عمال عاطلون عن العمل في سوريا وخريجون يقنّعون بطالتهم بمهن حرّة

وكالة أنباء آسيا- هيا حمارشة

2020.08.22 - 03:21
Facebook Share
طباعة

 
 
 
لم يعد مفهوم "البطالة المقنّعة" يتضمن استيعاب المؤسسات الحكومية لموظفين لا عمل لهم أو فائضين عن حاجة المؤسسة ، بل أصبح الخريج يضع هذا القناع بنفسه، موفراً الجهود الحكومية من خلال قبوله بأي مهنة أخرى متفادياً النظر إلى شهادته واختصاصه، محملقاً في المردود المادي الذي سيجنيه من هذه المهنة في نهاية كل شهر.
 
تتفاوت نسبة البطالة في سوريا، حيث لا يوجد نسبة متفق عليها، فقد وصلت نسبة البطالة إلى 55% عام 2019، خلال مؤتمر السلام العالمي، وحسبما ذكرت منظمة الأمم المتحدة في تقرير لها، بينما وصلت النسبة بين عامي 2013-2017 إلى 37%، وذلك حسب دراسة أجراها مركز مداد السوري للدراسات تحت عنوان "اختلالات سوق العمل في الاقتصاد السوري وسياسات تصميمها"، إلا أنها بقيت مجهولة بعض الشيء بسبب عدم تمحورها عند نسبة معينة، أو وجود تقارب بين تلك النسب.
 
"تخرجت من كلية الإرشاد السياحي في جامعة دمشق عام 2014، وبعد دراستي لها مدة خمس سنوات، ذهبت أبحث عن أي عمل أعيش من خلاله بعد وفاة أبي، وذلك بعد بحثي عن عمل ضمن المنشآت السياحية ووزارة السياحة لكني لم أجد أي شاغر" هذا ما قالته المواطنة فيروز محمد "لوكالة أنباء آسيا"، أحد المتخفين بقناع البطالة الجديد، وتتابع فيروز قائلة " في نهاية المطاف حصلت على وظيفة منسقة أغاني "دي جي" في قاعة أفراح، وما زلت أعمل بها حتى الآن".
 
محمود الكوا "مدير مرصد سوق العمل " في سوريا يؤكد أن نسبة البطالة وفي ضوء البيانات الإحصائية للمكتب المركزي للإحصاء عام 2019، بلغت 30.3% من قوة العمل، كما أوضح أن ما يتعرض له الخريج في اللجوء إلى مهنة أخرى لا يقع تحت مسمى بطالة مقنعة، بل تحت البطالة الهيكلية والتي تعني عدم توافق المهارات المطلوبة للعمل مع مهارات مؤدي العمل، وعلل سبب لجوء الشباب إلى مهن أخرى بالاختلالات البنيوية والتدابير الاقتصادية القسرية أحادية الجانب التي فرضت على سوريا، مما أدى إلى التأثير على سوق العمل وقلة الفرص.
 
وفي جولة "لوكالة أنباء آسيا" على بعض القطاعات العامة، ومن بين آلاف الموظفين، تم لقاء أحد الموظفين حسن علي، والعاملين في المجال الإعلامي، (رفض ذكر اسم الوسيلة)، وهو خريج معهد إدارة أعمال وعلوم مصرفية، يقول حسن:."لم تكن مهنتي ولا اختصاصي، كان هناك مسابقة وقدمت لها، ونجحت بها، بالمقابل أمنت لي الدخل، ولا يوجد عمل، كل ما أقوم به هو إثبات وجودي".
 
أيضاً بشار (رفض ذكر اسمه كاملاً)، وهو خريج جامعي( كلية التجارة والاقتصاد)، يقول: " عمري 33 عاماً، عملت في اختصاصي ألا وهو التجارة، لكن وبسبب الحرب لجأت إلى مهنة أخرى والتي هي شغفي الإعلام"، وذلك على الرغم من محدودية دخل الإعلام وضيق هذا المجال على المختصين به.
 
الخبيرة الاجتماعية حنان ديابي، تعلّق على موضوع البطالة المقنعة وتقول في حديثها مع "وكالة أنباء آسيا": " إن هذا الموضوع شائك جداً، لا يحتاج فقط لمقال صحفي، بل لبحث علمي، ولكن إذا أردنا وضع يدنا على أساس المشكلة، وهي عدم وضوح خريطة النظام الاقتصادي المتبع في البلاد، هل هو ريعي أم سوق أم رأسمالي؟"، كما أردفت ديابي بذكرها مشكلة أخرى يتعرض لها المجتمع السوري وهي عدم دقة الاحصائيات الموجودة والأرقام، والتي تساعد في حل المشكلة، ذاكرة لمثال تعرضت له عام 2010، تقول: " عام 2010 قالوا أن نسبة البطالة هي 18% وكانت النسبة الحقيقية حينها 38%، والفرق 20%، هذا وكنا في مرحلة ازدهار، فكيف الآن.. كم النسبة المخفية والمقنّعة؟!.
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 7