ثوار طرابلس يألمون لألم عاصمتهم ويشمّرون عن سواعدهم لنجدة البيروتيين

وكالة أنباء آسيا - لبنى دالاتي

2020.08.08 - 02:39
Facebook Share
طباعة

 
منذ اندلاع الثورة في 17 تشرين الأول - أكتوبر، اعتاد ثوار طرابلس أن يلتقوا يومياً في ساحة عبد الحميد كرامي أو "ساحة النور" إلى أن أثمرت جهودهم الجبّارة في إعادة الوجه الحقيقي لمدينة وُصمت يوماً بأنها معقل التشدد والتطرف، فبات اسمها اليوم "عروس الثورة".
لم تقف عروس لبنان مكتوفة الأيدي، بعد اغتيال عاصمتها وتشويه ملامح وطنها، بل أطلقت ثورةً ثانية: ثورة مد يد العون لإعمار عاصمة أصبحت منكوبة بسبب إهمال وغدر الجبناء، وفساد الفاسدين، وكل من لا يعرف معنى الوطنية والوفاء.
الناشط مصباح الساكت قال لآسيا" أنا متواجد دائماً لخدمة أهل مدينتي طرابلس، عشت فيها وسأبقى في صفوف الثوار حتى نصل إلى مطالبنا المحقة".
وعن تفجير المرفأ، يقول إن عدداً كبيراً من ثوار طرابلس وعكار توجهوا الى بيروت ليلة حدوث التفجير، وأن هذا التحرك حصل بطريقة فردية وعفوية.
ويقول الساكت إن التبرع بالدم ورفع أنقاض المباني المنهارة يتطلب سرعة قياسية لتجنب أكبر عدد من الخسائر البشرية، مضيفاً "كنا نصرخ من فوق الركام علنا نسمع صوتاً أو نجد إجابة تبشرنا بوجود أحياء تحت الأبنية المنهارة "
ويختم بنبرة يغلفها التأثر "لم أشاهد في حياتي دماراً كهذا .. لا حل للبنان إلا بتعليق المشانق، طبقة سياسية فاسدة والشعب هو الضحية ، ولذلك سنبقى ثواراً حتى تتحقق مطالبنا بخلعهم".
من جهتها، تقول الأخصائية الفيزيائية فرح حداد لوكالة آسيا "منذ اليوم الأول من اندلاع ثورة 17تشرين وأنا مع ثوار طرابلس وثوار مدينتي، فثورتنا مطلبية ومحقة، لن نيأس ولن نستكين، وضعنا أهدافاً واضحة، ونحن عازمون على المضي في تحقيق كافة المطالب الشعبية".
وعن تفجير المرفأ تقول أنها أثناء وقوع الانفجار كانت في اجتماع عمل لها في منطقة قريبة من بيروت ورأت زجاج الواجهات يتطاير أمامها فشعرت عندها أن أمراً خطيراً قد حصل في العاصمة.
تضيف حداد أنها انطلقت من طرابلس، صباح الأربعاء برفقة فرق منظمة إلى مكان الانفجار للمساعدة في مساعدة المدينة وأهلها بعد هذه الكارثة الكبرى.
وتشير إلى أنهم نصبوا خياماً في شوارع بيروت قرب مكان التفجير، وفرزوا هذه الخيم ونظموها تحت إطار الاحتياجات" أصبح لدينا خيما للطعام، والأدوية، والمياه، والمكانس والكسوة .. ".
تتحدث حداد عن عدة فرق مختصة بإجراء مسح طوبوغرافي للمناطق المتضررة وأخرى مختصة بملء استمارات بأسماء الجرحى وبأعداد الممتكات المتضررة، إضافة إلى فرق مسؤولة عن زيارة السكان داخل بيوتهم المتضررة بهدف تلبية احتياجاتهم، لافتةً إلى أنها تتواجد يومياً في العاصمة بيروت لتقوم بواجبها الإنساني.
بصوت يملؤه الحزن والغصة تتساءل حداد "أين هي الدولة؟ فلو كان لدينا دولة فعلا لكانت أرسلت من ينظف الشوارع ومن يعمل معنا لمساعدة أهل مدينة بيروت المنكوبة".
أما الناشطة" نور الهدى الغريب" فتؤكد لآسيا أن أهداف الثورة لن تتغير بعد تفجير بيروت الدامي، بل ستزيد قوةً وإصراراً.
وتضيف" مطلبنا الأول والأساسي هو إقالة السلطة من جذورها، وتطبيق الإصلاحات، وتطهير الحكومة من الفاسدين، والوصول إلى قضاء عادل وشفاف "
تشير الغريب الى أن البنانيين هم اليوم بأمس الحاجة لحياة اجتماعية كريمة يتوفر فيها الحد الأدنى من الضروريات التي تؤمن لهم العيش بكرامة كالاستشفاء، والطبابة، والتعليم، والكهرباء والمياه ..
وتقول إن هناك عدداً كبيراً من ثوار وأهل طرابلس انضموا إلى القوافل التي توجهت إلى بيروت للمشاركة في إعادة ترميم المدينة المنكوبة، مضيفةً " الدولة غائبة، لكن الثوار هنا، ودائما جاهزون لخدمة وطنهم الحبيب".
وتؤكد الغريب لآسيا على استمرار نشاطات الثورة رغم أنف الكارهين "لن نسمح لأحد بالوقوف في وجهنا وعزمنا، بدأنا وسنستمر، بيروت وجعنا وسنبقى متحدين".

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 4