ألفا سائح يومياً : لبنان يعوّل على المغتربين لإنقاذ السياحة

ريان فهيم _ بيروت وكالة أنباء آسيا

2020.07.31 - 01:41
Facebook Share
طباعة

 لعل القطاع السياحي في لبنان كان من أكثر القطاعات التي أصابها الضرر جراء الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد عقب ثورة السابع عشر من تشرين الأول الماضي، ولاحقاً بفعل جائحة كورونا التي جاءت على ما تبقى من أمل في إمكانية انتعاش هذا القطاع الحيوي.

وليس من المبالغة بشيء إن قلنا بأن القطاع السياحي مثّل لعقود أحد أهم ركائز الاقتصاد اللبناني، والذي تعتمد عليه خزينة الدولة، إذ يساهم بحسب بيانات رسمية بدخل يتراوح بين ٢٠٪؜ إلى ٢٥٪؜ من الناتج المحلي اللبناني، ويؤمن فرص عمل لنحو ٢٥٪؜ من اليد العاملة اللبنانية، غير أنه تراجع في السنوات الأخيرة إلى حدود ١٩٪؜ .

ومن نتائج الأزمة التي يعانيها قطاع السياحة، ما نشهده اليوم من سعي بعض الفنادق والمطاعم للإقفال الجزئي بسبب تداعيات كورونا، ناهيك عن خفض رواتب العاملين في القطاع السياحي بنسبة وصلت إلى ٥٠٪؜ .

وبحسب مصادر "وكالة أنباء آسيا"، تم تسريح أكثر من ٣٠ ألف موظف من العاملين في السياحة المسجلين رسمياً، من أصل ١٦٠ ألفا، وأثّرت الأزمة بشكل كبير على نحو ١٥٠ ألفا من العاملين.

"إن الضربات التي تلّقاها القطاع السياحي بشكلٍ متتالٍ لم تكن سهلة، سواء عبر التجاذبات السياسية وانعكاسها على علاقات لبنان الخارجية ودول الجوار، أو عبر الوضع الإقتصادي الذي أثّر بشكل كامل على القطاعات كافة، خصوصاً بعد ثورة ١٧ تشرين" بحسب ما يقول عضو لجنة التدابير الوقائية من فيروس كورونا، مدير مكتب وزير السياحة مازن بو درغم لوكالة أنباء آسيا. لافتاً إلى أن " القطاع السياحي أدخل ٦ مليارات دولار إلى خزينة الدولة عام ٢٠١٩، وهذا إن كان يدل على شيء فإنما يدل على غنى وتنوّع لبنان المعروف بطبيعته الخلاّبة ومناطقه السياحية التي تستقطب السيّاح من كافة بلدان العالم".

ويشير بو درغم إلى أنه "تم التواصل مع اختصاصيين اقتصاديين من ٢٩ دولة للبحث عن طرق لإنعاش السياحة في لبنان، ونحن نتطلع معاً إلى تنفيذ توصيات عملية من شأنها تسريع التعافي من الآثار السلبية على القطاع السياحي، القطاع الأكثر تضرراً بسبب جائحة الكورونا".

ويضيف "إن لبنان استطاع تحقيق نجاح باهر من خلال سيطرته على الفيروس والحدّ من انتشاره، ونحن من الدول التي فتحت مطارها في ظلّ إغلاق أهم بلدان العالم مطاراتها، وذلك بكفاءة وبشهادة منظمة الصحة العالمية، وبفعل تضافر جهود الحكومة اللبنانية ووعي المواطنين والتزامهم، إلا أن الأمور عادت كما كانت عليها منذ بداية موجة كورونا، فنحن نشدّ على أيدي اللبنانيين ونعود لنقول لهم التزموا بالأساليب الوقائية والتباعد الإجتماعي لكي نجتاز هذه الأزمة معاً".

وعن إمكانية التوجه لإغلاق المطار بعد ارتفاع عدد الإصابات، أكد بو درغم أن "فكرة إقفال المطار بعيدة كل البعد عن التنفيذ، لأننا بصدد التشديد على وعي المقيمين وحثّهم على ضرورة الالتفات للحفاظ على أنفسهم، لكي ننجح مرة أخرى في اجتياز هذه المرحلة".

وحول عدد السيٌاح القادمين إلى لبنان في هذه الظروف، قال بو درغم "هناك حركة سياحية لا بأس بها، حيث يتم تسجيل دخول حوالي ٢٠٠٠ شخص يومياً، منقسمين إلى جزئين : مغتربون لبنانيون والجزء الآخر أجانب وأغلبهم من دول الجوار كالعراق مثلاً". معتبراً أن "على اللبناني المقيم في الخارج دعم بلده الأمّ عبر زيارته له، الأمر الذي سيساهم في تفعيل العجلة الاقتصادية إلى حدٍ ما حتى لو كان ذلك عبر صرف مئة دولار ".

إذاً، يقول مراقبون إن كل الأنظار في لبنان مصوبةٌ الآن نحو اللبنانيين المغتربين، فهم كانوا دائما اليد التي تمتد لعون الوطن الذي يرى هؤلاء بأنه اليوم في أمسّ الحاجة لهم لإنقاذه من أزمةٍ تسعى جاهدةً لإسقاطه.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 6