ضربات نووية بلا إشعاع… وتهديدات متبادلة

وكالة أنباء آسيا

2025.06.22 - 10:16
Facebook Share
طباعة

 في تطور لافت على الساحة الدولية، نفذت الولايات المتحدة فجر الأحد ضربات جوية استهدفت ثلاث منشآت نووية إيرانية رئيسية، هي فوردو، ونطنز، وأصفهان، فيما تباينت المواقف الدولية وسط تحذيرات متصاعدة من تداعيات هذا التصعيد.

الضربات الجوية التي وصفت بـ"الناجحة" جاءت بقرار من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي أعلن أن العملية تهدف إلى تقويض قدرة إيران على تخصيب اليورانيوم، مشيرًا إلى أن منشأة فوردو تحديدًا "خرجت من الخدمة" بعد إسقاط قنابل خارقة للتحصينات عليها. كما أشار إلى أن العملية تمت بمشاركة قاذفات بي-2 وصواريخ توماهوك أُطلقت من غواصات.

الرئيس الأميركي اعتبر أن اللحظة "تاريخية للولايات المتحدة وإسرائيل والعالم"، ووجه تحذيرًا شديد اللهجة لإيران من أي رد، مؤكدًا أن الرد الأميركي سيكون "أكبر بكثير". ودعا طهران للموافقة على إنهاء الحرب، واصفًا إياها بفرصة لصنع السلام.

في المقابل، نفت إيران وجود أي مواد إشعاعية في المنشآت المستهدفة، وذكرت أن المواقع كانت قد أُخلِيت منذ فترة. كما أكد مسؤولون إيرانيون أن الوضع في المناطق المحيطة بهذه المنشآت "طبيعي تمامًا"، في محاولة لطمأنة السكان والتقليل من آثار الضربة.

دول الخليج من جانبها، سارعت لطمأنة مواطنيها. إذ أعلنت هيئات رقابة نووية في عدد من الدول الخليجية عدم رصد أي تغير في مستويات الإشعاع في البيئة أو المياه، مؤكدة أن الضربات لم تتسبب بأي تلوث إشعاعي. كذلك أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها لم تسجل أي ارتفاع في معدلات الإشعاع داخل المنشآت النووية الإيرانية، لكنها تعهدت بإجراء تقييمات إضافية للوضع خلال الأيام المقبلة.

وفي طهران، توالت التصريحات المنددة، حيث وصفت الخارجية الإيرانية الهجوم بأنه "خرق صارخ للقانون الدولي"، مطالبة بعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي، ومؤكدة أن إيران تحتفظ بحق الرد وفقًا لميثاق الأمم المتحدة.

من جهة أخرى، ظهرت تقارير تفيد بأن الضربات الأميركية جاءت استكمالًا لهجوم إسرائيلي سابق على المنشآت ذاتها، ما يعكس تنسيقًا عالي المستوى بين البلدين. وأشارت مصادر إعلامية إلى أن العملية سبقها تدريب مشترك خلال مناورة عسكرية أجريت قبل نحو عام.

على الصعيد الدولي، التزمت أغلب الدول الصمت، بينما حذرت بعض الجهات الحقوقية من تحول التصعيد إلى مواجهة أوسع قد تهدد استقرار المنطقة بالكامل، خصوصًا في ظل التوترات المستمرة في الشرق الأوسط وتعدد خطوط النزاع.

ورغم ضخامة العملية، لا تزال الأسئلة مفتوحة حول أهدافها الحقيقية وما إذا كانت تمهيدًا لمفاوضات جديدة أم بداية لمرحلة تصعيد أشمل، لا سيما مع تعهد واشنطن بأن "الضربات هي نهاية الخطط ولا تستهدف تغيير النظام".

في ظل هذا التصعيد الخطير، يبقى المشهد معلقًا بين نذر الحرب ودعوات السلام، بينما يترقب العالم ما إذا كانت طهران سترد، أم أن الدعوة للمفاوضات ستلقى صدى في طهران.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 3