مجموعات ثورة 17 تشرين تنظّم نفسها: الأيام المقبلة حافلة بالمفاجآت والتغيير آتٍ !

كتبَ جورج حايك

2020.07.03 - 05:50
Facebook Share
طباعة

 بعد تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في لبنان وكلام الثوار عن فشل حكومة الرئيس حسان دياب في التخفيف من معاناة الشعب اللبناني، تنشط مجموعات ثورة 17 تشرين في إجراء عملية نقد ذاتي وتبادر إلى تنظيم نفسها لاستعادة زخم الشارع وطرح ورقة سياسية إنقاذية قبل فوات الأوان، علماً أن الأيام المقبلة ستكون حافلة بالمفاجآت، بحسب مصادر هذه المجموعات.


ويقول الدكتور أنطوني الدويهي أحد أبرز الناشطين في الثورة، وهو عضو في مجموعات عديدة: "أخفقت ثورة 17 تشرين لأسباب عديدة أهمها:

أولاً، الثورة المضادة التي قامت بها السلطة الحاكمة عبر خرق مجموعات الثورة وعبر دفع القوى الأمنية إلى ممارسة العنف مع المحتجين.

ثانياً، فشلت الثورة في تقديم برنامج واضح للمواطن اللبناني عن أهداف ومبادئ الثورة والمطالب السياسية، وبالتالي لم تقدم الثورة أي برنامج سياسي كبديل عن الطبقة الحاكمة.


ثالثاً، عانى الثوار من ضغط رجال الأعمال الذين يؤلفون حلقة واحدة مع السلطة وأحزابها، وكثر من الثوار هم موظفون ولديهم التزامات مالية وقروض، مما حرم المواطن من القدرة على المطالبة بحقوقه وأهمها حقوق المواطنة وفقد ثقافة المحاسبة وبات همه أن يؤمّن لقمة عيشه ويتخلص من الأعباء المالية.


رابعاً، تخبطت مجموعات الثورة بالفوضى وعدم التنسيق والأنانية وكان هذا تحدياً كبيراً.

خامساً، أثّرت طبيعة المجتمع اللبناني الذي تغلب عليه النزعة القبائلية المذهبية على الثورة، فكثر يتبعون زعيم القبيلة أو زعيم الحزب وخصوصاً أنه ليس لدينا أحزاب جديدة شبابية تقدم برامج سياسية للوصول إلى الدولة المدنية".


نقد ذاتي

أجرت مجموعات الثورة عملية نقد ذاتي واقتنعت ان الثورة ليست أرضاً ولا تحركات ميدانية فحسب، ويوضح الدويهي:"المواطن في آخر النهار لا يهمه إقفال الطريق وفتحه بمقدار ما يهمه البرنامج السياسي الواضح الذي سينتخب على أساسه هذه المجموعة أو تلك في الانتخابات النيابية المقبلة. لذلك، نظمنا "كونسورتيوم" ضم كل المجموعات الأساسية للاتفاق على برنامج سياسي واحد وأهداف واضحة وورقة سياسية واحدة، مع علمنا أن ثمة تسوية دولية قادمة إلى المنطقة ومن ضمنها لبنان، ومن البديهي أن نكون جاهزين كسلطة بديلة عن سلطة الصيغة اللبنانية ونظام الطائف والطائفية".


وعن فشل تحرك 6 حزيران الفائت في استعادة مشهد 17 تشرين بسبب طرح عنوان سياسي تقسيمي كتطبيق القرارات الدولية في شأن سلاح حزب الله، يقول الدويهي:"نحن لا نستطيع أن نحتكر الثورة، كل مجموعة يمكنها أن ترفع شعاراً معيناً، مع العلم ان الثورة هي ثورة اجتماعية وسياسية وليست معيشية واقتصادية فحسب، الجوع وحده لا يحقق ثورة، نحن نرى أن هناك سلاح خارج إطار الشرعية اللبنانية يحمي الفساد ويشكل غطاءً له. أنا لا أتهم سلاح حزب الله أنه فاسد، هذا السلاح كان للمقاومة وحرر، وهذا حق، لكن المقاومة انتهت في تموز 2006 عند الخط الأزرق سياسياً وعسكرياً، وبالتالي هذا السلاح بات يشكّل خطراً على الكيان اللبناني، ولنا الحق بالتكلم عنه والمطالبة بتطبيق القرارات الدولية بشأنه".


إقفال شامل وورقة سياسية

ماذا تحضر مجموعات الثورة؟ يجيب الدويهي:"سنعود إلى الشارع بقوة لكن بخطوات تنسيقيّة منظّمة، وبدأنا الاتصالات مع النقابات العمالية ونقابات الموظفين وشكّلنا لجنة مصغّرة من المجموعات الثائرة، وسنعمد إلى إقفال تجاري شامل بكل لبنان، تلتزم فيه كل المؤسسات التجارية والشركات لعدة ايام، والتنسيق جار مع بعض الأحزاب المعارضة التي خرجت من السلطة كالقوات اللبنانية والكتائب والتنظيم الشعبي الناصري، وكل من نلتقي معه على نقاط مشتركة ولم يتلوث بملفات الفساد. ونعترف ان شعار "كلن يعني كلن" قد أفشلنا في بعض الأحيان أكثر مما أفادنا".


لكن العودة إلى الشارع لن تكون الخطوة الوحيدة للثورة، إنما ستترافق مع ورقة سياسية موحّدة لكل المجموعات الثائرة، وفي هذا السياق يشير الدويهي:"ستتضمن هذه الورقة عناوين واضحة جداً أهمها استقالة حكومة الرئيس حسان دياب فوراً وتشكيل حكومة مستقلة حيادية مع صلاحيات استثنائية، ومن ضمن هذه الصلاحيات حل مجلس النواب وتأليف لجنة قضائية اقتصادية من المستقلين لإعادة هيكلة القطاع المصرفي والدعوة إلى انتخابات نيابية تليها انتخابات رئاسية بعد طرح الثقة برئيس الجمهورية واقالته لأنه بحسب قانون المجلس النيابي الثلثين زائد واحد يمكنها طرح الثقة بالرئيس. ولدينا أسماء التشكيلة الحكومية البديلة لحكومة دياب".


مخاوف من السلطة

يتخوف الدويهي من "اغتيالات قد تطال أبرز ناشطي الثورة وتركيب ملفات وتفجيرات أمنية، ولا يستبعد أن تقوم السلطة الممثلة بحزب الله والتيار الوطني الحر بإفشال تحركات الثورة لاعتبارات داخلية وإقليمية ودولية وخصوصاً حزب الله الذي لم يعد حزباً على قياس الوطن اللبناني بل هو معد للمواجهات الإقليمية والدولية".


ويختم الدويهي:"لقد وصلنا إلى الانهيار ويبدو أننا ذاهبون إلى جهنم اقتصادي وسياسي واجتماعي، وقد بدأت تتكاثر السرقات وعمليات السطو المسلح، والمؤسف ان الحكومة الحالية تضم أسماء جيدة إلا أنها تعيش في كوكب آخر. متسائلاً: كيف يرضى الدكتور دياب على نفسه أن يمارس النائب جبران باسيل دوره بالدعوة إلى اجتماع وزاري في منزله؟ وكيف تكون الحكومة مستقلة ويقول الوزير غازي وزني إنه يريد العودة إلى مرجعيته السياسية؟!


يختم"التغيير آت إلى البلد بانتظار ما سيحصل في العراق وسوريا".

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 2