مصير العام الدراسي مازال "معلّقاً".. والأهالي متخوفون من كل الاحتمالات

غنوة طعمة _ وكالة أنباء آسيا

2020.07.14 - 07:37
Facebook Share
طباعة

 يرخي فيروس "كورونا" بظلاله الثقيلة على القطاع التعليمي في لبنان، بعد أن ساهم حتى الآن في تقييد حركة اللبنانيين، وانهيار كبير في قطاع السياحة، وتوقف العديد من القطاعات الإنتاجية.   قطاع التعليم اعتمد خلال فترة الحجر سياسة "التعلم عن بعد" من خلال إعطاء دروس "أون لاين"، الأمر الذي انعكس على الأهالي والمدارس في آن واحد، بحيث لم يبادر العديد من الأهالي إلى تسديد الأقساط المتبقية بسبب الأزمة المالية المستجدة وأزمة الدولار، وأيضا لعدم قناعتهم بجدوى هذا الأسلوب التعليمي.  هذا الواقع يدفع إلى التساؤل حول مصير العام الدراسي المقبل في ظل استمرار تداعيات وباء كورونا التي لا يبدو أن هناك أفقا لانتهائها قريبا. تقول نجوى طعمة، مديرة مدرسة العلامة الدكتور صبحي الصالح الرسمية المتوسطة المختلطة في هذا الشأن، إن وزارة التربية حتى الآن لم تصدر أي تعميم في هذا الموضوع ولكنها دون شك تدرس كيفية التخطيط لإعادة فتح المدارس والتوقيت المناسب لذلك حرصا على سلامة الطلاب، وخوفا من انتشار الوباء . كما ويجري النظر في الفوائد والأخطار المتأتية عن استئناف التعليم في هذه الظروف الصعبة وإذا ما كانت المدارس سوف تفتح أبوابها مجددا أو تلجأ إلى التعليم عن بعد.  وأضافت عند سؤالها عن رأيها عن التعلم عن بعد بالنسبة للمدارس الرسمية، أن بعض الطلاب واجهوا مشاكل عديدة، إذ لم يتمكنوا من المتابعة لأن أغلبيتهم كانوا يتعلمون من خلال هواتف أهاليهم الذين كانوا يتواجدون خلال وقت التعليم في أشغالهم، وبالتالي لم يلتزم الجميع بأوقات الحصص، فضلا عن مشكلة انقطاع التيار الكهربائي المستمر.  من جهتها، تقول المسؤولة عن قسم الروضات في كلية خديجة الكبرى، أمل التنير إن إعادة فتح المدارس سوف تستجيب إلى كل التعليمات الأكاديمية التي ستقررها وزارة التربية، إلى جانب التعليمات الصحية التي ستفرضها وزارة الصحة، وذلك لحماية الطلاب والموظفين والمعلمين والأهالي.  وأشارت إلى أن هناك حديثا يجري عن إجراءات عملية ستتخذها المدارس في حال فتحت أبوابها من جديد، وهي اعتماد مبدأ التدرج في بدء الدوام الدراسي ونهايته، بحيث يبدأ وينتهي في أوقات محددة لمجموعات مختلفة من الطلاب، وعدم الاختلاط في أوقات تناول الوجبات. كما وسيتم تقليص عدد الطلاب في الصفوف إلى الحد المطلوب، مع مراعاة وسائل الحماية وأهمها لبس الكمامات والتعقيم.  وترى المرشدة الإجتماعية لانا قصقص أن أكثرية الطلاب أظهروا السنة الماضية مدى رغبتهم في مواصلة التعليم، خاصة وأنهم واظبوا على متابعة دروسهم في ظل الظروف الصحية الصعبة. وتطرقت هنا إلى أهمية توعية الأهالي في دعم أولادهم، وهو الأمر الذي يحتاجه الطلاب للاستمرار في التعليم وعدم اليأس مما وصلت إليه الأمور.  وحول رأيها بأسلوب التعليم عن بعد، أكدت الخبيرة قصقص أن أطفالا عديدين سوف يحتاجون لمساعدة إضافية ومكثفة إذا أعادت المدارس فتح أبوابها، لأن التعليم عن بعد ليس بالجودة نفسها للتعليم المباشر، لذا ولمساعدة الطلاب لوضعهم على المسار التعليمي الصحيح، على المدارس أن تقوم بدورات لمراجعة الدروس السابقة، وتقديم دروس تعويضية وبرامج تعليمية مكثفة بَعد انتهاء اليوم الدراسي، أو حتى إعطاء الطلاب وظائف تكميلية لإنجازها في المنازل.   وعن الجانب النفسي للطلاب، تقول قصقص، إنه يفترض على المدارس أن تؤمن جوا داعما للطلاب بعد عودتهم إلى الصفوف من أجل تبديد المشاعر السلبية لديهم، إضافة إلى الإصغاء المطلوب من المعلمات لحل مشاكلهم إذا وجدت، خاصة وأنهم تعودوا على البقاء في المنازل طيلة الفترة الماضية دون وجود أي التزام وبغياب القوانين. الأهالي لديهم رأي آخر، حيث عبّرت إحدى الأمهات (نوال فتوح) عن خوفها الشديد من عودة ولديها إلى المدرسة في ظل هذه الأوضاع الصحية، وأكدت أنه لا ينبغي أن تفتح المدارس أبوابها من جديد إلا عندما تكون آمنة 100% للطلاب من أجل سلامتهم، وعند سؤالها عن التعليم عن بعد أعربت عن خشيتها ألا يستفيد الطلاب بتاتا من هذا الأسلوب التعليمي الجديد خاصة في ظل الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي.  أما حلا الربعة فأكدت أنها مستعدة لمساندة أطفالها إذا ما استمر التعليم عن بعد بسبب الوباء، ولكن ما يقلقها هو الوضع الاقتصادي الخانق في البلاد، فهي متخوفة من عدم تمكنها من دفع الأقساط، وبالتالي اضطرارها لنقل أولادها إلى مدارس أقل كلفة، والنتائج النفسية التي ستنعكس على أطفالها بسبب هذه الخطوة.  وما بين من يطالب بفتح المدارس أبوابها مع اتخاذ إجراءات احترازية ووقائية عالية، ومن يرفض إعادة فتح المدارس أمام التلاميذ لاستحالة تقيدهم بالإجراءات الصحية المطلوبة، يبقى العام الدراسي المبقل في مهب قرارات وزارة التربية وإدارات المدارس الخاصة.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 7