كتب عادل شريفي: ظلم قيصر أم عدالة فلويد

خاص - وكالة أنباء آسيا

2020.06.10 - 01:25
Facebook Share
طباعة

 

يرزح السوريون منذ سنوات عشر تحت ركبة السّاسة الأمريكيين الذين يصمّون آذانهم عن سماع صرخات الاستغاثة التي ملأت الكون، ولا من مغيث ولا متعاطف. هذه السّاديّة الأمريكيّة التي تتعامل بها الولايات المتحدة مع جميع من يخالف رؤيتها باتت غير مستغربة طالما أنها تعامل مواطنيها بذات الطّريقة، طبعاً كلّنا نعرف هذه الحقيقة منذ أمد بعيد، إلا أنّ تيّار الدّعاية الأمريكيّة الذي اعتبر أنّ قصف ناغازاكي وهيروشيما بالقنبلة النووية هو انتصار للإنسانيّة كان أقوى من قدرة أي توجّه آخر على العوم. إنّما ما تشهده البشريّة الآن من قدرة هائلة على التّواصل والمتفلّتة إلى حدٍّ كبير من قدرة الدّعاية الأمريكيّة على التّحكم عرّت الوجه القبيح للإدارة الأمريكيّة وأسقطت ورقة التوت الأخيرة عن عورة حماة الدّيموقراطيّة المزعومين. الولايات المتّحدة التي قتلت وشرّدت الملايين بحجّة محاربة الإرهاب والظّلم والديكتاتوريّة تبيّن للعالم كلّه أنها من أشدّ الأنظمة في العالم ديكتاتوريّة وعنصريّة وظلماً. آخر تقليعات الإنسانيّة الأمريكية كان قانون قيصر الجائر، وكأن الاقتصاد السّوري كان متفلّتا من السّطوة الأمريكيّة طوال الأزمة التي لم توفّر الأرواح ولا الأرزاق. ربّما كان لا بدّ لشوفين أن يتقمّص شخصيّة رئيسه ترامب وهو يتجاهل صراخ واستغاثة فلويد حتّى يصل احتقان العالم ضد الظلم أوجه، وتتفعّل أنظمة التوازن الكونيّة المتمثلّة بالمقولة التراثية "كل شيء يزيد عن حده ينقلب ضده" فتصبح سياسة الإدارة الأمريكيّة شتيمة على لسان الجميع. الأيّام القامة حبلى بالأحداث، وكلّ الاحتمالات قائمة وأكثرها تفاؤلاً يبشّر بنهاية عصر الولايات المتّحدة الأمريكيّة كقائد للعالم. علينا أن نشكر وباء كورونا، ورعونة القادة الإمبرياليين الذين لولاهم لما رأينا نفط إيران يعبر الكاريبي تحت مرأى ومسمع الأساطيل الصدئة التي أخافت كيانات العالم لعقود. في النّهاية فإن الحكومة السّوريّة أبلغت جيمس جيفري الذي عرض مخرجاً لتفادي سطوة قيصر: "روح خيّط بغير هالمسلّة!" فبدأ سعر الدولار يتقهقر أما الليرة السّورية بقدرة قادر..

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 10