كورونا يهدد ريف دير الزور في ظل غياب الإجراءات الوقائية

خاص _ وكالة انباء اسيا

2020.08.22 - 01:28
Facebook Share
طباعة

 مع انتشار فيروس كورونا في منطقة الجزيرة السورية بدأت الحاجة الملحة لاتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من انتشار الفيروس بين الأهالي في ظل تدني الخدمات الطبية الموجودة في المنطقة .
وبدا اعتماد الأهالي على وعيهم أكثر من الإجراءات التي اتخذتها الإدارة الذاتية قسد وفرقها الطبية في ريف دير الزور الواقع تحت سيطرتها .

إجراءات الوقاية غائبة

خلال جولة لوكالة أنباء آسيا في ريف دير الزور الشرقي، تم رصد عدد من الأهالي ممن يلتزمون بارتداء الكمامة وهم قلة لا تتجاوز نسبتهم 1بالمئة، حيث تجد الازدحام في الأسواق دون اتخاذ أي من اجراءات قواعد الرعاية الصحية والسلامة العامة ، ويقول المواطن عليان م من بلدة الحوايج، إن الأهالي لا يعتمدون إجراءات الوقاية الصحية، وذلك بسبب جهلهم بمدى خطورة الفيروس الذي انتشر عالميا، حيث تجد ان معظم الأسواق مزدحمة والتباعد الاجتماعي غير موجود وعندما ترتدي كمامة تصبح محط للسخرية، وهذا دليل على الجهل الذي يسيطر على المنطقة، كما أن الحملات والإجراءات المتخذة من قبل الفرق الطبية التابعة للمجالس المحلية في البلدات لا تكفي، ولم نلحظ اي نشاط للمنظمات الدولية المتواجدة على الأرض تجاه الأهالي الذين يطالبون بتوزيع كمامات ومعقمات لهم وأن يكون هناك دور أكبر للمنظمات التي تقدم المساعدات لهم، خاصة وأن القدرة الشرائية للمواطن في المنطقة لا تسمح له بشراء كمامة بشكل يومي في ظل ارتفاع سعرها الذي وصل إلى 300 ليرة سورية .

ضعف الإمكانات الطبية والخدمية

وتعاني منطقة الجزيرة ضعفا في الخدمات الطبية في ظل غياب المشافي الحكومية وأطباء الاختصاص، الأمر الذي يجعل الأهالي أمام كارثة حقيقية في حال انتشر المرض. ويقول الدكتور ع .ح والذي رفض الكشف عن اسمه خوفا من قوات قسد، إن الإدارة الذاتية تركز جل اهتمامها وخدماتها في المجال الطبي في الوقت الحالي باتجاه مدينة الحسكة التي ينتشر بها المرض والاصابات أكثر من دير الزور ، ولكن هذا لا يعني أن يكون هناك تعامل جاد مع واقع المنطقة وتقديم خدمات طبية لها وخصوصا أن مننطقة ااريف الشرقي تعد ذات كثافة سكانية.
كما أن هجرة الكثير من الأطباء أبناء المنطقة إلى دول الجوار أو مناطق الدولة السورية نتيجة غياب الأمان، جعل المنطقة تعاني من فراغ كبير في مجال الخدمات الطبية كما أن المشافي المتواجدة حاليا في المنطقة تعاني من نقص كبير في المعدات مما يجعلها دون المستوى المأمول لها في ظل انتشار فيروس كورونا .

وحول انتشار كورونا في المنطقة، يقول الطبيب ع .ح يوجد بعض الحالات لكنها غير منتشرة بشكل كبير بين الأهالي، وعدد الإصابات قليل، الأمر الذي يبعث الطمأنينة في نفوسهم، ولكنهم إلى اليوم لا يتخذون إجراءات وقواعد السلامة الصحية العامة مما يجعل المنطقة ضمن دائرة الخطر.

الحمى التيفية ليست كورونا

وينتشر مرض الحمى التيفية كما يسميه الاطباء والصيادلة في المنطقة، وهو ارتفاع درجة حرارة الجسم وإرهاق شديد وعدم الرغبة في الطعام .
ويقول الصيدلي ح .س ان أسباب انتشار الحمى التيفية في المنطقة هو عدم وجود محطات تصفية لمياه الشرب، كما أن معظم المرضى لايذهبون إلى الأطباء بل يكتفون بتشخيص الصيدلية ونتائج التحاليل المخبرية دون الرجوع الى الطبيب نتيجة الظروف المادية، هذا الأمر أسهم بشكل كبير في انتشار المرض في بلدات الريف الشرقي، وتختلف الحمى التيفية عن الكورونا لذلك لا يمكننا المقارنة أو اعتبار أن المصاب بالحمى مصاب بكورونا .

اغلاق المنافذ مع الدولة السورية

وعن الخطوات المتخذة من قبل الإدارة الذاتية لتجنب انتشار فيروس كورونا، صدر قرار باغلاق كافة المعابر البرية و النهرية التي تربط دير الزور بالحسكة وبمناطق سيطرة الدولة السورية بوجه الأهالي، باستثناء الحالات المرضية الحرجة والاسعافية إضافة لسيارات نقل البضائع على اختلاف أنواعها .

هذه الإجراءات دفعت الأهالي إلى التساؤل حول مدى فاعليتها في ظل انتشار المرض وهل تكفي لمواجهة الفيروس .

مركز للحجر الصحي في دير الزور

وكانت هيئة الصحة التابعة " للإدارة الذاتية " قد افتتحت مركزاً للحجر الصحي في منطقة المعامل بدير الزور وهو المركز الوحيد في المنطقة .

فيما أعلنت هيئة الصحة عن تسجيل 34 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد في مناطق سيطرتها ، ليرتفع العدد الكلي للإصابات إلى 253 حالة منها 8حالات في ريف دير الزور وحالة وفاة وحيدة .

وفي ظل الأوضاع الطبية والاقتصادية الصعبة التي تشهدها المنطقة وغياب الإجراءات الوقائية تبقى حياة الاهالي مهددة بفيروس كورونا بانتظار تحرك جاد لهيئة الصحة في مناطق قسد لتجنب مخاطر انتشار كورونا .

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 2