كواليس زيارة هيل الى لبنان: رسائل بكل الاتجاهات

كتب جورج حايك

2020.08.18 - 11:44
Facebook Share
طباعة



جاءت زيارة مساعد وزيرة الخارجية الأميركية دايفيد هيل في توقيت دقيق يمر فيه لبنان بعد انفجار 4 آب، وقد تبعت زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وتزامنت مع زيارة وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف، وقد التقى هيل أكثرية المسؤولين اللبنانيين الأساسيين مستثنياً رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، والمقاطعة الأميركية لباسيل شكّلت رسالة بحد ذاتها.
تمايز اميركي فرنسي
أمام هذا الواقع تساءل كثر ماذا تضمنت زيارة هيل سياسياً اضافة إلى التضامن الانساني والحرص على منح الشعب اللبناني المساعدات المطلوبة؟ يجيب قيادي لبناني معارض مطلع على كواليس زيارة هيل "ان المبادرتين الفرنسية والأميركية تتكاملان بل يكملان بعضهما رغم بعض التمايز، ونقطة الاختلاف الوحيدة هي دور حزب الله في الحل. الأميركيون مصرّون أن لا يكون الحزب جزءاً من الحل مع سلاحه، أما الفرنسيون فكان لهم رأياً مختلفاً من خلال مشاركة الحزب بالحل، لكن سرعان ما اقتنعت الديبلوماسية الفرنسية بالتوجهات الأميركية وخصوصاً الكلام عن حكومة مستقلة".
نصرالله قطع الطريق امام كل الحلول
ويرى المصدر المعارض "ان كلمة السيد حسن نصرالله التي تزامنت مع زيارة هيل قطعت كل الطرقات المؤدية إلى حل، وهذا يعكس ان ايران لا تريد حلاً في لبنان يتعلق بالسلاح قبل حل أزمة ملفها النووي، وبالتالي موقف نصرالله ليس موقفاً ضد فريق واحد بل ضد كل الأطراف التي تسعى إلى تثبيت شرعية الدولة اللبنانية ووحدة قرارها".
ويضيف:"في هذا الاطار، أظهر نصرالله انه ليس منفتحاً على أحد لا بالداخل وبالخارج. في الداخل يقف مع الرئيس ميشال عون، وفي الخارج يقف مع ايران في مواجهة كل الكرة الأرضية، وقد انعكس ذلك على التحقق الدولي الذي يطالب به كثر من اللبنانيين ورفضه نصرالله وظريف، وهذا يدل على ان المفاوضات بين الأميركيين والايرانيين ليست سالكة خلافاً لما يروجه محور الممانعة بأن ثمة تسويات آتية إلى المنطقة وباتت ناضجة، فمساعد وزير الخارجية الأميركية لم يأت على ذكر ذلك".
اميركا لن تضحي بلبنان
ويلفت المصدر المعارض إلى "أن لقاء البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي وهيل كان مهماً، وقد سلّمه البطريرك نص الوثيقة حول الحياد إضافة إلى رسالة مختصرة للرئيس الأميركي دونالد ترامب أبرز ما تضمنته مطالبة الراعي بدولة خالية من السلاح الا سلاح الجيش اللبناني، وشرح له رؤيته للحل في لبنان أي الحياد واللامركزية، وأكد له أن أي بدع أخرى من نوع المثالثة لن تقبل بها الكنيسة المارونية، وشدد على نقطة محورية أن لا يصير التفاوض بين ايران والولايات المتحدة على حساب لبنان، فالبطريرك يريد علاقة صداقة مع الادارة الأميركية واستبعاد أي تضحية بلبنان. أما هيل فكان واضحاً عندما طمأن البطريرك ان الادارة الأميركية مهتمة بلبنان ووعده بأن أي تسوية لن تكون على حسابه، ودعا بدوره البطريرك إلى أن يضغط باتجاه التوصّل إلى حكومة نظيفة تكون قادرة على اجراء اصلاحات ومحاربة الفساد وقادرة على التعاطي مع المجتمع الدولي، ولم يتدخل هيل بالاصلاح الدستوري بل ركّز على الاصلاح الاداري والمالي فقط".
ويشير المصدر المعارض إلى "ان هيل لم يثر موضوع سلاح حزب الله وصواريخه الدقيقة وترسيم الحدود مع رئيس الجمهورية والبطريرك، لكن تبيّن ان الحل السياسي مؤجّل إلى ما بعد تأليف الحكومة وبعد هذا المخاض سيطرح موضوع السلاح وترسيم الحدود وهو أكدها بتصريحه الذي ادلى به في المرفأ وأكد عليه في بيانه الختامي. ومن الواضح ان هيل لم يتطرق إلى موضوع حزب الله في كل مواقفه".
وعن امتناعه عن زيارة باسيل، أكد المصدر "ان المقاطعة الأميركية لباسيل هي رسالة له بأن الديبلوماسية الأميركية نفذ صبرها من ادائه، وباتت تشترط عليه إذا أراد العودة إلى اللعبة السياسية أمرين: الأول، أن يسهّل عملية تشكيل حكومة مستقلة، والثاني أن يرفع يديه عن ملف الكهرباء ويقبل بالاصلاح".

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 5