ليس آخرها انفجار بيروت .. أحداث وكوارث وأوبئة تجعل 2020 الأقسى على البشرية

سامي شحرور - وكالة انباء اسيا

2020.08.06 - 07:15
Facebook Share
طباعة

 حمل عام 2020 معه أكثر الأحداث قسوةً ورعباً، أحداث ستبقى عالقة في ذهن البشرية لعقود وربما قرون قادمة.

ليس السبب الوحيد هو ما أعلنه صندوق النقد الدولي من أن الاقتصاد العالمي في عام 2020، هو الأسوأ منذ الكساد العظيم في الثلاثينيات، ولا الحروب والمجاعات المتفشية في أكثر من بقعة في هذا العالم، بل في تفشي فيروس كورونا الذي يجتاح العالم، والذي أدى إلى انهيار أنظمة الرعاية الصحية وكشف عن عدم قدرة هذه المؤسسات على مقاومة الوباء. بالإضافة إلى تأثير التباعد الاجتماعي على أهم السمات البشرية المكتسبة منذ القدم، وغيرها من المجالات التي تواجه أزمات صعبة قد يتواصل تأثيرها إلى سنوات مقبلة.

لكن قبل هذا ومعه وبعده، يعترف المراقبون ، وحتى الناس العاديين بأن هذا العام قد يكون الأسوأ منذ عقود، فماذا حصل في هذا العام، قبل حتى أن ينتهي؟

حرائق أستراليا

لم يكن الشهر الأول من 2020 قد انتهى بعد، عندما وقعت حرائق مهولة في الغابات الأسترالية، فقد أُحرق ما يقرب من 10.7 مليون هكتار (107 آلاف كيلومتر مربع)، ودمَّرت الحرائق أكثر من 5900 مبنى (بما في ذلك 2204 منازل) وقتلت 8 أشخاص، فضلاً عن الحيوانات التي قُتلت حرقاً أو شُرّدت من ملاجئها، إذ قُدر أن قرابة نصف بليون حيوان قد تأثرت بالحرائق.
وفي حين أن تلك الحرائق قد بدأت فعلاً في شهر ديسمبر/كانون الأول 2019، إلا أنها بلغت ذروتها في نهاية الشهر الأول من 2020، ويرجح أن التغيّر المناخي هو السبب وراء تلك الحرائق، فقد ارتفعت درجات الحرارة إلى مستويات غير مسبوقة.

وبالرغم من أن الحرائق تلك قد وقعت في أستراليا، فإنها أثّرت على العالم بأكمله، فقد أطلقت الحرائق حوالي 250 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، وفقاً لمركز غودار لرحلات الفضاء في ناسا، كما أن صور الحيوانات المشردة أحدثت تفاعلاً عالمياً ضخماً على مواقع التواصل الاجتماعي.

تفشي جائحة كورونا

لم يكد العالم يتنفس الصعداء بعد خمود حرائق أستراليا، حتى باغتته الضربة القاضية القادمة من الصين؛ كورونا.
وبالرغم من أن المرض بدأ في التفشي فعلياً، في شهر ديسمبر/كانون الأول 2019، في مدينة ووهان الصينية، فإنه لم يُعتبر جائحة عالمية حتى الشهر الثالث من 2020.

وما إن وصلنا إلى آخر يوليو/تموز 2020، حتى تم الإبلاغ عن أكثر من 17 مليون إصابة بكوفيد-19، في أكثر من 188 دولةً ومنطقة، تتضمن أكثر من 667 ألف حالة وفاة، وبالتأكيد تم فرض حجر صحي كامل التزم فيه أغلب سكان العالم منازلهم كإجراء وقائي من المرض.
وقد سبَّبت جائحة كورونا أضراراً اجتماعية واقتصادية عالمية بالغة، كان من ضمنها وقوع أضخم ركود اقتصادي عالمي منذ الكساد الكبير، بالإضافة إلى تأجيل الأحداث الرياضية والدينية والسياسية والثقافية، أو إلغائها في العديد من دول العالم.

هذا فضلاً عن النقص الكبير في الإمدادات والمعدات الطبية نتيجة حدوث حالة من هلع الشراء لدى الكثيرين.

كما أغلقت المدارس والجامعات والكليات في 190 دولة، ما أثَّر على نحو 73.5% من الطلاب في العالم.

وما زال العالم يكافح ضد هذا الفيروس المتوحش، دون أن تصل أي من بلدانه الأكثر تقدماً إلى علاج نهائي يوقف عدّاد الموت، فيما لا يتوقع أن يبصر هذا العلاج الشافي النور قبل نهاية هذا العام الأسود.

العنصرية في 2020

يتفق الكثير من المراقبين على أن عام 2020 هو عام العنصرية بامتياز، حيث طفت فيها العنصرية العالمية على السطح بشكل لا يُصدَّق، فقد سبَّب انتشار فيروس كورونا عنصريةً شديدةً ضدَّ الأجانب، خصوصاً الآسيويين في كثير من الدول، كما وقعت العديد من الحوادث العنصرية حول العالم كان أبرزها مقتل الأمريكي جورج فلويد، في 25 مايو/أيار 2020.

فقد قام عناصر من الشرطة الأمريكية، في مدينة منيابولس، باعتقال مواطن ومعاملته بطريقة همجية، لمجرد أنه من أصول إفريقية، إذ تم تثبيته على الأرض بينما جثا فوقه أحد عناصر الشرطة "ديريك تشوفين"، ضاغطاً على رقبته لمنعه من التحرك، لمدة تجاوزت الـ9 دقائق.
ولم يأبه الشرطي لاستغاثات فلويد، الذي كان يستنجد قائلاً: "لا أستطيع أن أتنفس"، وواصل الضغط على رقبته بالرغم من صراخ المارة الذين طلبوا من الشرطي أن يتوقف.

وخلال الدقائق الثلاث الأخيرة توقَّفت حركة فلويد وتباطأ نبضه، ومع ذلك لم يأبه الشرطي وواصل الضغط بركبته حتى فارق فلويد الحياة.
بعد مقتل فلويد، انطلقت المظاهرات والاحتجاجات في منطقة منيابولس سانت بول، وفي باقي المدن الأمريكية، ومن ثم انتقلت إلى العديد من العواصم الأوروبية والعالمية، واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي للمطالبة بالعدالة ومحاسبة الفاعلين.

انفجار بيروت

في حادثة تم تشبيهها بـ"هيروشيما"، وقع انفجار ضخم في مرفأ بيروت، في 4 أغسطس/آب 2020، الأمر الذي أدّى إلى أضرار كبيرة في المرفأ وخسائر بشرية وهلع ساد المدينة بأكملها، نتيجة قوة الانفجار والسحابة الدخانية الضخمة التي سببها، بالإضافة إلى إعلان بيروت مدينة منكوبة.

فقد سجّلت وزارة الصحة اللبنانية مقتل أكثر من 135 شخصاً، وإصابة أكثر من 5000 آخرين، في حين أشارت التقارير إلى أن أعداد المفقودين تجاوزت 80 شخصاً، وأُعلن عن نزوح أكثر من 300 ألف مواطن لبناني بسبب الدمار الذي لحق بمساكنهم، وقدَّر محافظ بيروت الخسائر المادية الناجمة عن الانفجار ما بين 10 إلى 15 مليار دولار أمريكي.

وفي حين لم يتم تحديد سبب الانفجار الفعلي، هناك تكهنات بوجود مواد شديدة الانفجار في المرفأ، كانت مُخزّنة منذ أكثر من 6 سنوات، وقد انفجرت بهذا الشكل المرعب بسبب الإهمال.

ولم تتوقف الكوارث عند هذا الحد، إذ يبدو أن العالم مقبل على مزيد منها، حيث غمرت الفيضانات قرى بأكملها في السودان، فيما ترزح إيران تحت موجة من التفجيرات والحرائق الغامضة، وتواصل الحروب حصد المزيد من الأرواح في سوريا والعراق واليمن وليبيا دون أن تظهر أي مؤشرات عن حلول سياسية قريبة ، مع تزايد احتمالات التصادم بين العديد من القوى كما هو الحال في ليبيا وسوريا.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 8