمص، علماً أن هناك ثلاثة أنواع منها، أما الأفوكادو فيتراوح سعرها بين 1200 و1500 ليرة سورية للكيلو الواحد.
وسعر الدراغون بين 1500 و2000 ليرة، والببايا بين 1000 و1500 والكيوي البلدية بين 700 و1000 ليرة، والقشطة بين 1800 و2300 ليرة، و السابوتا بين 2500 و3000 ليرة في حين يبلغ سعر كيلو الجوافة بين 400 و 900 ليرة علماً أن معظم هذه الفواكه تباع بالحبة، وقد يصل سعر الحبة الواحدة منها إلى 2000 ليرة سورية في حال كانت كبيرة الحجم.
Image may contain: 3 people, plant and outdoor
Image may contain: 2 people, plant and food
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 2