السوريون أمام موجة جديدة من ارتفاع إيجارات المنازل .. إسمنت الحكومة هو السبب

لودي علي _ دمشق وكالة أنباء آسيا

2020.08.08 - 11:41
Facebook Share
طباعة

 المنزل الحلم بالنسبة لكثير من السوريين سيصبح أبعد منالاً قريباً، فبعد ارتفاع أسعار الحديد منذ أشهر، ستشهد مادة الإسمنت أيضاً ارتفاعاً رسمياً بسعرها خلال أيام، حسب ما كشف عنه مؤخراً وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك “طلال البرازي”.

البرازي أوضح في تصريح صحفي قبل أيام أن مادة الإسمنت متوفرة، لكن فروقات الأسعار التي حدثت ما بين القطاعين العام والخاص تسببت بوجود خلل، لافتاً إلى حدوث توازن بالأسعار خلال الأسبوع الجاري، حيث سيتم تحديد أسعار القطاع العام والخاص، بحيث لن يكون هناك رفع كبير بالأسعار، وإنما النسبة ستكون ضئيلة ولمصلحة المستهلك، بهدف إلغاء السوق السوداء..
أغلب السوريين الذين بات تأمين لقمة عيشهم هو همهم الأكبر اليوم لن يكترثوا كثيراً للخبر، فملكية منزل خرجت حتى من قائمة أحلامهم، إلا أن هذه الأخبار لاتزال تقتل ما تبقى لديهم من أمل، لاسيما مع ارتباطها بارتفاع أسعار الإيجارات التي تعاني منها نسبة كبيرة منهم.

الخبير العقاري الدكتور ماجد شرف توقع في تصريح لوكالة أنباء آسيا، ارتفاعاً جديداً في أسعار العقارات بعد موجة ارتفاع أسعار الإسمنت المرتقبة، إلا أنه أكد أن هذا الارتفاع لن يكون كبيراً مقارنة بارتفاع إيجارات المنازل، التي قد يكون لها النصيب الأكبر.

شرف لفت إلى أن السوريين المسجلين في الجمعيات السكنية سيكونوا الأكثر تضرراً، يليهم من يقومون بترميم منازلهم، وبالتالي لن يحافظ هؤلاء بعد أن يترتب عليهم مبالغ إضافية في عمليات الترميم أو الإكساء على نفس سعر الإيجار لنفس المنزل، ما سيزيد من معاناة السوريين الذين يبحثون عن سقف يسترهم.
الخبير العقاري أرجع ضعف احتمالية رفع أسعار العقارات بشكل كبير، إلى جمود سوق العقارات حالياً، لاسيما مع نقص السيولة في البلد، فليس هناك من يبيع إلا إذا كان مضطراً، وعمليات البيع والشراء اليوم تتم بهدف استهلاك ثمن المبيعات لا استثمارها في عمل آخر، ما يزيد من جمود السوق. مضيفاً أن توقف القروض أيضاً يرجع لنفس السبب، فهي أيضاً تذهب للاستهلاك بدلاً من الاستثمار.

شرف قال إن نسبة ارتفاع أسعار العقارات منذ حوالي العام والنصف تجاوزت 200 %، أي أن البيت الذي كان يباع بـ 30 مليون ليرة سورية، أصبح سعره اليوم 90 مليون.

الإيجارات أيضا ارتفعت حسب الخبير بنسبة 75% خلال المدة نفسها فالمنزل الذي كان أجاره 50 ألف ليرة، اليوم أصبح بين 100 و150 ألف.
وتحتل دمشق المرتبة الأغلى بأسعار عقاراتها حسب شرف، تليها اللاذقية فطرطوس فحمص، بينما لاتزال منازل حلب بعيدة عن المنافسة.
يذكر أن سعر طن الإسمنت المنتج في معملي "الرستن" و"حماة"، يبلغ حوالي 46 ألف ليرة، في حين يزيد السعر 500 ليرة لطن الإسمنت المُنتج في معمل "عدرا"، بينما بلغ سعر الطن في معمل "طرطوس" 47 ألف ليرة، ولم يتم الكشف بعد عن الأسعار الجديدة للمادة.

وكانت أسعار مواد البناء قد ارتفعت كثيراً خلال الأشهر الأخيرة، حتى تجاوز سعر طن الحديد الواحد المليون ليرة بعد أن كان قبل أشهر قليلة حوالي 300 ألف ليرة فقط.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 5