شهدت قواعد عسكرية تابعة للتحالف الدولي شمال محافظة الحسكة السورية، توترات أمنية ملحوظة خلال الساعات الماضية، وسط حالة استنفار غير مسبوقة. فعّلت القوات الأمريكية المتمركزة في قاعدتي الشدادي وقسرك أنظمة الدفاع الجوي، بالتزامن مع إطلاق مكثف لقنابل إنارة في سماء المنطقة، في إطار تدابير احترازية مشددة لمواجهة أي تهديد محتمل.
التصعيد الأمني جاء بالتوازي مع اتخاذ سلسلة من الخطوات الوقائية، من بينها إلغاء لقاءات ميدانية كانت مقررة بين قيادة التحالف الدولي وفعاليات محلية في ريف الحسكة. هذه الخطوة تشير إلى ارتفاع مستوى التحذيرات الأمنية، حيث تسود مخاوف من احتمالية تعرض القواعد لهجمات مباشرة، خاصة في ظل الأجواء المتوترة في المنطقة خلال الفترة الأخيرة.
وفي إجراء إضافي ضمن هذا السياق، منحت عناصر محلية في القوات المنتشرة قرب قاعدة التحالف بمدينة الحسكة إجازات قصيرة، في خطوة يبدو أنها تهدف إلى تقليل عدد الأفراد المتواجدين ضمن محيط القواعد الحيوية، تحسبًا لأي تطورات مفاجئة قد تشهدها المنطقة.
لاحقًا، تصاعدت حدة التوتر حين قامت الدفاعات الجوية في قاعدة قسرك، الواقعة شمال الحسكة، بالتعامل مع هدف جوي مشبوه تم رصده في سماء القاعدة. حيث أطلقت الأنظمة الدفاعية صواريخ تصدت للهدف وأسقطته في منطقة خالية إلى الغرب من الموقع، دون أن تُسجل أية خسائر بشرية أو مادية.
وبحسب ما تم تداوله في أوساط سياسية وأمنية، فإن هذا الهجوم يُعد ردًا إيرانيًا متوقعًا على الضربات الجوية الأمريكية التي استهدفت منشآت نووية إيرانية مؤخرًا. ويأتي ذلك في سياق تصعيد إقليمي واسع النطاق شهدته الأيام الماضية، قبل أن يُعلن عن التوصل إلى وقف إطلاق نار بين إيران وإسرائيل، ما أدى إلى تهدئة نسبية واحتواء الموقف ميدانيًا.
عقب الحادثة، حلّقت طائرات استطلاع ومسيرات أمريكية بكثافة في أجواء المنطقة، ضمن مساعٍ لرصد أي تهديدات إضافية، ومتابعة مصدر الهجوم إن وُجد، كجزء من إجراءات المراقبة المستمرة.