أثارت زيارة وزير الثقافة السوري محمد الصالح إلى مضافة فرحان المرسومي في مدينة البوكمال شرق دير الزور، حالة من الغضب والاستياء في أوساط الأهالي، وسط مطالبات بإقالته على خلفية ظهور اعتُبر "مستفزًا" لذوي ضحايا الانتهاكات المرتكبة خلال فترة سيطرة المجموعات الموالية لايران على المدينة.
وتداول ناشطون صوراً للوزير وهو يشارك في مأدبة أقيمت في منزل المرسومي، الذي تتهمه قطاعات واسعة من السكان المحليين بارتكاب انتهاكات جسيمة، من بينها التورط في حملات اعتقال وتغييب قسري، والتعاون مع قيادات ميليشياوية كانت ناشطة في المدينة بزمن نظام الأسد.
وقال أحد سكان بلدة السويعية المجاورة، إن زيارة الوزير تعيد إلى الأذهان مأدبة شهيرة أقامها المرسومي بعد حملات اعتقال، نُحر فيها عشرات رؤوس الأغنام بحضور شخصيات عسكرية. وتابع: "الظهور الأخير للوزير أمام أبناء المنطقة الذين فقدوا أحبّاءهم لا يمكن قراءته إلا كإهانة مباشرة لمعاناتنا".
مواطنة أخرى عبّرت عن ألمها قائلة إن "آلاف العائلات هُجرت قسرًا من البوكمال"، بينما كان المرسومي، بحسب تعبيرها، من أبرز من سهّل تجنيد الشباب ضمن الميليشيات. وأضافت أن استقالة الوزير لم تعد مطلبًا رمزيًا، بل "واجبًا أخلاقيًا تجاه الضحايا".
مصادر محلية أخرى تحدثت عن اتهامات أوسع تطال المرسومي، منها التواطؤ في عمليات "تعفيش" ممنهجة طالت منازل المدنيين، واستخراج مواد بناء بغرض بيعها، إضافة إلى تسهيل مرور ما وصفوه بـ"الحجاج الطائفيين" والممنوعات.
وتساءل السوريون عن بقاء المرسومي، أصلاً حرا طليقا، رغم سيل الاتهامات الموجهة له، ما دفع الوزير محمد صالح، إلى الاعتذار للشعب السوري عبر تغريدة نشرها عبر حسابه الشخصي، على منصة «إكس» كتب فيها: في كل يوم يُطلب مني مئات الصور مع الناس، ولا أستطيع أن أكشف عن صدور الناس وأعرف مشاربهم وانتماءاتهم.
وأضاف: أريد أن أعتذر للشعب السوري العظيم عن أي صورة ـ غير مقصودة ـ مع أي شخص محسوب على النظام البائد.
وفيما لم يكن الاعتذار كافيا لدى البعض، رأى أخرون أن «قبول الاعتذار من شيم الأكارم» ومنهم خطيب المسجد الأموي في العاصمة دمشق، مطيع البطين، الذي كشف عن لقاء جمعه بصالح بعد الحادثة، حيث قال: «كلمتُ السيد الوزير صراحةً، قلتُ له إن الصور التي انتشرت لك مع أحد كبار المروجين لمشروع إيران والمناصرين للنظام البائد قد آلمت السوريين وكان ينبغي عدم الوقوع في مثل هذا، تقبّلَ السيد الوزير تماماً هذا الكلام، معتذراً ومبيناً أنه قد وقع في مطب عن غير معرفة ودراية مسبقة».