عودة الكهرباء تعيد الأمل إلى تل تمر

2025.06.19 - 11:00
Facebook Share
طباعة

 
بعد انقطاع دام قرابة نصف عام، عادت الحياة إلى شوارع بلدة تل تمر في ريف الحسكة، مع إعادة تشغيل محطة تحويل الكهرباء الرئيسية التي توقفت عن العمل نتيجة القصف المتكرر الذي تعرضت له المنطقة.


الهجمات السابقة التي طالت البنية التحتية، ولا سيما منشآت الطاقة، تسببت بضرر بالغ في المحطة وخطوط التوتر العالي المحيطة بها، ما أدى إلى انقطاع كامل للتيار الكهربائي عن البلدة ومحيطها. هذا الانقطاع فاقم من معاناة الأهالي، خاصة في ظل ظروف مناخية صعبة وغياب البدائل المستدامة.


عملية إعادة التأهيل التي أُنجزت مؤخرًا أعادت التيار تدريجيًا إلى المنازل والمرافق العامة، في خطوة وصفها الأهالي بأنها ضرورية لإعادة الحد الأدنى من الاستقرار إلى البلدة.


خلال الأشهر الماضية، واجه السكان تحديات يومية حادة، أبرزها فقدان وسائل التبريد في الصيف والانقطاع التام للمياه نتيجة توقف مضخات الآبار. كما تأثرت الحركة التجارية والتعليمية، وتوقفت العديد من الورش والمحال عن العمل بسبب عدم توفر الطاقة.


الاعتماد المؤقت على مولدات "الأمبيرات" لم يكن حلًا فعّالًا، نظرًا لتكاليفها المرتفعة وتكرار الأعطال، إلى جانب تقنين التشغيل، مما دفع العديد من الأسر إلى الاستغناء عنها رغم الحاجة الملحة.


عودة الكهرباء، حتى وإن كانت تدريجية، انعكست بشكل مباشر على تحسين الظروف المعيشية، إذ بدأ السكان بملاحظة تحسّن في ضخ المياه واستئناف الأنشطة التجارية، كما استعادت المدارس جزءًا من قدرتها على مواصلة العملية التعليمية في ظروف أفضل.


تل تمر، التي تقع في منطقة حساسة تشهد توترًا دائمًا على وقع التهديدات الأمنية والقصف المتكرر، عانت سابقًا من استهداف مباشر للبنية التحتية، وخاصة شبكات المياه والكهرباء. وتعتبر البلدة من المناطق التي تضم تنوعًا سكانياً وثقافياً، ما يزيد من أهمية استقرارها في سياق التماسك المجتمعي المحلي.


ويأمل الأهالي أن تكون هذه العودة خطوة أولى نحو إصلاح أوسع في قطاع الخدمات، وأن تتحسن قدرة المؤسسات المحلية على حماية البنى الحيوية من أي هجمات محتملة، خاصة أن انقطاع الكهرباء لم يعد مجرد أزمة خدمية، بل مسألة تؤثر على الأمن الشخصي والاقتصادي للسكان.


كما يعوّل كثيرون على استمرار هذه الجهود وتوسيعها لتشمل مناطق وقرى مجاورة لا تزال تعاني من الانقطاعات المستمرة، مطالبين بوجود خطة طوارئ حقيقية تضمن استمرارية الخدمات الأساسية، رغم الأوضاع الأمنية غير المستقرة.


رغم التحديات، فإن ما تحقق في تل تمر يُعد إنجازًا تقنيًا وخدميًا يحمل بُعدًا إنسانيًا كبيرًا، يعكس إرادة المجتمعات المحلية في الصمود وإعادة بناء الحياة، حتى في أكثر المناطق تضررًا. الكهرباء هنا لم تعد مجرد رفاهية، بل ضرورة تُعيد التوازن لأبسط تفاصيل الحياة اليومية.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 10