طريق دير الزور – دمشق بلا إشارة.. خطر يهدد حياة المسافرين

سامر الخطيب

2025.05.11 - 11:01
Facebook Share
طباعة

 رغم أهميته الإستراتيجية، يعيش الطريق الواصل بين محافظة دير الزور والعاصمة دمشق حالة من العزلة الرقمية التامة، نتيجة غياب شبكات الاتصالات على امتداد يزيد عن 400 كيلومتر. هذا الانقطاع لا يُعتبر مجرد قصور تقني، بل مشكلة حيوية تنذر بعواقب إنسانية وأمنية جسيمة، وسط غياب أي تحرك فعّال من الجهات المختصة لإعادة ربط هذا الشريان الحيوي بشبكة الاتصال الوطني.


يمر عبر هذا الطريق يومياً مئات المسافرين من المدنيين والسائقين والعاملين في المجال الإغاثي، إلى جانب قوافل تجارية تربط شرق البلاد بوسطها وجنوبها. ورغم هذه الكثافة، فإن المسافرين يقطعون المسافة الطويلة في عزلة تامة عن العالم، دون قدرة على إجراء مكالمة واحدة، أو حتى إرسال نداء استغاثة في حالات الطوارئ.


هذه العزلة المفروضة تحول دون التعامل السريع مع الحوادث، التي غالباً ما تكون مميتة في حال تأخر الإسعاف أو المساعدة، سواء في حالات أعطال السيارات أو الحوادث المرورية. وقد سُجلت عدة حالات تأخرت فيها فرق النجدة بسبب عدم الإبلاغ الفوري، ما تسبب بمضاعفة الخسائر البشرية والمادية.


الانقطاع التام لشبكة الاتصال أيضاً يقيّد الحركة الإغاثية في المناطق التي يعبرها الطريق، خصوصاً أن المنظمات الإنسانية تعتمد على التنسيق الفوري والدقيق لتحريك القوافل أو الاستجابة للحالات الطارئة. وهو ما يجعل هذا النقص التقني عاملاً مباشراً في إضعاف قدرة الاستجابة وعرقلة جهود التعافي بعد سنوات الحرب الطويلة.


من جهة أخرى، يلجأ كثير من الأهالي إلى إرسال رسائل نصية قبل الانطلاق في رحلتهم الطويلة لإبلاغ ذويهم بموعد المغادرة وتقدير وقت الوصول، في محاولة لتقليل أثر العزلة، إلا أن هذه الحلول البدائية لا ترقى إلى مستوى الأمان المفترض في بلد يسعى إلى إعادة ترميم بنيته التحتية الحيوية.


وتتعدد الأسباب المحتملة لهذا الغياب، بين تهالك البنية التحتية لشبكات الاتصال، وتوقف محطات التغطية بفعل الأعمال العسكرية، وغياب الصيانة نتيجة ضعف الموارد أو الإهمال المتعمد. لكن تبعات هذا الغياب واضحة ومباشرة: حياة آلاف المسافرين على هذا الطريق في خطر دائم.


ومع اقتراب فصل الصيف، وازدياد حركة التنقل، تزداد الحاجة إلى إعادة النظر في هذا الملف الحيوي، الذي لا يمكن تجاهله أو تأجيله. فالاتصالات لم تعد رفاهية، بل حاجة أساسية لضمان السلامة والنجاة، خصوصاً في بلد يمر من مرحلة إعادة بناء الثقة بين الناس والبنى التحتية.


إن توفير شبكة اتصال مستقرة على طريق دير الزور – دمشق، هو ضرورة وطنية، لا تقل أهمية عن إصلاح الطرق أو توفير الوقود، ويجب أن تكون ضمن أولويات المرحلة القادمة، سواء عبر دعم حكومي مباشر أو من خلال التنسيق مع المنظمات الدولية المعنية ببرامج التعافي والخدمات الأساسية.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 3