حروب الجيل الخامس والأمن السيبراني: تبادل في حظر التطبيقات

إعداد - لبنى دالاتي

2020.08.03 - 10:16
Facebook Share
طباعة

 
كتب "هو شي جين" رئيس تحرير صحيفة "غلوبال تايمز" الشعبية في الصين على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، أنه بالرغم من مرور ثلاث سنوات من الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة الأميركية فإن قيمة الاستثمارات الأمريكية في الصين خلال 2019، توازي استثمارات عام 2005 بقيمة 14 مليار دولار سنوي في الصين.
فالصين اليوم تستخدم بذكاء ضعف القوة الأمريكية المتذبذبة مما أدى إلى تطور هائل في اقتصادها خلال العقود الثلاثة الماضية، وكان ذلك بمباركة أمريكية: فبداية أيد الأمريكيون انضمام الصين إلى منظمة التجارة العالمية في عام 2001 واستضافت جامعاتهم العديد من الباحثين الصينيين، كما وضعت الشركات الأمريكية الصين في قلب سلاسل إنتاج الاقتصاد العالمي.
ولكن وتيرة التدهور في العلاقات بين العملاقين الصيني والأمريكي باتت مقلقة اليوم، خاصة وأن التموقع ضد الصين صار محددا أساسيا في الخطاب السياسي الأمريكي سواء لدى الجمهوريين أو الديمقراطيين.
هذا الصراع المحتدم بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين قائم حول تكنولوجيا الاتصالات من الجيل الخامس ويتمحور حول التطور التكنولوجي والتجاري والأمني.
قامت الصين بحجب عدة مواقع الكترونية أمريكية خشية تأثير التفكير الغربي والأمريكي على الشعب الصيني من حيث الاختلاف في نظامي الحكم بين البلدين، واستغنت عن التطبيقات الذكية، مقدمة بدائل عنها كما سمحت لعمالقة التواصل الاجتماعى بوضع قدم لهم ضمن حدوده.
فأنشأت الصين لكل موقع تواصل بديلا له حتى لا تسمح بتدخل من الدول المنتجة والمطورة لهذه البرامج مثل تطبيق"ويتشات" الصيني الذي يتوافق عليه الجميع ويعتبر منصة لكل ما يتعلق بالأخبار والألعاب والمحاسبات البنكية على الإنترنت، ولجأت عدة وسائل إعلام غربية لتدشين صحفات على هذا البرنامج للتواصل مع الشباب الصينى
أما أمريكا فقد فسخت عقود ال5 G للانترنت التي كانت وقعتها مع جمهورية الصين الشعبية، بحجة تجسس بكين على واشنطن، ومنعت إلى حد كبير شركة هواوي من تزويد حكومتها ومقاوليها بأجهزتها بحجة أنها مخاطرة أمنية يمكن أن تعرض أمنها للخطر، ولم تقف هنا بل ضغطت على عدة حكومات أوروبية لحجب انترنت ال5G بحجة التجسس.
أما على الصعيد الدبلوماسي فكانت الولايات المتحدة الأمريكية قد طالبت بإغلاق القنصلية الصينية في هيوستن خلال الأسبوع الفائت، متهمة موظفيها بالتجسس عليها فيما اعتبرت واشنطن أن هذه الخطوة قد اتخذت لحماية الملكية الفكرية الأمريكية.
وكانت قد أعلنت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية أن القنصلية الصينية في هيوستن أغلقت "لحماية الملكية الثقافية الأميركية ومعلومات الأميركيين الخاصة".
وأكدت المتحدثة "مورغان أورتاغوسى هامش" عقب زيارة وزير الخارجية "مايك بومبيو" إلى كوبنهاغن قائلة" تنص اتفاقية فيينا أن على دبلوماسيي الدول احترام قوانين ونظم البلد المضيف، ومن واجبهم عدم التدخل في الشؤون الداخلية لذلك البلد".
وقد صدر هذا القرار بعد أن نبه مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي "أف بي آي" ووكالة الأمن الإلكتروني وأمن البنى التحتية في بيان، الباحثين الأمريكيين إلى أن قراصنة تدعمهم "جمهورية الصين الشعبية" كانوا قد قاموا بسرقة أبحاث وملكيات فكرية على صلة بعلاجات لكوفيد-19 ولقاحات له مما أدى إلى انتشار الفيروس وتوسعه عالميا.
ولم تتتوقف الصين في اصدار الإنتاجات، بل استمرت في العمل على التطور التكنولوجي مطلقة تطبيقات جديدة وشهيرة آخرها  تطبيق ال"تيك توك" حتى باتت اليوم من المصدرين عالميا له وأصبح هذا التطبيق الأكثر انتشارا ورواجا على وسائل التواصل الاجتماعي
فما كان من الرئيس الأمريكي ترامب المعروف عنه بأنه يطالب دائما بالحريات والانفتاح وينتقد الصين لاتخاذها قرارات حجب التطبيقات الأمريكية المتكررة، إلا قام بحظر تطبيق "التيك توك" الصيني في أمريكا اليوم، والسبب الرئيسي لهذا القرار على حد قوله، أن واشنطن تتهم بكين بالتجسس عليها عن طريق استخدامها هذا التطبيق.
نجحت أمريكا في ربط موضوع حظر المنتوجات التكنولوجية الصينية  بتهمة التجسس، وها هي بريطانيا تحذو حذوها إضافة إلى أستراليا والهند مبررين ذلك بأن الصين متهمة بالخرق الأمني للعديد من الدول.
فهل من الممكن أن يكون قرار حظر ال"تيك توك" الصيني سببه أن الانتخابات الأمريكية  باتت قريبة، وهل من الممكن أن يكون الرئيس ترامب يخشى من تدخل صيني عبر وسائل التواصل الاجتماعي للتأثير على رأي الناخبين في الولايات المتحدة الأمريكية؟
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 1