أزمة النفايات في لبنان تعود الى الواجهة
اعداد رامي عازار
عادت أزمة النفايات إلى الواجهة مجددا في لبنان، إثر إغلاق مطمر منطقة الجديدة، شرقي العاصمة بيروت، بعد أن وصل إلى قدرته الاستيعابيّة القصوى، ما أدّى إلى تكدّس أكوام النفايات في بعض الشوارع.
قالت مصادر مطلعة ان توقُّف مطمر الجديدة عن استقبال نفايات المتن وكسروان ومناطق من بيروت لم يحصل فجأة، بل وضع المتعهد المسؤولين بأجواء قرب انتهاء مدة العقد، ومع ذلك لم يحرّكوا ساكناً.
حاول رئيس الحكومة بعد وقوع الكارثة إيجاد حلّ لها. وزير البيئة اقترح رفع مستوى الطمر الذي جوبه بالرفض من قبل البعض، أو إعادة فتح مطمر الناعمة ونقل النفايات إليه، ليحسم الأمر في جلسة مجلس الوزراء بخطة طارئة لا تحل القضية إلا لأشهر معدودة.
وأثار هذا الوضع مخاوف اللبنانيين، لما يمكن أن يخلّفه من تداعيات خطيرة على صحّة الإنسان والبيئة، خاصة في ظلّ جائحة فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد-19)، الذي أصاب، حتى الآن ، 796 شخصًا في لبنان، توفى منهم 26.
أمس، استأنفت الشركة المتعهدة جمع النفايات عملها، بعدما تراكمت النفايات في الشوارع، و قال رئيس بلدية برج حمود مارديك بوغوصيان بحديث صحفي، "رفعت شركة رامكو النفايات اليوم بعد أسبوع من التوقف عن العمل حيث نقلت إلى معامل الفرز من ثم إلى مطمر الجديدة". والحلّ، كما قال بوغوصيان، "ليس جذرياً، وبعد أشهر سنواجه المشكلة نفسها إن لم تضع الحكومة حلاًّ دائماً، ويجب على الجميع التعاطي مع القضية من باب أن البيئة لا علاقة لها بالسياسة، وليست لتسجيل نقاط بين الأفرقاء السياسيين".
ويرى ناشطون إن مشكلة النفايات في لبنان سياسيّة؛ فالصراع بين الجهّات السياسيّة هو على التموضع الجغرافي للمطمر وتوزيع العقود (الخاصة بالعمل).
وتابعوا: “الصراع الحالي هو ما بين أخذ الأموال من البلديات لدفعها للشركات التي تجمع النفايات وما بين عقود فرز النفايات أو معالجتها أو طمرها”.
من جهتها، حذّرت مديرة مركز حماية الطبيعة في الجامعة الأمريكيّة ببيروت، نجاة صليبا، من خطورة تكديس النفايات في الشوارع.
وقالت في حديث صحفي إن “فيروس كورونا يعيش على الأسطح من 3 إلى 6 ساعات، وإذ رمى أي شخص يحمل هذا الفيروس نفاياته على الطريق سينقل العدوى لغيره”.
وتابعت: “تعيش بعض الحيوانات، كالقطط والجراذين، بين أكياس النفايات، وإذ انتقل أي فيروس إليها عبر الجلد ستنقله إلى الإنسان في حال لمسها”.
