نواب سوريون يتحدثون عن تجربتهم السابقة والقادمة: "أجبروني على الترشح"

لودي علي _وكالة أنباء آسيا

2020.07.06 - 07:11
Facebook Share
طباعة

 يودع عدد من أعضاء مجلس الشعب السوري بعد فترة وجيزة قبة المجلس، بينما يتهيأ قسم كبير منهم لإعادة دخوله من جديد..

كيف يقيّم النواب تجربتهم بتمثيل الشعب في الدورة الحالية؟ وما الذي أعاق عملهم خلال الفترة الماضية؟

هل كان الدور التشريعي الثاني في المجلس مرضياً بالنسبة لهم؟

أجبروني على الترشح

يستعد عضو مجلس الشعب وضاح مراد للخوض في انتخابات المجلس القادمة مرة أخرى كمرشح مستقل عن مدينة حماة، بعد تجربة لم تكن كما كان متوقعا، يقول لوكالة أنباء آسيا، كنت اتخذت قراراً بعدم مشاركتي في الانتخابات إلا أن المواطنين من أهل مدينتي أجبروني على الترشح لدورة أخرى، ورشحت نفسي على أمل أن تتغير المفاهيم خلال الدور التشريعي الثالت وأنا أتمنى ذلك رغم أنني لست واثقاً، حيث أظهر الاستئناس الحزبي أن المشاكل بدأت من جديد.

وعن تجربته يوضح مراد: رغم مداخلات الزملاء النواب ومطالبهم الكثيرة والتي كانت حادة في بعض الأحيان، إلا أنه لم يكن هناك تجاوب من الحكومة أو حتى من إدارة المجلس، لمتابعة ما يتم طرحه، فلم نكن نستطيع الوصول إلى نتيجة.. كنا نحصل على التبريرات فقط، وفي أحس الأحوال تكون المتابعة لذر الرماد في العيون، وفق تعبيره.

وعن رؤيته لتصحيح مسار الدورة القادمة يقول: يجب أن يكون هناك تكتلات وتحالفات بين أعضاء المجلس ممن لديهم رؤية واضحة لحل المشاكل بشكل فعلي وليس بطريقة الترقيع، ومن الضروري أن يشكلوا تكتلا ليضغطوا على الحكومة حتى لو لم تكن راضية، وحتى لو لم يكن هذا التكتل يشكل الأغلبية في المجلس.
موضحاً: القرار البعثي هو المسيطر في المجلس، وقد كان خاطئا في العديد من المواقع، وسياسة الحكومة سواء الاقتصادية أو الاجتماعية أو السياسية تنفذ بتوجيهات من حزب البعث وليس بالضرورة أن تكون هذه التوجيهات صحيحة دائماً، لذا لابد أن يكون هناك تيار يقول، "نحن لسنا ضدكم وأنتم أغلبية المجلس لكن تصويب الخطأ ضرورة ويجب أن نتعاون جميعا على تصويب المسار".

من جانب آخر يؤكد النائب أنه يجب إجبار المجلس على نقل الجلسات كما هي ببث مباشر وأن يسمح بحضور الإعلام، فمن حق الناخب أن يعرف ماذا يقول عضو مجلس الشعب الذي انتخبه تحت قبة المجلس.

مشيراً إلى أن نقل الجلسات بشكل مباشر عبر التلفزيون السوري كان متبعا بداية الدورة إلا أنه توقف بقرار من خارج المجلس.

في الوقت نفسه يؤكد مراد أن هناك جزءا من المسؤولية تقع على عاتق المواطن، فكثير من المواطنين ليس لديهم ثقافة انتخابية، ولو أن الموطنين يوظفون5% من الانتقادات التي يوجهونها في رفع وعيهم الانتخابي والاطلاع على قانون الانتخاب ودستور البلاد واختيار الأقدر على الدفاع عن حق المواطن وتطبيق القانون، لكانوا ساهموا في تحسين عمل المجلس وقدرته على التأثير.

دور تشريعي غير مسبوق

بدوره يشارك النائب محمد خير العكام في الانتخابات القادمة لمجلس الشعب للمرة الثانية كممثل لحزب البعث في دمشق، ويرى حسب اختصاصه كأستاذ في كلية الحقوق بجامعة دمشق، أن المجلس قام بدور مهم لا يشبه الأدوار السابقة فيما يتعلق بالتشريع، حيث قام بتعديل الكثير من القوانين التي وصلت من الحكومة وقام بإعادة الكثير من القوانين التي كان فيها خلل وهذا ما لم تعهده الحكومة سابقا، ولأول مرة كان هناك مراسيم تشريعية يتم تعديلها في مجلس الشعب، وهذا يحسب في الدور التشريعي الحالي.

أما فيما يتعلق بالعملية الرقابية، يقول العكام: قمنا بأدوار مهمة لكن الظروف التي تمر بها سوريا قد لا تُظهر ما يقوم به المجلس سواء من حيث الأسئلة التي قُدمت إلى الوزراء ورئيس الحكومة والتحقيقات والشكاوى التي تم معالجتها وهذا لم يظهر كثيرا.

مضيفاً: أعتقد أن مجلس الشعب كان مظلوما من الناحية الإعلامية، وأتمنى أن يكون هناك بث مباشر للجلسات، وأن يكون هناك ناطق باسم المجلس ليشرح للمواطنين بنهاية كل جلسة ماذا فعلنا.

ويوضح النائب البعثي: واكبنا أنه لم يكن هناك صدى جماهيري وكان هناك بعض العتب من المواطنين على أداء المجلس وأعتقد أن هذا سببه عدم تظهير ما يقوم به المجلس وما هي صلاحياته وفق الدستور.

نواب أساؤوا للمجلس

وفي السياق يقول النائب عن الدورة الحالية مهند الحاج علي والذي كان مرشحا على قوائم البعث للدورة القادمة ثم خرج منها بعد الاستئناس الحزبي، إن الدور التشريعي الثاني تزامن مع أصعب الفترات التي مرت على سوريا سياسيا واقتصاديا وعسكريا.

ورغم ذلك كان للمجلس دورا كبيرا في مواكبة الحكومة السورية من خلال تسليط الضوء على الأخطاء والثغرات وتلافيها وتقديم المقترحات للحكومة من أجل تحسين الوضع المعيشي والاقتصادي، وكان للمجلس دور سياسي كبير من خلال المشاركة بالعديد من المحافل الدولية الشعبية والتواصل مع برلمانات العالم.

ويشير الحاج على إلى أن هناك نواب من خارج كتلة حزب البعث لم يكن دورهم وفق المنشود وأطلوا عدة مرات عبر مواقع التواصل الاجتماعي وصرحوا بتصاريح أساءت لمجلس الشعب.
كما يرى أن انتقال رئاسة المجلس من هدية عباس إلى حمودة الصباغ حسّن وضع المجلس، حيث تم الانتهاء من تحديث النظام الداخلي ثم الانتقال إلى جدول أعمال مكثف لتعويض ما يمكن تعويضه، حيث كان الصباغ أكثر ديناميكية وسرعة في التعامل مع القوانين من رئيسة المجلس التي سبقته.

الشعب لم يكن راضياً

يذكر أن النواب في المجلس تعرضوا لانتقادات واسعة خلال الدورة الحالية حيث اعتبر الكثيرون أنهم لم يكون على قدر المسؤولية بينما أرجع البعض الآخر سبب قلة حيلتهم إلى الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 2