سيناريو الرد الايراني على هجوم نطنز بحسب خبراء غربيين

كتب د. علي جمعة

2020.07.14 - 11:34
Facebook Share
طباعة

 شهدت إيران انفجارات واختراقات متتالية خلال الاسابيع الماضية أصابت منشآت عسكريَّة ونوويَّة وصناعيَّة، آخرها اندلاع حريق في مبنى بمنشأة نطنز النووَّية، والتي تُعتبر محور برنامج تخصيب اليورانيوم في إيران، وقالت السلطات إنَّ الهجوم تسبب بأضرار جسيمة.

وتقع نطنز على بعد 250 كيلومترًا جنوبي العاصمة طهران، وتُعد أحد أهم مواقع إيران النوويَّة، وأكبر منشأة لتخصيب اليورانيوم، وكشفت عنها إيران للمرة الأولى العام 2002م، للوكالة الدوليَّة للطاقة الذريَّة.
.
هل استهدفت اسرائيل ناتانز؟؟

نقلت هيئة البث الرسمية الإسرائيليَّة "كان 11" عن مصدر عسكري إسرائيلي أن التفجير في مفاعل نطنز النووي الإيراني، جزء من مساعي إحباط البرنامج النووي الإيراني" ، وأن الحديث يدور عن "تأخير في البرنامج النووي الإيراني، لكن ليس لفترة طويلة فلدى إيران 1700 كيلوغرام من اليورانيوم المخصّب، وهي كمية لم تكن موجودة عندها من قبل وهذا قرّبها من العتبة النووية أشهرًا".

بدوره قال "يعقوب عميدرور"، الجنرال المتقاعد والمستشار السابق للأمن القومي لرئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو"، لـوكالة RFE / RL: "لدى العديد من البلدان مصلحة واضحة في تأخير المشروع العسكري النووي الإيراني، وإسرائيل واحدة منها".

وبغض النظر عما يقوله الاسرائيليون علنا فإن العمل ضد ايران يتم عبر تنسيق أمني واسع معروف لكل المهتمين بالشأن الايراني، و يشمل جهدا استخباريا اميركيا اسرائيليا سعوديا اماراتيا اوروبيا وكذا تشارك فيه دول مجاورة لإيران مثل تركيا وأذربيجان لعضوية الاولى في حلف الاطلسي وللتحالف الامني الواسع بين الثانية وبين اسرائيل .

سيناريوهات الرد الإيراني

رئيس معهد الأمن القومي الإسرائيلي "عاموس يدلين" قال : "إن إمكانيَّة الرد الإيراني ستكون عن طريق ضربة صاروخية من سورية أو هجوم من وراء البحار".

وعن سيناريوهات الرد تحدَّثت صحيفة "سياتيل تايمز" أن إيران تحدثت قليلاً عن استهداف نطنز، إلا أنَّ المسؤولين الغربيين يتوقعون نوعًا من الانتقام، ربما ضد القوات الأمريكيَّة أو القوات المتحالفة معها في العراق، وربما تجديد للهجمات الإلكترونيَّة، التي استهدفت سابقاً المؤسسات الماليَّة الأمريكيَّة، و"كازينو لاس فيغاس" الرئيسي، أو نظام إمدادات المياه في إسرائيل، والذي تعتبره "البنية التحتيَّة الحيويَّة" فيها، وبالتالي أمام ذلك تتعدد سيناريوهات الرد الإيراني ويمكن الحديث عنها بما يلي:

1. السيناريو الأوَّل: "استهداف القوات الأمريكيّة في العراق" "الرد الخشن":
خلصت دراسة أجراها "معهد العلوم والأمن الدولي" أنَّه على الرغم من أنَّ الانفجار "لا يقضي على قدرة إيران على نشر أجهزة طرد مركزي متطوِّرة"، إلا أنَّه "انتكاسة كبيرة" ستكلف إيران سنوات من التطور، وبالتالي فإن الرد على هذا الهجوم محتوم، لكن الآليَّة ربما ستكون مختلفة، وتقول صحيفة "إنديانا إكسبرس" حتى الآن، رد فعل إيران على حادثة نطنز خافتاً وضعيفاً، رغم تصريح مسؤولون إيرانيون أنَّه في الوقت المناسب سيكون هناك عواقب، فيما إذا "ثبت من هو وراء التخريب"، وقالت الصحيفة أنَّ المسؤولين الغربيِّين يتوقَّعون نوعاً من الانتقام من إيران على التفجير، الذي قد يكون "عبر استهداف القوات الأميركيَّة في العراق"، حيث تحدثت وكالة تسنيم للأنباء نقلاً عن مسؤولين إيرانيِّين: "حاولت إيران _حتى الآن_ منع الأزمات المتفاقمة وتشكيل ظروف و أوضاع لا يمكن التنبؤ بها، لكن عبور الخطوط الحمراء لجمهوريَّة إيران الإسلاميَّة من قبل الدول المعاديَّة، وخاصة النظام الصهيوني والولايات المتحدة، يعني أنَّه يجب مراجعة الاستراتيجية"!

2. السيناريو الثاني: "هجمات سيبرانية على مواقع إسرائيليَّة وأمريكيَّة حيويَّة":

كأن يكون الرد عبر هجمات إلكترونيَّة، عبر استهداف مرافق حيويَّة مثل المؤسَّسات الماليَّة الأميركيَّة، أو كما حصل سابقاً نظام إمدادات المياه الإسرائيلي، كما حصل سابقاً، حيث قال رئيس الدفاع المدني غلام رضا جلالي للتلفزيون الحكومي، "إذا ثبت أن بلدنا قد استُهدف بهجوم إلكتروني، فسوف نرد" . ونشر رئيس شعبة الاستخبارات العسكريّة (أمان) سابقاً في جيش الاحتلال، عاموس يادلين، تغريدةً على "تويتر"، قال فيها: "إنّه إذا تمّ اتّهام إسرائيل بالمسؤولية عن الأحداث الأخيرة في إيران، يتعيّن على الدولة العبريّة أن تكون جاهزة من الناحية العملياتيّة لإمكانيات الردّ الإيراني، الذي سيكون: هجوماً سبرانياً واسع النطاق.

بدوره علّق ألون بن ديفيد، المراسل العسكري "للقناة ١٣" على الأمر مشيرا إلى حذر في إسرائيل من الرد الإيراني، وأنَّ التفجير "أدّى إلى ضرر كبير للبرنامج النووي الإيراني" وحذّر من أن الاستعداد لا يجب أن يكون لرد إيراني ميداني أو عسكري عبر إطلاق الصواريخ ، "إنما لردّ إيراني سيبراني".

3. السيناريو الثالث: "رد فعل على منشآت إسرائيل النوويَّة" علني أو سري:

كتب "مدير معهد واشنطن" ومقره الولايات المتَّحدة أنَّ الانفجار الذي وقع في منشأة نطنز استهدف أجهزة طرد مركزي متطوِّرة، تعمل عبره طهران لإنتاج ما يكفي من المواد الانشطاريَّة لصنع قنبلة نوويَّة، وقال "سيمون هندرسون"، من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى" إن الهجوم استهدف مصنع تجميع أجهزة الطرد المركزي فوق الأرض في منشأة أخرى تحت الأرض". محذراً في تقريره على موقع "The Hill", أنَّ إيران قد تنتقم من الاعتداء المزعوم على برنامجها النووي، بهجوم على البرنامج النووي الإسرائيلي، وأكَّد أنَّ الخطر هو أن تفكر طهران في رد فعل" نووي على مفاعل ديمونة في جنوب إسرائيل".

4. السيناريو الرابع: استهداف القوات الأمريكيَّة في الخليج براً أو بحراً:

حيث يمكن لإيران شن هجمات غير مباشرة يمكن إنكارها، وتكون محدودة داخل منطقة الخليج، دون فرض تصعيد كبير أو تعطيل النقل البحري فيه بشكل كبير، وأشارت مواقع غربية أنَّه في هذا السيناريو "يتصاعد التصعيد"، لكنه لا يزال بعيدًا عن الحرب الشاملة، وربما يشمل هجمات غير المباشرة ضد أهداف في المملكة العربيَّة السعوديَّة أو الإمارات العربيَّة المتَّحدة.

6. السيناريو السادس: "تسريع العمل الإيراني ببرنامجها النووي":

حيث رجحت صحيفة "جيورزاليم بوست" تسارع إيران العمل ببرنامجها النووي، كرد على استهداف نطنز، وربما يكون هذا السيناريو مرتبط برفع الحظر على الأسلحة المفروض على إيران، وربما أيضاً مرتبطا "بالورقة المتبقية" التي تعمل عليها إيران ربما، وهي الانتخابات الرئاسيَّة الأميركيَّة في نوفمبر المقبل.

7. السيناريو السابع: "هجوم وكلاء طهران في المنطقة على قواعد أمريكية, أو أهداف إسرائيلية":

وحسب تقارير إسرائيلية وغربيَّة، أنًّه من الممكن أن تشن إيران حرب بالوكالة على الأرض وبأشكال مختلفة من خلال إلغاء آليَّات الردع المتبادل بين إسرائيل وحزب الله، المتبعة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية منذ عام 2006م، وتوجيه ضربات مختلفة من قبل حزب الله، وهو سيناريو قائم خاصة مع الأزمات التي تواجهها لبنان، فيكون خلاصاً آخر لهم.

ومن الممكن أيضاً أن تقوم بعض الجماعات الموالية لإيران في قطاع غزة بمهاجمة إسرائيل، خاصة مع إعلان نتياهو خطة لضم الأراضي، أو هجوم من قبل القوات الموالية لطهران في الأراضي السورية، ضد أهداف إسرائيليَّة، أو استهداف القواعد الأمريكيَّة في المنطقة.

8. السيناريو الثامن: "استهداف سفارات أو أفراد لقواعد أمريكية, أو قنصليات إسرائيليَّة:

وربما هجمات بالوكالة على أفراد وسفارات وقواعد أمريكيَّة في المنطقة، ومن المحتمل أن تدفع إيران حلفائها للانضمام إلى الرد.

وأفادت القناة 12 أيضًا أن "الموساد" أحبط مؤخرًا خططًا شنَّت أو "حاولت شن" هجمات بإملائات إيرانيَّة، على بعثات دبلوماسيَّة إسرائيليَّة في أوروبا.


Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 10