أطباء الأسنان في لبنان.. ضربتان على الرأس .. ولا مٌنقذ

لبنى دالاتي _ وكالة أنباء آسيا

2020.07.13 - 07:55
Facebook Share
طباعة

 يواجه أطباء الأسنان في لبنان أسوأ أزمة في مهنتهم التي كانت قد تلقت الضربة الأولى عقب الأزمة الاقتصادية والمالية التي تشهدها البلاد منذ تشرين الأول الماضي، ولتكمل عليها أزمة "كورونا" فتصيبها بما يشبه الشلل وتجبر العديد من العيادات على التوقف القسري المحتم.

واليوم، يجد أطباء الأسنان أنفسهم معرضين للجوع كما يقولون, فبعد صدور عدة تقارير عالمية تعتبر هذه المهنة من الأكثر تعرضا لاحتمال التقاط العدوى، وبعد أزمة الدولار وانهيار الاقتصاد اللبناني بدأ ناقوس الخطر يدق أبوابهم.
يقول أديب زكريا "طبيب أسنان" لوكالة "آسيا": "بدايةً توجّهنا إلى الإغلاق التام خلال شهر آذار، بسبب تفشي "فيروس كورونا المستجد، فطبيب الأسنان هو الأكثر عرضة للإصابة وذلك بسبب قصر المسافة بين فم المريض والطبيب المعالج".
ويضيف "عاودنا العمل في شهر"إبريل" وذلك بعد أن حصلنا على مساعدة من النقابة، وهي تأمين جزء من المعدات الوقائية اللازمة التي تحمينا من خطر الإصابة بالفيروس".

مستدركاً " إلا أن أزمة ارتفاع الدولار ألقت بثقلها على طبيب الأسنان وجعلته عرضةً للانهيار المهني، وها هي عياداتنا معرضة للإغلاق التام اليوم".

ويوضح زكريا "المستلزمات الطبية ارتفع سعرها بشكل خيالي، وذلك لأنها غير مدعومة من الحكومة. فكان للنقابة، ممثلة بنقيبها وبعض الأطباء, اجتماعات عديدة مع وزير الصحة ورئيس الحكومة للوصول إلى حل أو دعم لهذا القطاع الأساسي, ولكن لم نلق أي جواب إيجابي والرفض كان سيد الموقف".

وختم حديثه قائلا "لا نعرف إلى أين ستصل الأوضاع, فمصير هذه المهنة بات مهددا بالانهيار التام, طرحنا عدة حلول على الدولة, لجأنا إلى إضراب تحذيري يوم الأربعاء من الأسبوع الفائت, ولم نجد من يحاول حل هذه الأزمة، وإذا ما استمر الوضع على حاله فنحن متجهون للتصعيد والإضراب المفتوح"

من جهتها، نقيبة أطباء الأسنان في طرابلس, رلى ديب تقول لوكالة أنباء آسيا إن جميع المستلزمات الطبية الأساسية واللوازم مستوردة من الخارج, وتكلفتها باتت مرتفغة جداً كونها بالدولار أو اليورو. وبالفعل، حاولنا الحصول على عدة عروض بأسعار متوسطة ومقبولة مع عدة شركات، ولكن للأسف لم نحصل على أي اعتماد أو أي مساعدة حقيقية حتى الآن، باستثناء مواد البنج.

وتضيف النقيبة "للأسف، قطاع طب الأسنان لا يلقى أي اهتمام أسوةً بالقطاعات الصحية الأخرى, ورغم ذلك نحن نقوم باجتماعات دائمة ومكثفة مع وزير الصحة الذي يواكبنا على مدار الساعة، ويحاول مساعدتنا في الحصول على الاعتمادات، أما بالنسبة لرئيس الحكومة "حسان دياب " فلم نلق منه إلا الوعود، وليس أمامنا إلا الانتظار ".
وعن الخطوات المستقبلية المتفق عليها تقول "سنقوم باجتماعات مكثفة خلال هذا الأسبوع، مع الدكتور هاشم القاسم، لعله يجد حلولا لهذه الأزمة، ويحاول أن يساعدنا في الحصول على دعم بالتنسيق مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة".

وعن فرضية تعذر إيجاد حلول مرضية تقول "للأسف، سنصل إلى إغلاق دائم لعدد كبير من العيادات الطبية، ونحن يوميا نوقع وبكل أسف على طلبات هجرة لعدة أطباء. لبنان الغني بأطبائه الممتازين، اللامعين والمميزين بدأ يودعهم واحدا تلو الآخر، ونحن نخسر أهم الكفاءات التي لا تعوض، وهذا أمر مرفوض بتاتا".

وتضيف " مهنتنا هدفها الأول إنساني، ونحن بعيدون تماما عن الربح أو تحميل الأعباء على المريض، ولكن إذا لم نلق الدعم المطلوب لا يمكننا الاستمرار".

وتختم حديثها " نخشى وصول مستلزمات طبية مهربة، لا نعرف حقيقة جودتها وإذا ما ستكون فعلا مراقبة من وقبل وزارة الصحة".

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 4