في زمن كورونا.. الملاعب والصالات الرياضية ملاذ آمن

2020.04.17 - 02:07
Facebook Share
طباعة

 تلجأ مختلف دول العالم إلى كافة الحلول الممكنة من أجل مكافحة وباء "كورونا" المستجد المعروف بـ"كوفيد 19"، ومن بينها استخدام الملاعب والصالات الرياضية كمشاف مؤقتة تشكل ملاذا آمنا للمرضى والأطباء.

واستخدمت عدة دول على مستوى العالم هذه الأماكن الواسعة بتحويلها إلى مشافي مؤقتة، تستوعب إسعاف وإنقاذ المصابين والمتعرضين للحجر الصحي، نتيجة عجز المستشفيات على تلبية الضغط المتزايد بسبب سرعة انتشار الإصابات.

وشهد العالم خلال وباء كورونا إلى اللجوء لهذه الأماكن، وجعلها مشاف مؤقتة عاجلة لاستقبال المرضى والمصابين، وجمعهم في مكان واحد، فشكلت ملاذا مناسبا في زمن الوباء.

ورغم توقف الدوريات والنشاطات الرياضية في كل دول العالم تقريبا، إلا أن الملاعب واصلت عملها بطريقة مختلفة من خلال تقديم الحلول عبر استضافة المصابين والمرضى.


**مشافي مؤقتة

ومن بين الدول التي استخدمت الملاعب كانت البرازيل، حيث وضع ملعب ماركانا الشهير في مدينة ريودي جانيرو، في خدمة السلطات الطبية، وتم تجهيزه ليكون مستشفى علاج ميداني للمصابين.

السلطات البرازيلية لم تكتف بهذا الملعب، بل خصصت آخرا في مدينة ساوباولو الكبيرة، حيث وضع ملعب باكايمبو في الخدمة ليتحول إلى مستشفى ميداني أيضا.

ملعب نادي ريال مدريد الشهير سانتياغو برنابيه، تحول كذلك لمركز مهم من أجل تخزين التبرعات والإمدادات الصحية خاصة أن إسبانيا من البلدان التي ضربها الوباء بشدة، فيما وضعت أندية عدة أخرى في ألمانيا وإنكلترا ملاعبها تحت تصرف السلطات الصحية.

وفي الولايات المتحدة، جرت الاستفادة من ملاعب التنس، بتحويل أحد الملاعب في نيويورك لمستشفى يستوعب مئات الحالات، مع ازياد الإصابات في البلاد، وفي المدينة الكبيرة.

**مراكز حجر صحي

وفي تركيا أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قبل أيام، إنجاز مستشفيين إضافيين في إسطنبول خلال مدة أقصاها 45 يوما، في إطار مكافحة جائحة كورونا.

وأضاف "بجانب المستشفيات القائمة سنجهز اثنين آخرين في مطار أتاتورك وسنجاق تبه لاستقبال مصابي كورونا على أقصى تقدير".

وبذلك تظهر اهمية الأماكن المكشوفة أو الواسعة للاستفادة منها في وقت ينتشر فيه الوباء دون أن يعرف حدا له وعلى مستوى العالم.

الخبير الطبي التركي، الطبيب مختار فاتح بيديلي، تحدث للأناضول عن هذه الظاهرة بالاعتماد على الملاعب والصالات والمراكز الواسعة كمشاف مؤقتة أو مراكز تعتمد عليها الحكومة في التخفيف من أضرار الأوبئة.

وقال بيديلي، وهو مختص بأمراض الأطفال، "الكوارث قد تكون طبيعية بيئية، أو كوارث وبائية محلية أو وطنية أو عالمية مثل وباء فيروس كورونا الان، ولمواجهة و تجاوز الكوارث فإن التضامن المحلي والعالمي ضروري".

وأضاف "يستلزم أن تكون الدولة على أتم الاستعداد لكل الحالات الطارئة، بتجهيز المستشفيات وأقسام الاسعاف والطوارئ والايواء، إن كان في داخل المشافي أو في مراكز طبية خاصة يتم إنشاؤها حسب نوع تلك الكوارث، وتهيئ الجماهير معنويا وتعبويا وموضوعيا في إطار المساواة".

كما أوضح "يُعد وباء كورونا من الأمراض الوبائية التي تسببها الفيروسات، وفايروس كورونا تحديدًا هو زمرة واسعة كما تشير منظمة الصحة العالمية، وهي تتراوح ما بين نزلة البرد العادية وبين المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة".

**استعدادات مسبقة
واستنادا على ما سبق، يقول الخبير الطبي "لذلك على الدول أن تكون قد أنجزت الأرضية الكاملة لمثل هذه الاوبئة، وعند انتشارها بشكل كبير وامتلاء المشافي والمراكز الطبية بالمرضى يجب أن تجهز كافة الصالات والملاعب الرياضية بالتجهيزات الطبية الضرورية".

وبرر ذلك بالقول "لعلاج وإيواء المرضى الذين حالاتهم تحتاج للمراقبة، وكذلك عزل الاشخاص والمخالطين للمرضى في تلك الصالات والملاعب، من عدم انتشار العدوى أكثر، لان تلك الصالات والملاعب ذات مساحة كبيرة تتسع لأكبر عدد ممكن من المرضى ذوي الحالات الخفيفة والمتوسطة وكذلك المخالطين تلك المرضى".

ومضى متحدثا عن الإمكانيات التي توفرها هذه الأماكن بالقول "الصالات والملاعب الرياضية يمكن أن تتحول إلى مراكز ومستشفيات مؤقتة كجزء من الجهود المبذولة لاحتواء وعلاج المرضى المشتبه في إصابتهم بفيروس كورونا الجديد كوفيد-19".

وزاد "كذلك الاستفادة من الاستادات والملاعب الرياضية في المدن ذات الانتشار بشكل كبير بتحويلهم إلى مستشفيات متنقلة توفر الكثير من الأسِرة لعلاج المرضى الجدد، والمصابين بأعراض خفيفة يمكن علاجهم في هذه المراكز المؤقتة".

وشدد على أنه "يتعين على كافة السلطات المحلية والدولية بذل كل الجهود لتحويل أماكن المعارض في المدن إلى مستشفيات لزيادة مساحة العزل، والأسرة المخصصة لعلاج الحالات الخفيفة ومراقبتها، ووضع طاقم الطبي متخصص في تلك المراكز للعناية بالمرضى الذين ثبتت إصابتهم بالفيروس لكنهم لم يظهروا أي أعراض حادة".

وأكد أنه "بمجرد أن تتفاقم أعراض المرضى، يمكن نقلهم إلى مستشفى كبير متخصص لحالات الطارئة اثناء انتشار العدوى، المخصصة في المدينة لاستقبال المرضى المصابين بالفيروس الجديد".

**بيئة آمنة

وعن الأهداف الرئيسية لإنشاء هذه المراكز، أفاد الخبير الطبي "الهدف هو توفير بيئة آمنة للمرضى والمرافقين والطاقم الطبي، وتهدف إلى إدارة السلامة والحماية البيئية في هذه المراكز، بجعل منشآت من الصالات والملاعب الرياضية بيئة آمنة وخالية من الأوبئة والأخطار للكادر الطبي والمرضى والزوار".

وأردف "عند عدم توفر المراكز والمشافي لإيواء أكبر عدد ممكن من الحالات في الوباء، تكون هذه المراكز حل مؤقت وليس جذري، وعلى الحكومات والدول إنشاء المراكز والمدن الطبية الكبيرة استعدادا لكل طارئ، وخاصة أننا في زمن العولمة وانتشار الاوبئة بين حين وآخر".

ولفت إلى أن "أفضل مثال بإنشاء المدن الطبية الحديثة في العالم تأتي تركيا في مصاف تلك الدول، حيث تم انجاز الكثير من المدن الطبية في المدن الكبرى وذات الكثافة السكانية العالية في المرحلة الاولى، ومن ثم في كافة المدن التركية تحسبا لكل طارئ".

كما تحدث الطبيب التركي عن الفوائد التي يمكن أن تجنيها الدول من هذه المراكز بقوله "توفر الملاعب والأماكن العامة والمساحات الخضراء فرصا لإثراء الصحة وجودة الحياة لجميع الأشخاص الذين يعيشون في المدن".

وزاد "تحويل تلك الملاعب والاماكن الخضراء في زمن الكوارث والاوبئة الى مراكز مخصصة مؤقتة لإيواء وعلاج المصابين ما هي إلا بعض الفوائد من تلك الملاعب والمساحات الخضراء في هذه الأزمة ولها فوائد دائمة بتعزيز المساحة الخضراء والصحة النفسية للمواطنين".

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 10