الممثل أسعد رشدان لآسيا: فقدت الرجاء والأمل ..ولكن عليّ أن أقبل وطني كما هو

حاورته: غنوة طعمة

2020.08.24 - 12:31
Facebook Share
طباعة

 
تواجه الدراما اللبنانية حالياً ما يمكن تسميته "الصراع من أجل البقاء"، فهي تمر بأزمة عميقة وخطيرة تهدد استمرارها ووجودها بشكل مباشر.
وأثّرت الأزمة الاقتصادية الخانقة بشكل كبير على عمل الممثلين وعلاقاتهم مع شركات الإنتاج المعدودة على أصابع اليد، إذ خسرت أجورهم قيمتها بعد ارتفاع سعر صرف الدولار، فوجدوا أنفسهم أمام خيارات مصيرية وصعبة تهدد مستقبلهم الفني، وهم الذين يحاولون بشتى الطرق الحفاظ على تعاونهم مع شركات الإنتاج، التي وجدت نفسها أيضاً وسط ضغوط عديدة، وبات عملها لإنتاج أعمال جديدة أقرب إلى المقامرة، خاصةً بعد تسارع الأحداث الأمنية، والتي كان آخرها إنفجار مرفأ بيروت.
وفي هذا السياق، التقت وكالة أنباء آسيا مقابلة مع الممثل اللبناني الكبير أسعد رشدان، الذي أطلق صرخة وجع إزاء كل ما يحدث في لبنان، وأخبرنا عن التحديات التي تواجهها الدراما اللبنانية، وتحدث عن أعماله الفنية المقبلة.
1-كيف تصف وضع الممثلين اللبنانيين حالياً، وكيف أثّرت الأزمة الاقتصادية على الممثل اللبناني، وعليك شخصياً؟
وضع الممثلين اللبنانيين كان دائماً وضعاً لا يُحسدون عليه، ولم تكن مهنة التمثيل يوماً مهنة ثابتة يستطيع أن يعتاش المرء من مردودها في لبنان، لذلك نجد أن كل ممثل يمارس مهنة أو عملا أو أكثر بالتوازي مع التمثيل.
يُستثنى من ذلك عدد لا يتجاوز أصابع اليد من الممثلين، ومعظمهم من الجنس اللطيف، وهنا يلعب الحظ دوراً أساسياً، لأن الممثلة الجيدة أو الممتازة في مهنتها، تستغل إلى أقصى الحدود، لذلك نرى بعض الهبوط في مستوى بعض المسلسلات، بسبب عدم وضع الممثل المناسب للدور المناسب.
أما ملكات الجمال وعارضات الأزياء، فوضعهن جيد بغض النظر عن الاختصاص والموهبة.
وبالنسبة الي، فالوضع لابأس به.
على المستوى الفني، كان الوضع جيداً قبل سفري إلى أمريكا، أما الوضع المادي فكان جيداً إلى حين، ثم تعثر ووصل إلى أدنى مستواه.
غبت خمس عشرة سنة، وتحسنت ظروف الإنتاج الفني أثناء غيابي، وأنا في أميركا دعيت للمشاركة في مسلسل "أمير الليل" مع الصديق النجم رامي عياش، فعدتُ والعود أحمد.
لم تنسني الشاشة ولا المشاهد، إذ إن قنوات التلفزة ظلت تبث إعادة لمسلسلاتي طيلة فترة غيابي، وقد حصلت على جائزة الموراكس دور كأفضل ممثل عن دوري في أمير الليل، و كرّت السبحة والحمد لله، فبقيت هنا وبقيت العائلة في الغربة.
حالياً، وضع الجميع لا يُحسدون عليه، رغم الاستمرار الخجول في إنجاز بعض المسلسلات.
2-ما هي انعكاسات الأحداث الأمنية الجارية على الدراما اللبنانية؟
ما يحصل اليوم من انتفاضة شعبية، وانتشار فايروس كورونا، وتردي الوضع الاقتصادي إلى الحضيض، وعدم التمكن من الحصول على ودائعنا من المصارف، زاد الطين بلّة.باختصار، نحن نمشي بين حبات المطر.
3-من المعروف أنك تركت البلد لفترة، وأقمت في الولايات المتحدة الأمريكية، هل تراودك فكرة الهجرة مجدداً؟
هاجرت إلى الولايات المتحدة الأمريكية لأني كنتُ أرى ما يحصل اليوم، وكأنني أشاهد فيلماً سينمائياً.
فكرت بعائلتي، وضحيت بمهنتي واختصاصي، وتوكلت ومشيت.
لست نادماً أبداً، أمّنت مستقبلاً جيداً لأولادي، وأمنت "آخرتي" كما يقال.
فما أقبضه اليوم من تقاعدي هناك، يوازي أجر وزير أو نائب بالليرة اللبنانية بمستواها الحالي.
لا أفكر في الهجرة من جديد، ولا أفكر بإعادة عائلتي إلى هنا.
لم أنقطع عن العمل، وأنا مرتبط بعدة أعمال، وإن كان التصوير يحصل بشكل متقطع بسبب الظروف الحالية.
4-هل أنت مرتبط بأعمال جديدة؟
حالياً أنا مرتبط بعدة أعمال وعقود، منها ما أنهيناه ومنها ما هو قيد الإنجاز، ومنها ما لم يبدأ تصويره بعد.
أنهيتُ عملي في مسلسل "هند خانم" لمروى غروب مع ورد الخال وخالد القيش، وما زلتُ أصور في المسلسل الخليجي "دفعة بيروت" وكذلك في فيلم سينمائي مع رائد سنان.
هناك عقد مع شركة فونيكس أنترناشيونال للمنتج إيلي س. معلوف لمسلسل بعنوان "الزمن الضائع"، كان المفروض أن يبدأ التصوير منذ عشرة أشهر، لكن الظروف عرقلت وأخّرت تصوير "رصيف الغربا"، وبالتالي تأخر البدء بالزمن الضائع.
سنبدأ التصوير أيضاً نهاية هذا الشهر بمسلسل "عرس الحارة"، إنتاج GH Production، ومن إخراج كنان اسكندراني.
5-ما هو مستقبل الدراما في ظل هذه الظروف القاهرة التي يغرق فيها لبنان؟
بصراحة كلّية، الوطن أصبح بلا حاضر وبلا مستقبل، إنه يُحتضر، ولا شيء يبشر بأفضل مما نحن فيه وعليه.
فقدت الأمل منه منذ زمن طويل، وفي مثل هذا اليوم بالذات الذي نحن فيه، منذ ثمانية وثلاثين عاماً.
وتجدد اليأس منذ اثنين وثلاثين عاماً، ومنذ أربع سنوات فقدتُ الرجاء إضافة إلى الأمل.
لكن كل هذا لم يمنعني من البقاء، ففي النهاية عليّ أن أقبل وطني كما هو، في الحضيض كما في القمة كما أتقبل أولادي بكل حسناتهم وسيئاتهم...
لن يكون هناك لبنان كالذي عرفناه وترعرعنا فيه وبذلنا الغالي والرخيص من أجله. لبنان اليوم يحكمه لصوص، يمتصون دمه، وهم كالعلقة، لا يُثنيها عن غايتها إلا الجمر والنار.إن كان مستقبل الوطن في مهب الريح، فمستقبلنا كلنا ستجرفه الرياح.
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 1