اتصال بهاء الحريري بشيخي العقل.. رسالة سياسية لجنبلاط ؟

يوسف الصايغ – بيروت

2020.08.08 - 01:48
Facebook Share
طباعة

 
احتل التفجير الدامي في مرفأ بيروت ساحة الحدث الأمني والسياسي في لبنان، حيث طغى على ما عداه من تطورات وملفات باتت جميعها بحكم المؤجلة، أمام هول الكارثة التي أصابت لبنان من أقصاه الى أقصاه، وهو ما انعكس تأجيلاً في صدور قرار المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الرئيس رفيق الحريري، الذي كان مقررا في السابع من آب، إلى الثامن عشر منه، ريثما تكون الساحة المحلية استعادت بعضاً من هدوئها.
وقبل وقوع الانفجار في مرفأ بيروت برزت مخاوف من احتمال الاستثمار في قرار المحكمة الدولية لتأجيج الشارع اللبناني، وتحدثت معلومات عن احتمال أن يعمد بهاء الحريري إلى تحريك الشارع، مقابل رسائل طمأنة بعث بها شقيقه سعد مفادها بأن الشارع المستقبلي سيكون مضبوطاً.
في سياق ذي صلة برز اتصال التهنئة بعيد الأضحى والتي قام بهما بهاء الحريري، وتحديداً بشيخي عقل طائفة الموحدين الدورز في لبنان الشيخ نعيم حسن المحسوب على رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط، والشيخ نصرالدين الغريب المحسوب على النائب طلال أرسلان والمعارضة الدرزية التي تضم الوزير السابق وئام وهاب، والنائب السابق فيصل الداوود وشخصيات درزية أخرى متحالفة مع سوريا، فهل أراد بهاء الحريري توجيه رسالة سياسية لجنبلاط من خلال اتصالات التهنئة بشيخي العقل، وذلك رداً على مواقف رئيس الاشتراكي المؤيدة لشقيقه سعد الحريري؟
النائب السابق فادي الأعور يشير في تصريح لوكالة أنباء آسيا إلى أن "الاتصال الذي قام به بهاء الحريري بشيخي العقل الدروز في لبنان، أراد من خلاله أن يعلن أنه على مسافة واحدة من جميع الأفرقاء، وهذا يندرج في سياق البحث عن دور في السياسة عشية الحكم المرتقب صدوره عن الحكمة الدولية (كان سيصدر في 7 آب قبل أن يتم تأجيله إلى 18 آب الجاري بعد الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت)، ويعتبر الأعور أن ذلك بمثابة التمهيد لإطلاق مشروعه السياسي على الساحة المحلية".
وعن إمكانية حصول توتير في الشارع على خلفية الحكم الذي سيصدر بقضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري يستبعد الأعور أن "نشهد مواجهات في الشارع، ويدعو إلى ترقب المرحلة المقبلة وما ستحمله من تطورات على الصعيد السياسي المحلي والإقليمي".
من جهته يلفت رئيس حركة النضال النائب السابق فيصل الداوود في حديث لوكالة أنباء آسيا إلى أن "الغموض يسود حركة بهاء الحريري السياسية ومشروعه في لبنان، ويرى أن الاتصالات التي أجراها بهاء الحريري بالشيخين حسن والغريب تطرح علامة استفهام حول الهدف منها، مؤكداً أن العلاقة بين بهاء الحريري وتركيا تجعل إمكانية العلاقة السياسية مع الفريق الدرزي المتحالف مع سوريا مستبعدة".
وعن احتمال أن تكون خطوة بهاء الحريري رسالة سياسية لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بظل مواقف الأخير المؤيدة للرئيس سعد الحريري، يشير الداوود إلى أن هناك تعددية ضمن الطائفة الدرزية، وربما أراد بهاء الحريري القول بأنه مع الجميع على الساحة الدرزية، ويعتبر الداوود أن لا مفاعيل للمحكمة الدولية على لبنان عند صدور القرار الخاص باغتيال الرئيس رفيق الحريري".
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 10