اشتباكات في جرمانا على خلفية توتر طائفي

سامر الخطيب

2025.04.29 - 12:02
Facebook Share
طباعة

 تتواصل الاشتباكات العنيفة في مدينة جرمانا بريف دمشق منذ مساء الاثنين، بين مجموعات مسلحة محلية وأخرى مهاجمة، على خلفية توترات ذات طابع طائفي.
وأسفرت المواجهات حتى الآن عن مقتل ستة من أبناء المدينة وإصابة 15 آخرين، إلى جانب مقتل ثلاثة من أفراد المجموعة المهاجمة وإصابة عدد غير محدد منهم. ولا تزال الحصيلة مرشحة للارتفاع في ظل استمرار الاشتباكات وصعوبة الوصول إلى الجرحى في بعض الأحياء التي تشهد إطلاق نار كثيف.
وتأتي هذه التطورات في أعقاب انتشار تسجيل صوتي منسوب لأحد الأشخاص من طائفة الموحدين الدروز، تضمن عبارات وُصفت بالمسيئة، ما أثار موجة من الغضب الشعبي وأدى إلى تصاعد في الخطاب الطائفي بعدد من المحافظات السورية، خصوصاً في مدينتي حلب وحمص، قبل أن تتصاعد حدة التوتر ميدانياً في مناطق ريف دمشق، وفي مقدمتها جرمانا.
تُستخدم في الاشتباكات أسلحة خفيفة ومتوسطة، مع تسجيل قصف مدفعي من جهة حي النسيم، مما تسبب بحالة من الذعر بين المدنيين. وحتى الآن، لم تبرز مؤشرات واضحة على التهدئة، رغم تكرار الدعوات من شخصيات محلية لوقف التصعيد وتفادي مزيد من العنف.


مواقف رسمية ومحلية
في أول تعليق من رئيس بلدية جرمانا، أكد أن "أهالي جرمانا تحت سقف الدولة ويرفضون الفتنة مع المناطق المجاورة"، مشيراً إلى "تقصير كبير من الأجهزة الأمنية سمح بتطور الاشتباكات". وأضاف أن "الاشتباكات خفتت إلى حد كبير، لكن الجو العام لا يزال متوتراً".


من جانبه، شدد وزير الإعلام السوري حمزة مصطفى على ضرورة مواجهة خطاب الكراهية والتحريض، مشيراً إلى أن سوريا "بحاجة إلى مدونة أخلاقيات إعلامية موسعة وتفصيلية تشارك فيها مؤسسات إعلامية ونقابات وقوى اجتماعية"، مضيفاً أن "الحرية مسؤولية فكرية وعملية، وستضطلع الوزارة بدورها قريباً عبر استراتيجيات جديدة".


الرد من السويداء وجرمانا
محافظ السويداء أدان بدوره الإساءة للرموز الدينية، قائلاً: "لن نحمل أحداً وزر ما ارتكبه غيره، ولن نسمح لأي شخص بالتعدي على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم"، مشيراً إلى أن الشرطة كُلّفت بالتحري عن صاحب التسجيل الصوتي المسيء.


أما الهيئة الروحية لطائفة المسلمين الموحدين الدروز في جرمانا فقد أصدرت بياناً أدانت فيه بشدة "الإساءة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم"، معتبرةً أن المقطع الصوتي "ملفق ويهدف لإثارة الفتنة والانقسام". كما استنكرت الهجوم المسلح على المدينة، مشيرة إلى أن "غالبية من أصيبوا أو استشهدوا هم من منتسبي جهاز الأمن العام"، داعيةً السلطات الرسمية إلى تحمل مسؤولياتها الكاملة وتوضيح ملابسات ما جرى.


وزارة الداخلية: تحقيقات مستمرة وتحذير من التصعيد
وفي بيان رسمي، أكدت وزارة الداخلية السورية أن التحقيقات الأولية لم تثبت صحة نسبة التسجيل الصوتي المتداول إلى الشخص المتهم به، مضيفة أن "العمل جارٍ لتحديد هوية صاحب الصوت وتقديمه إلى العدالة". كما دعت الوزارة المواطنين إلى الالتزام بالنظام العام وعدم الانجرار إلى تصرفات فردية أو جماعية قد تخل بالأمن أو تمس الممتلكات والأرواح، مشددة على أن الدولة تقوم بواجبها الكامل في حماية المقدسات، ولن تتهاون مع أي خرق للقانون.


في ظل هذه التطورات، تتواصل الدعوات من شخصيات محلية ودينية إلى ضبط النفس وتجنب التصعيد، فيما تترقب الأوساط المحلية ما ستؤول إليه التحقيقات الرسمية والخطوات الحكومية لضبط الأمن ومنع تكرار مثل هذه الحوادث.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 5