في لبنان.. مهن ولدت من رحم "كورونا"

غنوة طعمة _ بيروت وكالة أنباء آسيا

2020.07.30 - 09:40
Facebook Share
طباعة

 واجه العالم في تاريخه أوبئة بعضها أكثر فتكا من فيروس كورونا، وتمكن في النهاية من احتوائها والتغلب عليها، ولكن وباء كوفيد-19 أرخى بظلاله الثقيلة على الاقتصاد العالمي، الذي مني بخسائر فادحة في كل الدول، في سابقة لم تشهدها البشرية سابقا، فدُمرت قطاعات عدة بسببه وأصيبت بالشلل شبه التام.

وعلى طريقة "رب ضارة نافعة"، برزت مع اعتماد دول كثيرة سياسة الحجر المنزلي، مهن جديدة يمكن وصفها بالطفيلية على هامش الحاجة إلى بعض المستلزمات الطبية ذات الصلة بالفيروس مثل الكمامات والقفازات والمعقمات التي باتت موجودة في كل بيت.

وفي لبنان، تعددت المهن الجديدة التي خلفتها إجراءات التعبئة العامة بشكل لافت، فباتت الكمامات كما ذكرنا آنفا من الضروريات وأحيانا إلزامية يعاقب الفرد على عدم ارتدائها، بخاصة في ظل الظروف الصحية المستجدة التي نعيشها، الأمر الذي دفع العديد من الشركات وحتى الأفراد إلى الدخول في مجال تصنيع الكمامات، فأصبحت مهنة جديدة يعتاش منها الكثير.

ولم تقتصر الأمور فقط على إنتاج الكمامات، بل أصبحت هذه الشركات تبتكر أقنعة لموظفيها تحمل شعارا خاصا بها.

وتوجه العديد من الأفراد وأصحاب هذه المهنة المستجدة، إلى تلبية أذواق ومتطلبات الزبائن من خلال ابتكار أشكال عديدة ومميزة تتم طباعتها على الأقنعة، وأصبحت العديد من الكمامات رائجة في الحفلات والنوادي الرياضية.

يقول الشاب مروان أبو فيصل إنه دخل عالم إنتاج الكمامات المطبوعة، وإن جائحة كورونا على الرغم من كل سيئاتها انعكست عليه وعلى البعض ممن يعملون في هذا المجال بطريقة إيجابية، فاستطاعوا جمع أموال لا بأس بها من هذه التجارة المستجدة.

من جهة أخرى، اتجه البعض إلى إنتاج كمامات مصنوعة من القماش، بحيث يتم غسلها في المنزل واستخدامها مجددا، وذلك تلافيا لنفقات جديدة في ظل الضائقة المالية التي يعانيها اللبنانيون.

ومن المهن التي بات لها حضور لافت، إنتاج المعقمات التي تستخدم للوقاية من فيروس كورونا وتطهير الأيدي والسطوح، وإضافة إلى الشركات التي تتعاطى إنتاج هذه المعقمات، برز لجوء العديد من الأفراد لإنتاج هذه المواد في منازلهم بأسعار تنافسية، بحيث باتت مهنة جديدة لهم في ظل انتشار البطالة في أوساط اللبنانيين.

تقول نور صوايا في هذا الشأن: "ننتج يوميا العديد من أصناف المعقمات ووسائل الوقاية من الفيروس، ولأكون صريحة، هذه الأزمة أفادتني كربة منزل لأعيل عائلتي وزوجي الذي أصبح من دون عمل".

كما أدى فيروس كورونا إلى بروز مهنة جديدة، وهي مراقبة حرارة الزبائن، ففي كل مرة يذهب الفرد إلى السوبر ماركت أو يدخل متجرًا، يعترضه موظف عند الباب حاملا جهازا صغيرا لقياس الحرارة.

ويبدو أن هذه الخطوة أصبحت طبيعية جدا بالنسبة للجميع، واللافت هنا أن العديد من الشركات أصبحت تستقدم موظفين ليتولوا فقط أخذ حرارة الزبائن عبر أجهزة يدوية.

الإجراءات الحكومية لمواجهة الوباء المستجد فرضت كذلك إقفال المطاعم والمقاهي والأسواق التجارية، باستثناء تلبية طلبات الزبائن عبر خدمة "الديلفيري"، المهنة التي ازدهرت بشكل ملحوظ بعد اشتراط الحجر المنزلي للزبائن.
وفي مكالمة مع غازي أحمد، مدير مطعم الكرم في بيروت، قال إن "تفشي هذا الوباء دفع بالمؤسسة إلى توظيف 20 شابا إضافيا في خدمة "الديليفري" لتلبية طلبات الزبائن بفعل الحجر".

وفي سياق متصل، يرى الخبير الإقتصادي يحيى دبوس أن "مخاطر فيروس كورونا على الصعيد الاقتصادي أكبر بكثير من مخاطره على الصحة العامة، ويؤكد دبوس في تصريحات لوكالة أنباء آسيا أنه في ظل استمرار هذا الوباء نجد أن العديد من الأفراد والشركات لجؤوا إلى التسويق الإلكتروني لمنتجاتهم الخاصة بالفيروس كالكمامات والمعقمات، خاصة بسبب التباعد الاجتماعي الذي فرضته التعبئة العامة لمنع التزاحم في الأسواق، موضحًا أن الوقت الحالي يعد الأنسب لإنشاء مشروع تسويق الكتروني مربح ، هذا لأن التسويق الالكتروني يؤمن الحصول على المطلبات عبر خدمة "الديليفري" تفاديا للإحتكاك المباشر".

في الختام، يصح القول إن مقولة "مصائب قوم عند قوم فوائد" ترجمت بوضوح في لبنان، حيث ومع تفاقم الوضع الصحي، حقق البعض أرباحاً طائلة من وراء انتشار هذا الوباء.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 5