عميد كلية الطب يحذر من الأسوأ: 150 ألف مصاب بكورونا في دمشق وريفها

زينا عماد الدين _دمشق وكالة أنباء آسيا

2020.08.07 - 02:35
Facebook Share
طباعة

 

 
 
بين القيل والقال ومايُشاع ومايُصرّح عنه، تبقى الأعداد الحقيقية للوفيات بسبب فايروس كورونا غامضة بعض الشيء، خاصةً بعد تضارب التصريحات حتى من داخل الهيكل الطبي نفسه، و امتداد رقعة الإصابات لتشمل كافة المحافظات السورية، في الوقت الذي خففت فيه الحكومة الإجراءات اللازمة للتصدي لفيروس كورونا ورفع الحظر والقيود على كافة الفعاليات الاجتماعية والاقتصادية أسوة بغيرها من الدول.
غضب على "السوشال ميديا"
تناقل ناشطون سوريون على صفحات وسائل التواصل الاجتماعي صوراً لازدحام أمام مكتب دفن الموتى في دمشق، وقدّر البعض أعداد المتوفين بما يقارب ٢٠٠ حالة وفاة.
ولوحظ ارتفاع معدل الوفيات منذ نهاية شهر تموز الماضي، حيث كان معدل الوفيات الطبيعي يقدر بثلاثين وفاة، .. مما أثار موجة خوف وانتقاد لوزارة الصحة التي اتهمها السوريون بإخفاء الأعداد الحقيقية للوفيات الناجمة عن فايروس كورونا covid19.
وأثارت الصورة موجة من التعليقات منها (الناس تموت لعدم وجود أسرة كافية في المستشفيات والمصابين بالكورونا بالمئات في البيوت).
أحد المواطنين يعمل في سوق الحميدية قال ل"آسيا": أصبنا بالتوتر والخوف، فنحن نرى بأعيننا مايحصل، أحد أصدقائي كان يعاني أعراض الكورونا ولم يتم قبوله في المسشفيات لعدم وجود منفسة أوكسجين .. الوضع مخيف، والإصابات التي لم تجري مسحات pcrكثيرة"
سيدة أخرى تعمل موظفة في دائرة حكومية قالت "أرى استهتاراً من السوريين، فمنهم من بدأ بالحديث عن اقتناعه بنظرية مناعة القطيع وأن الجميع سيصاب بالفايروس، في الوقت الذي يعاني القطاع الصحي من قلة الإمكانيات ومحدودية الاستيعاب"..وأضافت: أشتري الكمامة ب٥٠٠ ليرة والمعقم ب ٣٥٠٠ ليرة، أليس من المفترض أن توزع المؤسسات الحكومية الكمامات، أقلها للموظفين والمراجعين بعد قرار منع الدخول لأي مؤسسة بدون كمامة، لماذا الإتجار بسلامة الشعب ؟
بعض الناشطين تناقل تصريحاًمنسوباً لمعاون مدير الصحة في دمشق وريفها أحمد حباس يقدّر فيه عدد الإصابات بفيروس كورونا في دمشق وريفها بأكثر من 110 آلاف إصابة، وذلك في ظل حديث وزارة الصحة حول عجزها عن إجراء الفحوص لأعداد كبيرة بسبب العقوبات الاقتصادية على سورية.
وردا على ذلك، لم تنفِ محافظة دمشق ارتفاع معدل الوفيات، إنما نفت الرقم المذكور، وقالت إن العدد الأعلى للوفيات كان في 29/7/2020، إذ وصل إلى 133 حالة، مشيرةً في بيان لها إلى أن الوفيات شملت حالات وفاة طبيعية، وحالات مشتبه بإصابتها بفيروس كورونا، بالإضافة إلى الحالات المثبتة إصابتها بفيروس كورونا والتي أعلنت عنها وزارة الصحة.
من جهته أكد مصدر في مكتب دفن الموتى في دمشق أن ثمة مبالغات كبيرة فيما يتم تداوله عن أعداد الوفيات بكورونا.
وحول صورة تداولها ناشطون تظهر زحاماً داخل المكتب ومرفقة بمعلومات عن أعداد كبيرة من الوفيات بالفيروس، قال المصدر إن ثمة زيادة في عدد الوفيات، لكن ليس بالشكل الذي يتم تداوله، والأرقام المتداولة مبالغ فيها جدا، والزحام الذي شهده المكتب منذ فترة كان بسبب وجود مرافقين مع كل حالة وفاة.
عميد كلية الطب يكشف الحقائق..
في حديث لوكالة أنباء آسيا، أكد عميد كلية الطب البشري في جامعة دمشق د. نبوغ العوا أن "كورونا" دخل في مرحلة الانتشار الواسع ، في دمشق مضيفا أن عدد المصابين كثير جدا.
مضيفاً "هناك إلى جانب الأعداد المصرح بها من وزارة الصحة ( المأخوذ من عدد المراجعين للمشافي العامة ) هناك أعدادا ً أكثر تتابع حجرها ومعالجتها في منازلها. وتوقع العوا أن عدد المصابين في دمشق وريفها يصل إلى 150 ألف أو أكثر !
وأكد العوا أنه بحسب تقرير منظمة الصحة العالمية ، ستستمر هذه الموجة حتى شهر أيلول، مشيرا إلى "احتمال ازدياد عدد المصابين في آب الحالي
وحتى شهر أيلول، لنترقب المزيد من الإصابات والوفيّات .. مع الأسف"
ورأى العوا أن استخفاف الكثير من المواطنين ، وعدم التزامهم بالقواعد الأساسية والاحترازية، من التباعد الاجتماعي، وارتداء الكمامة ( وهذا واجب أساسي على الجميع )، وغسل اليدين، وعدم ارتياد الأماكن المغلقة، سبب رئيسي في انتشار الفايروس.
أما إذا التزم الجميع بهذه القواعد، وبالأخص ( ارتداء الكمامة )، فسوف تنقص نسبة انتشار الڤيروس، وبالتالي ستنخفض نسبة الوفيات به، كما يؤكد العوا .
وكان عميد كلية الطب د. نبوغ العوا صرح منذ أيام بأن المشافي قد امتلأت بالمصابين، في وقت تؤكد فيه الوزارة أن البلاد هي أقل دول العالم انتشاراً للفيروس ليصل العدد إلى ٩٩٩ مصاباً إلى اليوم.
وحسب العوا "تسببت تصريحات وزارة الصحة بسرعة تفشي الوباء في سوريا من دون قيود، وإلى انفجار هائل بعدد الإصابات"
وفي آخر تصريحات وزارة الصحة فإن عدد الإصابات وصل إلى ما يقارب الألف إصابة متوزعة في المحافظات.
وتحتل دمشق المرتبة الأولى في حين تأتي ريف دمشق بعدها، وحلب بالمرتبة الثالثة من حيث عدد الإصابات واللاذقية بدأ مؤشر الإصابات بالارتفاع فيها إلى حد الخطر، ما أسفر عنه قرارا حكوميا بمنع الحفلات وإغلاق الملاهي والمنشآت الرياضية، ولايوجد أعداد تقريبية لأن العديد من الحالات حجرت نفسها في المنازل، فيما تزداد العدوى بشكل تصاعدي وكبير .
 
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 3