مقابلة مع الخبير في الشؤون الدولية أسعد فياض حول الانسحاب الأمريكي من سوريا

أجرى الحوار: جمال اليماني

2025.04.23 - 11:20
Facebook Share
طباعة

 في ظل التحولات الجيوسياسية المتسارعة التي تشهدها الساحة السورية، خاصة بعد الإعلان عن انسحاب جزئي للقوات الأمريكية، تبرز تساؤلات عدة حول دلالات هذه الخطوة وتأثيراتها المحتملة على مستقبل الصراع في سوريا، والتحالفات الإقليمية والدولية. في هذا السياق، أجرى الإعلامي جمال اليماني حواراً مع المحلل السياسي الأستاذ أسعد فياض، للوقوف على خلفيات القرار الأمريكي، أبعاده الاستراتيجية، وانعكاساته على المشهد السوري، بما في ذلك الفصائل الفلسطينية والملف الإيراني. فيما يلي نص المقابلة الكامل.


جمال اليماني: أستاذ أسعد، نشهد حالياً انسحاباً جزئياً للقوات الأمريكية من سوريا. كيف تفسرون هذه الخطوة؟
أسعد فياض: الانسحاب الأمريكي من سوريا يُعدّ جزءاً من خطة استراتيجية تهدف إلى تقليص التواجد العسكري الأمريكي في الخارج، تماشياً مع رغبة الرئيس دونالد ترامب في تقليل التدخلات العسكرية. حالياً، يتم تقليص عدد القوات من حوالي 2000 جندي إلى 1400، مع احتمال الإبقاء على نحو 500 جندي فقط بعد تقييم الوضع خلال 60 يوماً. هذا الانسحاب يشمل إغلاق ثلاث قواعد رئيسية في دير الزور، وهي "القرية الخضراء" (العمر)، "الفرات" (كونيكو)، وقاعدة بالقرب من الباغوز.


جمال اليماني: هل يعني هذا الانسحاب تخلياً عن الأهداف الأمريكية في سوريا؟
أسعد فياض: ليس بالضرورة. الولايات المتحدة تسعى من خلال هذا الانسحاب إلى إعادة تموضع استراتيجي، حيث تركز على حماية مصالحها الحيوية، مثل منع عودة تنظيم "داعش" ومراقبة النفوذ الإيراني. كما أن توحيد القوات تحت قيادة "عملية العزم الصلب" يشير إلى استعداد واشنطن للتعاون مع الإدارة السورية الجديدة في مكافحة الإرهاب، بشرط تلبية مطالبها السياسية والأمنية.


جمال اليماني: ما هي أبرز هذه المطالب؟
أسعد فياض: تشمل المطالب الأمريكية إبعاد المسلحين الأجانب عن المناصب القيادية، تفكيك البرنامج الكيميائي السوري، التعاون في مكافحة الإرهاب، إنهاء وجود الفصائل الفلسطينية المسلحة، والابتعاد عن إيران. الولايات المتحدة تأمل أن يؤدي الانسحاب الجزئي إلى تشجيع دمشق على الانخراط في المحور الأمريكي، مع إمكانية رفع العقوبات تدريجياً.


جمال اليماني: هل هناك مؤشرات على تجاوب دمشق مع هذه المطالب؟
أسعد فياض: هناك مؤشرات على ذلك، مثل السماح لوفد سوري بالمشاركة في اجتماعات البنك الدولي ومجلس الأمن، بالإضافة إلى لقاءات مع مسؤولين أمريكيين. كما أن هناك تقارير عن تعاون أمني بين الطرفين في مواجهة "داعش"، مما يشير إلى انفتاح دمشق على الحوار، بشرط الحفاظ على سيادتها ومصالحها الوطنية.


جمال اليماني: كيف تؤثر هذه التطورات على الفصائل الفلسطينية في سوريا؟
أسعد فياض: الفصائل الفلسطينية، مثل "الجهاد الإسلامي" و"حماس"، تواجه ضغوطاً متزايدة، بما في ذلك اعتقال قياديين وتقييد أنشطتها. هذا يأتي في إطار سعي دمشق لتلبية المطالب الأمريكية والإسرائيلية بإنهاء وجود هذه الفصائل على أراضيها، مما يضعها أمام تحديات كبيرة في المرحلة المقبلة.


جمال اليماني: ما هي الرسائل التي توجهها واشنطن من خلال هذا الانسحاب؟
أسعد فياض: الرسالة الأساسية هي أن الولايات المتحدة مستعدة لتقليص وجودها العسكري إذا حصلت على تنازلات سياسية وأمنية من دمشق. كما أنها تسعى إلى إعادة تشكيل التحالفات في المنطقة، مع التركيز على مواجهة إيران وضمان أمن إسرائيل. الانسحاب يُستخدم كأداة ضغط لدفع دمشق نحو خيارات استراتيجية جديدة.


جمال اليماني: هل تعتقدون أن دمشق ستستجيب لهذه الضغوط؟
أسعد فياض: دمشق تواجه تحديات كبيرة، بما في ذلك إعادة الإعمار، استعادة السيطرة على كامل الأراضي، وتحسين العلاقات الدولية. الاستجابة للضغوط الأمريكية قد تكون جزءاً من استراتيجية أوسع لتحقيق هذه الأهداف، بشرط ألا تتعارض مع المصالح الوطنية السورية.


جمال اليماني: شكراً لكم، أستاذ أسعد، على هذه الإضاءات القيمة.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 3