القرض الوطني للمسرَّحين في سوريا.. ضمانات جائرة وشروط تعجيزية

هيا حمارشة _ دمشق وكالة أنباء آسيا

2020.08.29 - 10:04
Facebook Share
طباعة

 بعد مرور تسعة سنوات على الحرب في سوريا، البعض خرج منها سليماً وبعضها الآخر جريح وطن لا جريح حرب، وبعد تحولهم إلى مواطنين مدنيين يمكن الحديث عنهم وعن همومهم بألسنتهم لا بلسان غيرهم، تستعد وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في سورية وبالتعاون مع المؤسسة الوطنية للتمويل الصغير، لإطلاق منتج القرض الوطني والذي يتراوح قدره بين 250 ألف ل.س وخمسة ملايين ل.س، كأحد الخدمات التي يقدمها برنامج دعم وتمكين المسرَّحين من خدمة العلم (أي بعد قضاء خدمته العسكريّة وتسرّحه من خدمته فيعود شخص مدني كأي مواطن) بفوائد يدفعها صندوق التعاون الوطني للمعونة الاجتماعية والتي تبلغ قيمتها 10%، باستثناء المسرّحين الجرحى الذين يتقاضون راتب تقاعدي، حيث يتوجب عليهم دفع الفائدة، بالإضافة لوضع شروط وصفها بعض المسرّحين الذين التقتهم وكالة أنباء آسيا، بالتعجيزية والتي من الصعب على أي مدني مسرّح منهم توفيرها.

مشروعهم هو الضمان

أحد جرحى الوطن (رفض ذكر اسمه)، يعاني من بتر طرف سفلي، والذي تبلغ نسبة إصابته 60%، يقول لآسيا: " اسمي جريح وطن وليس حرب، أتقاضى راتب شهرياً بقيمة 90 ألف ليرة على الرغم من أن الراتب ليس معياراً الآن نتيجة الوضع الاقتصادي، ولكن القرض يحق لي الآن مع فائدة 10%، وذلك مكلف، فالجرحى بالنهاية جزء من المجتمع لكن الفرق هو قدرته على العمل بعد الإصابة، أما بالنسبة للضمان فهؤلاء أناس خسروا كل شيء سواء جرحى أم غير جرحى، ولا يوجد لديهم أي عقار أو سيارة.. هؤلاء يجب أن يكون مشروعهم هو الضمان".

الأقساط

عندما يقوم المسرّح من خدمة العلم باقتراض المبلغ إذا كان مليون ليرة يتوجب عليه دفع 16 ألف بدون فوائد و25 ألف مع فوائد، أما إذا اقترض ثلاثة ملايين هنا يتوجب عليه دفع 50 ألف شهرياً بدون فوائد و75 ألف مع فوائد، في حين اذا قرر اقتراض القرض بأكمله أي خمسة ملايين، هنا يصبح عليه دفع ما يقارب 84 ألف ليرة شهرياً ومن غير فائدة، و125 ألف ليرة اذا كانت الفائدة عليه.

وقت ضائع

باسل كوسا مواطن مسرَّح من خدمة العَلَم بعد تسع سنوات من محافظة اللاذقية، يصف هذا القرض على أنه تعجيزي وغير مجدي ولا يتوافق مع أي شاب، حيث عبّر من خلال حديثه "لآسيا"عن رفضه الكامل بالتقدم للقرض قائلاً: " بدوخوني وبعجزوني وبالآخر على مبلغ ما بكفي ليعمل أي مشروع"، وأضاف أن الضمانات المطلوبة لا يمكن توفيرها بقوله: " الشروط المطلوبة للحصول على القرض اذا كانت متوفرة بمسرّح فذلك يعني أن لا حاجة له بالقرض لذلك هو مضيعة وقت فقط لا غير".

قرض وطني

محمود الكوا مدير مرصد سوق العمل لدى وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في سوريا، وضع "لآسيا" الإطار العام للقرض الوطني وخلفيته قائلاً: " بعد أن أطلقت الوزارة صندوق التعاون الوطني للمعونة الاجتماعية، أصبح يحق لأي مسرّح بالتقدم على برنامج دعم وتمكين المسرّحين من الخدمة والذي قُبل فيه 36 ألف مسرّح تقاضوا خلال سنة كاملة 35 ألف ليرة شهرياً، بالإضافة إلى حزمة خدمات دعمها هذا البرنامج منها القرض الوطني الذي سينطلق ابتداءً من الاول من أيلول - سبتمبر بعد التعاون مع المؤسسة الوطنية للتمويل الصغير من خلال تقديم قرض وطني مالي يبدأ من 250 ألف وينتهي بـ 5 مليون ل.س فوائده 10% يدفعها الصندوق الوطني للمعونة الاجتماعية.

ضمانات غير مقبولة

من المسرَّحين الآخرين الذين تواصلت معهم آسيا، هو أحمد السح، مسرّح وكاتب ومهندس حواسيب لدى الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، حيث عبّر أحمد عن رأيه حيال القرض قبيل انطلاقه قائلاَ: :" لا يحق لي التقدم لهذا القرض دون دفع فوائد لأنني أخذت تعويضاً يبلغ 234 ألف ليرة سورية استخدمتهم لاقتناء هاتف محمول، كما أنني موظف فئة أولى وراتبي 56 ألف ل.س، ولكن إذا أردنا الحديث عن الضمانات فهي غير مقبولة، على سبيل المثال اي عقار تبلغ قيمته اليوم ما يقارب 70 مليون، فكيف لي أن أرهن منزلي مقابل خمسة ملايين؟؟"
أما طارق غانم المدنيّ وهو مسرَّح وموظف الإقراض لدى المؤسسة الوطنية للتمويل الصغير بفرعها في اللاذقية، والذي اعتبر أن القرض هو خدمة ممتازة وتحوز على تسهيلات كبيرة مقابلها الوحيد هو وجود ضمانات تتمثل بكفلاء أو رهن عقار 2400 سهم حصراً أو سيارة مفروغة وليست وكالة أو ذهب، كما أكد أنه من الآن يلاحظ إقبال كبير على القرض والعديد من المسرّحين بدأوا بالاستفسار عنه.

ضمانات غير جائرة

نتيجة للاستفسارات العديدة التي وردت "لآسيا" من المسرّحين من خدمتهم لمعرفة تفاصيل هذا القرض، تواصلت المراسلة مع الرئيس التنفيذي للمؤسسة الوطنية للتمويل "منير هارون" والذي أكد بأنه يمكن لأي مسرّح يريد معرفة ما اذا كان يحق له القرض أم لا من خلال زيارة الصندوق الوطني للمعونة الاجتماعية أو الدخول إلى تطبيق الوطنية وإدخال بياناته فقط، وعن الضمانات المطلوبة أكد منير أنها غير جائرة بحق المسرّحين بل هي رادع لهم من أجل التسديد بالوقت المحدد لكل قسط، والضمانات هي وجود عقار مرهون وليس امتلاك المسرّح لعقار وهذا فرق كبير على حد قوله.

وعن طريقة التسديد أوضح منير بقوله: " يبدأ بعد استلام المسرّح قرضه بثلاثة اشهر من أجل أن يثبت صلاحية مشروعه، وبعدها يقوم بالتسديد شهرياً دون فوائد لمدة خمسة سنوات"، وإذا تخلّف عن التسديد تصبح الفوائد البالغة 10% عليه فيتوجب على المسرّح دفعها كاملة، مضيفاً إلى أن المصارف الكلاسيكية كالمصرف المركزي والتسليف الشعبي والعقاري هي مصارف واقفة عن تقديم القروض الآن، مما يثبت أنها هي الوحيد التي تقوم بإعطاء القروض.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 3