حملات عربية رسمية وشعبية للتخفيف من مُصاب بيروت.. والمغتربون اللبنانيون جزءٌ منها
غنوة طعمة _ بيروت وكالة أنباء آسيا
لم تكد تتكشف الأضرار الهائلة التي خلفها الانفجار المروع في بيروت، حتى تداعت الدول العربية لمد يد المساعدة بصورة عاجلة، نظراً لحجم الدمار الكبير والضرر الهائل الذي وقع على المواطنين اللبنانيين، الذين فقد بعضهم ربما أكثر من فرد من العائلة الواحدة، والبعض الآخر وجد نفسه فجأة بلا منزل.
وفي في هذا السياق، انطلقت مبادرات إنسانية في العديد من الدول العربية، عماد معظمها لبنانيون مقيمون في تلك الدول.
الناشطة ردينة كانونجي، لبنانية تقيم في الإمارات، تقول في حدبث مع وكالة أنباء آسيا، إن الإمارات وشعبها يقفون إلى جانب الشعب اللبناني المنكوب، وشباب الإمارات من مواطنين ومقيمين، يعملون لجمع أكبر كم ممكن من التبرعات، لدعم الشعب اللبناني، إضافةً إلى السوريين والفلسطينيين اللاجئين في لبنان، وتوفير العلاج للمصابين، والأدوية وكل المستلزمات للمتضررين من انفجار مرفأ بيروت.
وتضيف كانونجي قائلة: "الإمارات ستقدم المساعدات العاجلة للمتضررين من انفجار بيروت، ومن ضمنها حملة "الإمارات تتطوع"، فى إطار المساهمة في تعزيز الجهود الدولية، لتخفيف معاناة المتأثرين من الانفجار الهائل في لبنان".
وقالت كانونجي : "تفاعل العديد من اللبنانيين المقيمين في الإمارات مع هذه الحملة، مؤكدين أن الإمارات موطن الخير والإنسانية، وهم يعتبرونها بيتهم الثاني، فالحياة التي يعيشونها هنا -للأسف- لم يجدوها في وطنهم لبنان، شاكرين لها القيام بهذه المبادرة الإنسانية لمساعدة وطنهم الأم".
وتحدثت كانونجي عن الحملة قائلة: "هذه مبادرة وطنية وإنسانية أطلقت من جانب المواطنين الإماراتيين وكل المقيمين في الدولة تحت عنوان "من الإمارات من أجل لبنان" لمد يد المساعدة والتضامن مع الشعب اللبناني ودعمه بكل الوسائل الممكنة، لتخطي هذه الفاجعة التي ألمت بالعاصمة بيروت، بعد الانفجار المروع وما خلفه من خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات، وترك آثاراً سلبية كبيرة على العائلات، وخلف أضرارا في المنازل، ومباردة الإمارات هي دعوة إنسانية لمساندة لبنان ويمكن للجميع التسجيل في الحملة من خلال المنصة الوطنية للتطوع".
واستطردت قائلة: "المهام التي أعطيت للمتطوعين، كما جاء في بيان المبادرة ستكون محصورة في جمع وفرز المستلزمات المقدمة للشعب اللبناني، وإعمار لبنان، في الفترة التي تتراوح من 10 إلى 25 أغسطس، وتمت دعوة جميع المتخصصين في مجال الهندسة من المواطنين، والمقيمين في دولة الإمارات، للتطوع في فرز مواد البناء اللازمة لإعادة إعمار لبنان، وتسريع عملية إرسال هذه المواد بالتنسيق مع الجهات المختصة، كما ستقدم الحملة الدعم المتكامل و العاجل للشعب اللبناني والشعوب من جنسيات مختلفة على أرض لبنان، وفق الأولويات الرئيسية، كالمستلزمات الطبية و الغذائية، إلى جانب كل الاحتياجات التي ينبغي توفيرها بشكل عاجل، للحد من آثار وتداعيات الظرف الراهن على المتضررين، في الفترة التي تتراوح من 15 أغسطس الجاري إلى 12 سبتمبر المقبل".
ومن الكويت، تم الإعلان عن دعم لبنان (ضمن مؤتمر المانحين الأخير)، عبر تقديم 41 مليون دولار، لدعم الأمن الغذائي وتوفير مساعدات طبية وغذائية عاجلة.
وأبدت الكويت استعدادها "لتقديم الدعم في مواجهة هذه الكارثة، بالتزامات مسبقة على الصندوق الكويتي للتنمية يعاد تخصيصها لمصلحة لبنان، بما يقارب ثلاثين مليون دولار، سيتم التنسيق بشأنها مع السلطات اللبنانية لدعم الأمن الغذائي، إضافة إلى مساعدات طبية وغذائية عاجلة تصل قيمتها إلى أحد عشر مليون دولار، إضافةً إلى تبرعات الجمعيات الخيرية الكويتية".
وقال المحامي اللبناني حسن شمعة المقيم في الكويت لوكالة آسيا: "إزاء الوضع الصعب الذي غرق فيه اللبنانيون منذ حصول الانفجار الضخم في العاصمة بيروت، أطلق بعض المقيمين اللبنانيين والمواطنين الكويتيين مبادرة إنسانية لمساعدة لبنان، وقام العديد من مشاهير "السوشال ميديا" و"أنستغرام" في دعم هذه المبادرة".
وأكد شمعة أن الهدف الأساسي لهذه المبادرة، هو المساهمة بشكل كبير في التخفيف من معاناة اللبنانيين الذين فقدوا ذويهم ومنازلهم، وذلك من خلال مدهم بقدر المستطاع بالأولويات الثلاث: الغذاء، والدواء، والإيواء".
وفي المغرب، قامت جمعيات نسائية عديدة بإطلاق مبادرات إنسانية لمساعدة الشعب اللبناني، ودعمه في مواجهة تداعيات الانفجار.
وقالت الناشطة المغربية خديجة أصوان لوكالة آسيا: "قررنا دعم الشعب اللبناني الشقيق بعد هول الكارثة التي ألمت به، من خلال إطلاق حملات إنسانية لدعمه بكل الوسائل الممكنة والمتاحة، وخصوصاً الأشخاص الذين فقدوا عائلاتهم و منازلهم، ونحن كجمعيات نسائية نكثف الجهود في كل المجالات، من خلال تأمين مساعدات مالية وإنسانية سوف نرسلها لجمعيات المجتمع المدني في لبنان".
